أخطاء كاتانيتش الساذجة تضيّع أحلامنا الآسيوية

أخطاء كاتانيتش الساذجة تضيّع أحلامنا الآسيوية

 نعيم صدام : يتوجّب محاسبة من اختار الملاك الأجنبي

 نزار أشرف: خطّة المهاجم الواحد لا تناسب الأسود

 عايد أسو: المدرب يعاني خللاً في توظيف اللاعبين  

بغداد / حيدر مدلول

أجمع عدد من المختصين في شؤون الكرة العراقية على أن الأخطاء الساذجة التي أرتكبها السلوفيني ستريشكو كاتانيتش مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم كانت وراء ضياع أحلامنا في الظفر باللقب القاري للمرة الثانية بعد الخسارة التي تلقاها من شقيقه القطري بهدف حمل توقيع المدافع بسام هشام علي في المباراة التي جمعتهما مساء أول أمس الثلاثاء على ملعب آل نهيان بنادي الوحدة الرياضي في العاصمة الإاراتية أبو ظبي بحضور أكثر من تسعة آلاف متفرج في ختام منافسات دور ثمن النهائي من بطولة كأس آسيا لكرة القدم 2019 التي ستنتهي في الأول من شهر شباط المقبل.
وأضافوا في الأستطلاع الذي أجرته (المدى) أن كاتانيتش لم يستثمر الامكانيات الرائعة التي يمتلكها لاعبونا الذين يعتبرون هم الأفضل في العراق بصفتهم أدوات ناجحة في تحقيق الهدف المنشود ولكنه لم يتمكن من توظيفها بالشكل الصحيح في المباريات الاربع التي لعبها خلال دور المجموعات أمام منتخبات فيتنام واليمن وإيران والحال ينطبق كذلك أمام قطر وخاصة في الخط الهجومي الذي يوجد فيه محمد داوود وعلاء عباس وأيمن حسين.

مشاركة حصني غريبة!
كان أول المتحدثين نعيم صدام عضو اتحاد الكرة السابق الذي أكد أنه كان يتوقع أن يلجأ مدرب منتخبنا في الزج بالمهاجم محمد داوود هداف دوري الكرة الممتاز الى جانب زميله مهند علي كاظم في التشكيلة الاساسية التي ستلعب منذ البداية أمام قطر لاسيما إننا نحتاج الى نيل النقاط الثلاث في هذه المباراة ضمن دور ثمن النهائي كونه أقصائياً حيث ان المنتخب الخاسر يودع منافسات البطولة الحالية ويختلف كلياً عن الدور الاول حيث شاهدنا هذا اللاعب بعد الزج به بدلاً لزميله علي حصني حيث أصبح لاعب جناح وقدم مستوى رائعاً خلال الوقت المتبقي من دقائق الشوط الثاني وعمل على تخفيف المراقبة الشديدة التي كانت مفروضة على (ميمي) من قبل المدافعين القطريين الذين تبادلوا الادوار فيما بينهم ونصبوا كماشة له ونجحوا في عدم تسجيله أي هدف وجعله عصبياً أدى الى تلقيه أنذاراً أصفر من قبل الحكم السنغافوري محمد تقي الجعفري.
وأضاف إن الكثير من علامات الأستفهام تقف أمام مشاركة صانع الالعاب علي حصني الذي دخل بديلاً للاعب همام طارق في الدقيقة 36 من الشوط الاول الذي تبين انه غير جاهز بصورة كاملة لخوض المباراة وسرعان ما تم تغييره بمحمد داوود في الدقيقة 66 نتيجة تجدد الإصابة مرة أخرى علما أنه لم يشارك في المباريات الثلاث الماضية لعدم اكتسابه الشفاء ولكن كاتانيتش تمسك به كثيرا تحت ذريعة حاجته الماسة الى خدماته مما جعلنا نفقد تبديلين نحن بأمس الحاجة لهما وهذا يتحمله الملاك الطبي والاداري وكذلك مدرب اللياقة البدنية سردار محمد وهي من الأخطاء التي كلفتنا الخروج المبكّر من البطولة التي تسبّبت ببكاء الجماهير الرياضية التي غصّت بهم مدرجات ملعب آل نهيان.
وتابع نعيم : إن مدرب منتخبنا الوطني لم يجد الوقت الطويل للتعرّف على الامكانيات اللاعبين وواجه صعوبة في اكتشافها من خلال 20 وحدة تدريبية بدليل انه لم يستقر على تشكيلة ثابتة يلعب بها خلال البطولة بعكس المنتخب القطري الذي يلعب أغلب لاعبيه مع الاسباني فليكس سانشيز منذ 8 سنوات والذي لم يتخل عنه الاتحاد القطري لكرة القدم منذ أشرافه على منتخب الناشئين الذي خاض تصفيات كأس آسيا في محافظة دهوك في إقليم كردستان ما يدلل على أن الاتحادات الأخرى ترغب في الاستقرار التدريبي لملاكاتها الفنية من أجل التخطيط والبناء لخلق جيل كروي قادر على اللعب في أقوى البطولات.
وختم حديثه اعتقد أن كاتانيتش سيكون الضحية هذه المرة بسبب أخطائه التي أدّت الى الخسارة أمام المنتخب القطري وكلفتنا العودة الى بغداد بخفي حنين وأتمنى على اللجنة التي كانت السبب في جلب المدرب أن تتحاسب لأنها تتحمل المسؤولية الكاملة في عدم دقة أختيارها للمدرب الأجنبي ونأخذ العبرة من الاتحادات المجاورة لنا مثل إيران مع البرتغالي كارلوس كيروش الذي مازال منذ 9 سنوات على رأس الهرم التدريبي ونجح في صعود المنتخب الإيراني الى كأس العالم في نسختي عام 2014 و2018.

