موجة باردة تضرب البلاد وتفاقم معاناة النازحين

موجة باردة تضرب البلاد وتفاقم معاناة النازحين

 بغداد / متابعة المدى

توقع المتنبئ الجوي نائل العلي أن تشهد البلاد اجواء مستقرة باردة خلال اليوم الأحد ، فيما اعلنت هيئة الأنواء الجوية، أمس السبت، عن تسجيلها اقل درجة حرارة في الموسم الحالي.
وقال رئيس منبئين جويين أقدم محمود عبد اللطيف في بيان تلقت "المدى" نسخة منه، إن "الهيئة سجلت لهذا اليوم (أمس) أقل درجة حرارة بالموسم الحالي شهدتها ثلاث محافظات".

وأضاف عبد اللطيف، إن “محافظات بغداد وصلاح الدين والسليمانية سجلت درجة حرارة بلغت 2 تحت الصفر”، مشيراً الى أن “موجة البرد التي تشهدها البلاد مستمرة”.
وأضافت الهيئة أن طقس يوم غد الاثنين سيكون غائماً جزئياً، وأحياناً غائماً، في عموم العراق، مع ارتفاع طفيف بدرجات الحرارة عن اليوم الذي سبقه، وتشكل الضباب في الساعات الأولى من الصباح الباكر في المنطقة الشمالية، فيما يشهد الثلاثاء طقساً غائماً جزئياً في المنطقة الوسطى، وطقساً صحواً إلى غائم جزئياً، في المنطقة الشمالية، وطقساً صحواً مع بعض الغيوم في المنطقة الجنوبية مع درجات حرارة مماثلة لليوم السابق.
ولفت تقرير الهيئة إلى أن يوم الأربعاء سيشهد طقساً صحواً مع بعض الغيوم والضباب صباحاً، في المناطق الوسطى والشمالية، وطقساً صحواً مع بعض الغيوم، في المنطقة الجنوبية.
فيما كشفت المديرية العامة للانواء الجوية والرصد الزلزالي في كردستان، السبت، أسماء المناطق التي سجلت فيها أدنى درجات الحرارة.
وذكرت المديرية في بيان صحفي أمس (19 كانون الثاني 2019)، انه "تم تسجيل أدنى درجات الحرارة في مناطق بنجوين وحاج عمران".
وأضاف، إن " درجة الحرارة في كل من قضاء بنجوين وناحية حاجي عمران انخفض الى 9 درجات تحت الصفر".
وفي تطور ذي صلة نقلت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي في العراق عن رئيس المنبئين الجويين الأقدم محمود عبد اللطيف، انه " سجلت في محافظات بغداد، وصلاح الدين، والسليمانية، أدنى درجة حرارة بلغت 2 تحت الصفر"، مشيراً الى أن "موجة البرد التي يشهدها البلاد مستمرة".
جدير بالذكر إن كردستان وبعض المحافظات العراقية شهدت موجة من الامطار والثلوج، مما أدى الى انخفاض درجات الحرارة الى أقل من الصفر.
وفي اقليم كردستان اكتست المرتفعات الجبلية بالبياض والتي توشّحت بثوب أبيض، وسارع أهالي السليمانية والسياح الى الطبيعة للاستمتاع بالاجواء المشمسة بعد سقوط الثلوج لممارسة ألعاب الثلج وتصميم الرجل الثلجي والتقاط الصور لتكون ذكرى جميلة لهم.
يقول دلير سعيد وهو من أهالي السليمانية: "الثلج بلونه الأبيض يعني الصفاء والسلام والسليمانية هي معروفة بمواقفها الخيرة وهي الأولى بالثلج ونحن سعداء مع اطفالنا ونقضي أوقاتاً جميلة باللعب بالثلج وفي هذا الجو المشمس الجميل، يجب أن نكون جزءاً من الطبيعة والعودة اليها والحفاظ عليها إنها تعطينا شعوراً مميزاً بالراحة والطمئنينة أرجو من الجميع المحافظة على الطبيعة."
وتقول اشنا مصطفى وهي طالبة أتت مع زملائها للتمتع بالثلج: "أنا سعيدة جداً بهذا المنظر الخلاب أتينا أنا وزملائي لقضاء أوقات جميلة ونحن نلعب بالثلج ونضحك ونمرح، إنها لحظات لاتنسى، الطبيعة تعكس لنا جمالها وهي بالابيض، أتمنى من الجميع قضاء أوقات جميلة وسعيدة."
موجة البرد التي ضربت معظم مدن العراق فاقمت من معاناة مئات آلاف النازحين الذين ما زالوا ينتشرون في نينوى والأنبار ومحافظات كردستان في مخيمات ومعسكرات نزوح أو داخل مبانٍ غير مكتملة يقيمون فيها بشكل غير قانوني، فيما أكدت مفوضية حقوق الإنسان في العراق، أن الحكومة لم تفِ بوعودها للنازحين.
وعلى الرغم من إعلان السلطات المحلية بمحافظة الأنبار، غربي العراق، عن قرب إغلاق ملف النازحين بشكل نهائي، إلا أن مخيمات جنوب الفلوجة وغرب الأنبار ما زالت تزدحم بهم، وسط ظروف إنسانية صعبة للغاية تتمثل بانعدام مصادر التدفئة، وقلة الأغطية واهتراء الخيام التي يعيشون داخلها.
ويقول عضو منظمة عطاء العراقية المعنية بشؤون النازحين، خالد فرحان، لـ موقع "العربي الجديد"، إن هناك مخاوف على حياة النازحين بسبب البرد وخاصة الأطفال منهم"، ويضيف "الكثير منهم شرعوا في جمع الخشب للتدفئة وآخرون يستخدمون وسائل مختلفة لتوفير حماية لأطفالهم، وهناك تقصير من الحكومة والأمم المتحدة على وجه التحديد".
سلام فياض، (39 عاماً)، وهو أحد النازحين في عامرية الفلوجة، يؤكد أن سكان الخيم يعانون من مشكلتين، الأولى تتمثل في موجة البرد القاسية التي ضربت البلاد، ودفعتهم إلى العودة للمواقد وعلب الصفيح لإشعال النار من أجل التدفئة، "أما المشكلة الثانية فهي الضغوط الكبيرة التي نتعرض لها من قوات الأمن والسلطات المحلية، فهم لا يسمحون لنا بالخروج للبحث عن مساعدة أو جلب شيء للتدفئة من خارج المخيم"، مبينا أنه فقد منزله الواقع في بلدة القائم، غربي الأنبار، نتيجة للعمليات العسكرية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي.
في هذه الأثناء، أكد نائب رئيس مفوضية حقوق الإنسان، علي الشمري، أنّ الحكومة العراقية لم تفِ بوعودها بشأن تسليم النازحين العائدين إلى مناطقهم بشكل طوعي منحاً مالية، وتعويض المتضررين، موضحا في بيان، أن هذا الأمر تسبب في هجرة عكسية إلى المخيمات.
وأضاف أنّ "الحكومة الاتحادية غير جادّة في إعادة النازحين طوعاً إلى مناطقهم المستعادة، ولم تكترث للمناشدات الإنسانية التي تعبر عن مدى قساوة الظروف التي يعيشونها"، لافتاً إلى أن النازحين يعانون من ظروف جوية قاسية، وجوع وعطش وأوبئة وأمراض، في ظل استمرار تجاهل معاناتهم.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top