رحيل حارسة التراث الرافديني عالمة الآثار المعروفة لمياء الكيلاني

رحيل حارسة التراث الرافديني عالمة الآثار المعروفة لمياء الكيلاني

متابعة: المدى

رحلت أول من أمس في العاصمة الأردنية عمّان عالمة الآثار المعروفة لمياء الكيلاني عن عمر يناهز 88 عاماً، كرست معظمه لدورها الكبير في مجال الآثار، فهي تعدّ أول امرأة عراقية تحصل على شهادة الدكتوراه في الآثار من بلد غربي.
ولدت لمياء مكرم الكيلاني (1931-2019)، وهي أثارية وأكاديمية عراقية ،حصلت عل شهادة البكالوريوس في الآثار من كلية الآداب جامعة بغداد عام 1957 بتفوق وعلى شهادة الدكتوراه في الآثار من جامعة كامبردج في بريطانيا عام 1966 . في عائلة تتحدر من القطب الصوفي الأشهر عبد القادر الكيلاني في بغداد، وأتمت دراستها الابتدائية والثانوية فيها، ودخلت كلية الآداب جامعة بغداد ـ قسم الآثار، غادرت بغداد لحصولها على زمالة في جامعة كيمبردج في بريطانيا لدراسة الآثار لتعود عام 1961 كأول امرأة عراقية درست الآثار في الجامعات الغربية. عملت في المتحف العراقي الذي كان يديره في تلك الفترة الآثاري العراقي د.فرج بصمجي، الذي كلفها بعمل يحتاج إلى بذل الكثير من الجهد والصبر، فقد تكدست في المتحف العراقي آلاف الأختام الاسطوانية، وقد كلفت الكيلاني بفرزها وتبويبها وتصويرها فوتوغرافياً لغرض أرشفتها، مما ولّد في نفسها عشقاً سيتطور لاحقاً إلى دراسة اكاديمية، بعد ذلك تولى إدارة المتحف أحد أشهر آثاريي العراق وهو د.طه باقر، الذي كان ذو عقلية متفتحة فيما يخص التعامل مع المرأة في حقل الآثار، وقد ابتدأت حينها أعمال التنقيب في موقع قرب بغداد مما وفر فرصة مناسبة للدكتورة لمياء الكيلاني للمشاركة، وبذلك كانت أول عراقية تشارك في أعمال التنقيب عن الآثار العراقية.
يذكر أن الكيلاني عملت في المتحف العراقي، عند تولي عالم الآثار الدكتور طه باقر إدارة المتحف العراقي، والذي عرف بأفكاره العصرية وتشجيعه للنساء وأثرهن في العمل والفكر والحياة.
وعن ذلك الأثر الغني أقامت الدكتورة لمياء الكيلاني ندوة العام الماضي بعنوان "قصة المتحف العراقي في النصف الأول من القرن العشرين". واستعرضت الكيلاني قصة المتحف العراقي، وكيف تم تأسيسه، والمديرون الذين جعلوه واحداً من أفضل المتاحف في الشرق الأوسط، والدور الذي لعبه المتحف في تشكيل هوية العراق.
والراحلة الدكتورة لمياء الكيلاني زميلة فخرية في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن. عادت إلى بغداد في 2003-2004 بعد نهب المتحف لمساعدة زملائها في إعادة ما تم نهبه وتخريبه من كنوز بلادها الحضارية. وهي خبيرة في الأختام السومرية وقد نشرت كتابًا والعديد من المقالات حول هذا الحقل المعرفي الخاص.
ونعت لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار النيابية، الجمعة، رحيل عالمة الآثار العراقية الدكتورة لمياء الكيلاني، التي وافتها المنية في العاصمة الأردنية عمّان.
وقالت رئيس اللجنة سميعة الغلاب، في بيان تلقت وكالة الرأي العام /بونانيوز / ، نسخة منه، "تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة الدكتورة الكيلاني التي عملت منذ ستينيات القرن الماضي في المتحف العراقي والاثار بشكل عام خصوصاً الاختام الاسطوانية التي كان عنوان رسالتها في جامعة لندن للحصول شهادة الدكتوراه".
وأضافت الغلاب، إن "الفقيدة هي أول امرأة عراقية تشارك في عمليات التنقيب الموقعي في مطلع الستينيات، وكان لها الدور الكبير بالمحافظة على المواقع الأثرية والمتاحف حيث ذهبت قبل قيام الحرب عام 2003 الى الولايات المتحدة وأبلغتهم بخريطة المواقع الأثرية والتاريخية من اجل عدم تعرضها للقصف الأميركي".
وعزت رئيس اللجنة سميعة الغلاب، جميع المهتمين بالآثار وأصدقاء الفقيدة وذويها ومحبيها بـ"هذه الفاجعة".
كما نعى وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور عبد الأمير الحمداني عالمة الآثار العراقية الدكتورة لمياء مكرم الكيلاني، مثمناً دورها الكبير في مجال الآثار. وقال:
ببالغ الحزن والآسى تلقينا خبر وفاة عالمة الآثار العراقية الدكتورة لمياء مكرم الكيلاني والتي تعد رائدة في مجال الآثار كأول امرأة عراقية تحصل على شهادة الدكتوراه من دولة غربية وبوفاتها خسرنا علماً ٱخر من أعلام الآثار العراقيين والتي تميزت بدورها الكبير والعطاء الثر في مجال اختصاصها وخدمتها الجليلة للعراق في هذا المجال. إنا لله وإنا اليه راجعون).

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top