معلومات عن تهريب النفط وتواجد داعش تستدعي تدخل قوّات التحالف في الموصل

معلومات عن تهريب النفط وتواجد داعش تستدعي تدخل قوّات التحالف في الموصل

 بغداد/ وائل نعمة

حرب غير معلنة في الموصل أطلقتها القوات العراقية والتحالف الدولي منذ عدة أسابيع على "ميليشيات" تسرق النفط، وعلى بقايا داعش التي عادت مؤخراً من سوريا لتستقر قرب المدن. وعلى الرغم من أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي قال في الاشهر الاخيرة من السنة الماضية، تعليقاً على تقارير تحدثت عن خطورة الوضع هناك، بأن "فيها مبالغات"، إلا أن المعالجة كانت "سريّة".

ويقول مصدر أمني مطلع في المحافظة لـ(المدى) إنه "للمرة الاولى قصفت المدفعية الذكية التابعة للقوات الامريكية في قاعدة القيارة مناطق في صحراء الحضر".
ويرجح المصدر أن "الضربات التي سمعت أصواتها فجر أمس كانت تستهدف رتلاً من الصهاريج التي تهرّب النفط من مناطق جنوب الموصل".
وفي شهر تشرين الثاني الماضي أطلع نحو 30 نائباً عن نينوى، عادل عبد المهدي على معلومات تشير إلى وجود عمليات تهريب تقوم بها جهات تدّعي انتماءها إلى الحشد الشعبي.
وقال النواب أثناء لقائهم عبد المهدي في بغداد، إن تلك "العصابات التي تدعي بأنها جزء من الحشد لديها موافقات حكومية لسرقة النفط".
ويقول المصدر المطلع إن "سيارات دفع رباعي تشبه التي تستخدمها القوات الامنية والحشد تأتي باستمرار الى مصفى القيارة لأخذ النفط، فيما قد يقتل أي شخص يعترض طريقهم".
وكشفت لجنة تقصي الحقائق التي شكلها مجلس النواب قبل شهرين، أنّ ما يعرف بـ"المكاتب الاقتصادية" لبعض الأحزاب والفصائل المسلحة في نينوى تقوم بالسيطرة على مفاصل اقتصادية في نينوى وبيع السكراب والعقارات.
ووعد عبد المهدي العام الماضي، بإغلاق تلك المقار التي لايعرف عددها بالتحديد، لكنه استطاع، بحسب لجنة تقصي الحقائق في نينوى، إغلاق نصفها فقط.
ورفض رئيس الوزراء منذ توليه السلطة في تشرين الاول الماضي، إعطاء أي موافقات بالقيام بعمل اقتصادي في الموصل، فيما كانت الموافقات السابقة صادرة عن مكتب رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، على وفق ما كشفته لجنة التقصي لـ(المدى) مؤخرا.

"الواويّة"!
ويرفض أغلب المسؤولين في نينوى الحديث عن تهريب النفط، فيما قال عبد الرحمن اللويزي، وهو نائب سابق عن المحافظة إن "الواوية"، في إشارة الى العصابات، يستثمرون علاقاتهم بفصائل الحشد الشعبي لابتزاز المواطنين.
وقال اللويزي نهاية العام الماضي إن "الواوية كانوا يستفيدون من علاقاتهم بداعش ومنها تهريب النفط وباقي النشاطات التجارية التي تصب بمصلحة التنظيم وهم اليوم حولوا ابتزاز أبناء الموصل وأثريائها بدعم فصائل مسلحة للحفاظ على مصالحهم الشخصية". وتكافح الحكومة والقوات الامريكية، بحسب المصادر، لإيقاف عملية التهريب والاستحواذ على العقارات وابتزار السكان في الموصل، كذلك كثفت ملاحقاتها الأمنية لفلول "داعش". ويقول حسن السبعاوي، وهو عضو في مجلس محافظة نينوى لـ(المدى) أمس انه "منذ بدء الحديث عن لجنة تقصي الحقائق، وهناك ملاحقات كبيرة وعمليات قصف مستمرة لمواقع يعتقد أنها تضم عناصر داعش".
ومؤخراً كشفت لجنة تقصي الحقائق البرلمانية لـ(المدى) نقلا عن قادة عسكريين ومسؤولين تمت استضافتهم داخل اللجنة عن "دخول 400 داعشي من الحدود السورية خلال الاسابيع الماضية، منذ لحظة إعلان ترامب الانسحاب من سوريا".
وأكد السبعاوي أن القوات العراقية والتحالف الدولي "يستهدفان بشكل متكرر مناطق قرب الشرقاط، ومخمور، جنوب أربيل، وهي تضم أوكاراً للمسلحين". وبيّن المسؤول المحلي أن "الضربات تعالج في أغلب الاحيان الخنادق والأنفاق، التي يستخدمها التنظيم للتنقل والاختباء".
وذكرت مصادر من داخل لجنة تقصي الحقائق إن المسلحين الذي تسللوا من سوريا مؤخرا، استقروا في منطقة الجزيرة الواقعة بين نينوى وصلاح الدين والأنبار.
وتباينت آراء القادة العسكريين داخل اللجنة في تقييم مدى خطورة ذلك التواجد على أمن الموصل، بين من قال إنهم (الدواعش المتسللين) يشكلون تهديداً مباشراً على المدينة، وبين من قلل من أهمية تواجدهم.
لكن القادة، بحسب المصادر، أجمعوا خلال استضافتهم داخل اللجنة على أنهم "غير قادرين على ضبط الحدود مع سوريا بشكل تام، بسبب قلة المعدات والتجهيزات وعدد القوات الامنية".

مناطق لم تُشمل بالتحرير
من جهته يقول علي الزوبعي، وهو شيخ عشيرة ومرشح سابق عن نينوى، لـ(المدى) إن "الجزرات الوسطية داخل نهر دجلة القريبة من القيارة والشورة وحمام العليل في جنوب الموصل تضم مجاميع من داعش"، فيما نفى علمه بأعداد المسلحين بشكل دقيق.
وأشار إلى أن "تل القصب" الذي يقع في طريق جنوب الموصل المؤدي الى بغداد "يضم ودياناً تركت في معارك التحرير قبل عامين بدون معالجة خوفا من إضاعة الوقت وخسارة القوات في الدخول لمناطق غير معروفة نتائج المعارك داخلها".
ويرجح الزوبعي، أن تلك الوديان تضم مسلحين تابعين لـ"داعش"، كما يقول إن "لديهم أموالاً ويشترون السلاح والطعام بأضعاف أسعارها مما يتيح لهم الحصول على معاونين من بعض السكان المحليين".
وتهاجم تلك الجماعات المختبئة في الوديان، بحسب المرشح السابق، في أغلب الاحيان "القرى بحثاً عن المختارين والمنتسبين في القوات الامنية لقتلهم أو اختطافهم".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top