المدرب يفتقد التصوّر الكافي
وشارك مستشار فريق الطلبة لكرة القدم نزار أشرف في الرأي قائلاً: ان المدرب كاتانيتش لم يمتلك التصوّر الكافي عن المنتخب الوطني لكرة القدم وأمكانيات اللاعبين والأسلوب الناجح الذي يلجأ اليه من أجل تطبيقه بالصورة التي يتمناها حيث أن البطولات التجمّعية مثل بطولة كأس آسيا تحتاج الى أفكار تختلف كلية عن مباريات الذهاب والإياب أو الدوري أو المباريات الودية التجريبية حيث ان مدربنا لم يعش أجواء البطولة بشكل صحيح كما هو الحال الذي عاشه عدد من مدربي المنتخبات الأخرى المشاركة في هذه النسخة ومنها المدرب فليكس سانشيز الذي لعب بأسلوب دفاعي وحقق مبتغاه خاصة في مباراة السعودية كانت الافضلية خلال الشوطين لصالح الأخير لكنه تعرّض الى الخسارة في النهاية بهدفين جعلته يفقد صدارة المجموعة الخامسة لصالح المنتخب القطري.
وأضاف إن خطة اللعب من خلال الاعتماد على مهاجم واحد مهند علي كاظم لا تناسب منتخبنا وتحتاج الى أن يضع خلفه لاعب يمتلك مواصفات هجومية يعاون مهند في مهمته ونحن لا يوجد لدينا مثل هذا اللاعب حيث أن همام طارق وبشار رسن وحسين علي صنّاع لعب وأمجد عطوان وصفاء هادي لاعبي أرتكاز، وبالتالي فقدنا القوة الهجومية التي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على دفاع المنتخب القطري وتُخلخِله كثيراً حيث لم تُتح لنا سوى هجمة واحدة خطيرة عندما استأثر المهاجم (ميمي) بالكرة من اللاعب أكرم عفيف وتقدم بها الى الأمام ولم ينجح في استثمارها بشكل صحيح حيث أرتمى عليها الحارس سعد الشيب وماعدا الفرص التي اتيحت لنا خلال الدقائق الاخيرة من الشوط الثاني وهذه ليست نتيجة تخطيط وأسلوب لعب، بل كشفت عدم معرفة المدرب بقدرات لاعبينا التي ساهمت في أن يظهر أسود الرافدين بهذا المظهر.
وتابع إنه من الناحية الإدارية لا يفترض بلاعب يتعرض الى إصابة يُبدّل بلاعب كان مصاباً بل تبديله بلاعب كامل الجاهزية ومؤهل فنياً وبدنياً حيث من الممكن أن يتعرض نفس اللاعب للاصابة ثانية وهذا ما حدث بالضبط لصانع الألعاب علي حصني فخسرنا تبديلين كان من الممكن ان ننشّط بهما الجانب الهجومي عن طريق سحب لاعب ارتكاز وندخل بدلاً منه لاعب هجومي يكون ثنائياً ناجحاً الى جانب مهند علي كاظم وهذه حلول معروفة وبالتالي فالملاك التدريبي للمنتخب يتحمل الجزء الأكبر في هذا الجانب.
وأكد نزار أن كرة القدم تحتاج الى عمل قبل وأثناء المباراة وفي أية لحظة يكون المدرب في المنطقة الفنية يشاهده اللاعبون ويستمعون الى توجيهاته وهذا لم يتحقق من قبل مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم كما كنّا نفعل أنا وزميلي يحيى علوان مع المدرب راضي شنيشل في النسخة السابقة التي أقيمت عام 2015 في أستراليا الذي يستمع الينا قبل إتخاذ أي قرار له فضلاً عن أخذ تقرير كامل من الاسباني غونزالو مدرب اللياقة البدنية بخصوص لياقة جميع اللاعبين ودرجة استعدادهم لخوض المباريات مما أسهم في حصول العراق على المركز الرابع بعد منتخبات أستراليا وكوريا الجنوبية والإمارات.

