أدبيات بيكيت في نادي المدى للقراءة في بغداد بقراءة  د.عقيل مهدي

أدبيات بيكيت في نادي المدى للقراءة في بغداد بقراءة د.عقيل مهدي

زينب المشاط

أقام نادي المدى للقراءة في بغداد جلسة لمناقشة أدبيات الكاتب المسرحي الايرلندي العبثي صموئيل بيكيت والحديث عن مؤلفاته وأسلوبه في الكتابة، وذلك صباح يوم الجمعة الفائت في بيت المدى في شارع المتنبي، حيث قدم الجلسة الكاتب والصحفي علي حسين الذي تحدث عن بعض الجوانب من حياة بيكيت ومؤلفاته قائلاً " إن شخصية صموئيل بيكيت ككاتب معروفة لدى الجميع من خلال مسرحيته الشهيرة " في انتظار غودو" والتي مايزال المسرحيون يشتغلونها اليوم بطرقهم الخاصة، وهو ايضاً روائي شهير إلا ان القُراء عرفوه كمسرحي أكثر مما عرفوه كروائي، إلا ان رواياته مهمة جداً خاصة انه حصل على جائزة نوبل من خلال رواياته."
حين كتب بيكيت رواية "مولوي" وعرضها على الناشر كما يذكر لنا الكاتب علي حسين قائلاً " لم يوافق الناشر على طباعتها، حيث كان يظن إن الرواية لن تلاقي ذلك الصدى الكبير فيما لو طبعت، عملت زوجة بيكيت على اقناع الناشر ليطبعها في النهاية." لم تكن لزوجة بيكيت وحدها دوراً في حياته بل كان لوالدته كذلك دور كبير كما يقول علي حسين " هي التي حفزته على القراءة وأرسلته الى فرنسا ما جعل تواصله مع لغات اخرى ويطلع على أدبيات بلدان اخرى ويتثقف بثقافاتهم."
انتمى بيكيت الى التيار العبثي في مؤلفاته وقد تبنى كما يذكر لنا علي حسين وجهات نظر "شوبن هاور، لأنه يجدها تتفق مع نظرياته"، ومرّ بحالة مرضية عصبية بعد رحيل والده، حياته وادبياته كانت جزءاً من منطقه الشخصي...
ضيف الجلسة المخرج والاكاديمي المسرحي وعميد اكاديمية الفنون سابقاً د. عقيل مهدي يوسف يتحدث عن صموئيل بيكيت قائلاً " إن بيكيت ناقش في أدبياته الوجود والماهية، وميز بين مسألة الخوف والقلق الذان عدهما محنه وجودية، حيث وجد إن القلق يعد كينونة الحياة ونسيجها."
ويشير مهدي أن "بيكيت ايضاً كان يدعو في ادبياته الى موت الاله كما فعل نيتشه، وهذا ما نجده أيضا من خلال رواياته وابطالها ومسرحياته حيث كان ينتظر قدوم الرب ولكن دون جدوى من الانتظار."
فيما قدمه صموئيل بيكيت كان يتضمن شيئاً من السوداوية، يقول د. عقيل مهدي " إن سوداويته تتضح بشكل كبير في مؤلفاته، فهو من جلب لنا أبطاله الذين يعانون دائماً سواء من الأمراض أو العقد النفسية، أو كونهم مجانين كان هناك دائماً نوع من الدمار في حياة أبطال بيكيت وهذا ما نجده جلياً وواضحا في كتابه الايام السعيدة."
خلال الجلسة سأل احد متابعي البث المباشر وعضو نادي المدى للقراءة علي إبراهيم الكاتب عقيل مهدي يوسف عن " عبثية بيكيت، وسوداويته في كتاباته، مطالباً اياه أن يتحدث عن المدرسة العبثية."
يقول مهدي " إن الكتّاب امثال بيكيت يجدون إن العيش في الحياة لا جدوى منه ما دمنا نعي النهاية وهي الموت، فكل ما هو موجود بين الولادة والموت بلاقيمة ولا حاجة لأن يُذكر." ويضيف مهدي " في رواية مولوي اجد ان بيكيت يحاول ان ينتقم من ابطال روايته." مؤكداً "أن لا كاتب غرائبي برع في مجال اللامعقول كما برع صموئيل بيكيت، فما جاء به من ادبيات وانماط هو نتاج دمار الحداثة في التكنولوجيا والتقنيات المدمرة وعدم انسانية الانسان حيث فقد كل شيء روحيته بسبب التطور الحاصل اليوم."
وذكر مهدي قائلاً إن "الرؤيا الفلسفية لدى الاديب والفنان تختلف عن رؤية الفيلسوف، أجد أن بيكيت بات من تقاليد الفن المسرحي والروائي العالمي مستخدماً تقنية معينة خاصة به"
وفي مداخلة للدكتور أحمد الظفيري عضو نادي المدى للقراءة قال إن "بيكيت هو جزء من امتداد الفلسفة وهو أسس لمرحلة جديدة للفلسفة العدمية وعكسها على الأدب، أجد أن بيكيت هو الذي طبق الفلسفة التي أسس لها شوبنهاور."

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top