الأخطاء القاتلة أقصتنا
من جهته أوضح المدرب المغترب في أستراليا عايد أسو ان منتخبنا الوطني أمتلك في هذه البطولة لاعبين من مستوى عالٍ في الموهبة والمهارة العالية، لكن للأسف تم توظيفهم بشكل غير صحيح من قبل المدرب كاتانيتش الذي شاهدناه في كل مباراة يلعب بطريقة مغايرة عن التي سبقتها وهو أسلوب حيّرنا كثيراً، هل يمتلك امكانيات تدريبية أم أن هناك مدرب ثانٍ يساعده في عمله حيث لم يستقر في اختيار التشكيلة الاساسية منذ البداية!
وقال ان المدرب يعاني خللاً في رسم واجبات لاعبينا بصورة صحيحة عند المشاركة في البطولات الكبيرة مثل بطولة كأس آسيا ووقع في أخطاء قاتلة في مباراة قطر كلفتنا الثمن غالياً في الإقصاء من الدور الثاني من النسخة الحالية التي أظهرت أن إعداد لاعبينا لم يكن جيداً وخاصة من ناحية اللياقة البدنية فلم أشاهد في زماننا لاعباً يصاب بالتشنّج وهو متدرّج بشكل صحيح ويلعب للمنتخب مما يدل على أن هناك شيئاً خطأً، مشيراً الى أن الملاك التدريبي يتحمّل وحده المسؤولية الكاملة في ضياع حلمنا القاري من خلال إصراره الغريب في أن يلعب بمهاجم واحد في المباريات الأربع برغم أنه يمتلك لاعبين على طراز النجوم السابقين مثل محمد داوود وأيمن حسين وعلاء عباس الذين لم أرَ مثلهم في الفترة الأخيرة من المستوى العالي في الأداء والموهبة وعدم إشراكهما في المباريات منذ الدقائق الأولى سواء في دور المجموعات أو دور ثمن النهائي.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top