وزير الدفاع الأميركي من بغداد: متواجدون بدعوة من الحكومة العراقيّة

وزير الدفاع الأميركي من بغداد: متواجدون بدعوة من الحكومة العراقيّة

رئيس الوزراء: لا نقبل أيّ قواعد أجنبيّة على أراضينا 

 بغداد / رويترز

أبلغ باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي الزعماء العراقيين أن واشنطن تدرك أن قواتها موجودة في العراق بناء على دعوة بغداد مستهدفاً تحقيق استقرار العلاقات بعد أن قال الرئيس دونالد ترامب إن القوات الأمريكية ضرورية لمراقبة إيران .
والتقى شاناهان مع رئيس الوزراء عادل عبد المهدي خلال زيارة لم يعلن عنها مسبقاً لبغداد يوم الثلاثاء. وقال مكتب عبد المهدي في بيان تلقت (المدى) نسخة منه، إن رئيس مجلس الوزراء "استقبل، مساء الثلاثاء، وزير الدفاع الامريكي باتريك شاناهان، حيث جرى بحث تطوير العلاقات بين البلدين، والحرب ضد الإرهاب وتطورات الأوضاع في المنطقة". وأكد عبد المهدي "حرص العراق على العلاقات مع الولايات المتحدة المساهمة في محاربة الإرهاب وداعش وأنه يجب التقيّد بالاتفاقات الأساسية وهي محاربة الإرهاب وتدريب القوات العراقية وليس أي شيء آخر"، مؤكداً "عدم قبول أية قواعد أجنبية على الاراضي العراقية".
ودعا الى "مساندة جهود الاستقرار والإعمار وتطوير الاقتصاد"، مشيراً الى أن "العراق حقق نجاحات واضحة ويشهد اليوم استقراراً بعد دحر عصابة داعش الإرهابية بتضحيات أبنائه وبالتماسك الاجتماعي ووحدة أطياف الشعب العراقي، كما أن الحياة في المدن العراقية ومنها العاصمة أصبحت أفضل مما كانت عليه". ولفت عبد المهدي الى أن "القرار العراقي مستقل ولا يتأثر بأي نفوذ وإملاءات من أي طرف"، مشيرا الى "انفتاح العراق على محيطه العربي والإقليمي وحرصه على إقامة علاقات تعاون تخدم مصالح العراقيين وتعزز فرص التنمية والاستقرار لشعوب المنطقة".
من جهته أعرب وزير الدفاع الامريكي بحسب البيان "اعتزاز بلاده بعلاقات التعاون مع العراق وارتياحه لما يشهده من أمن واستقرار"، موضحاً أنه "جاء ليستمع بشكل مباشر لرؤية الحكومة العراقية لطبيعة ومستقبل العلاقات بين البلدين".
وأشاد بـ"جهود الحكومة وتوجهاتها لخدمة جميع أطياف الشعب العراقي"، مؤكداً أن "مهمة القوات الامريكية تتمثل بمحاربة داعش والتدريب الذي تحتاج إليه القوات العراقية، ودعمها في القضاء على بقايا داعش".
وبعد اللقاء، قال شاناهان للصحفيين "أوضحت تماماً أننا نعترف بسيادتهم وتركيزهم على الاستقلال وأننا موجودون هناك بناء على دعوة الحكومة".
وأثار ترامب غضب الساسة العراقيين هذا الشهر عندما قال إن الوجود الأمريكي ضروري في العراق لمراقبة إيران. ولواشنطن حالياً نحو 5200 جندي في العراق بناء على طلب الحكومة للمساعدة في قتال تنظيم داعش. وأثارت تصريحات ترامب انتقادات من زعماء العراق بمن في ذلك رئيس الوزراء. وقال رئيس الجمهورية برهم صالح، بعد تصريحات ترامب، إن القوات الأمريكية موجودة في العراق بموجب اتفاق مع بغداد لمهمة محددة هي مكافحة الإرهاب وإن على الأمريكيين الالتزام بذلك. واستغل نواب عراقيون موالون لإيران هذا الغضب لتأكيد مطلبهم بفرض قيود على المهمة الأمريكية في العراق وخفض عدد الجنود الأمريكيين.
وقال شاناهان إن موضوع القوات الأمريكية في العراق وتصريحات ترامب بشأن إيران لم يتم بحثها خلال محادثاته مع عبد المهدي، لكنّ رئيس الوزراء العراقي أبلغه بأنّ العراق بحاجة للحفاظ على علاقات قوية مع كل من واشنطن وطهران.
وأضاف شاناهان "هناك نشاط في مجلسهم التشريعي. النقاشات تتناول ما إذا كان يجب الحد من عدد القوات الأمريكية في العراق، وأردت أن أوضح (لعبد المهدي) أننا نعرف دورنا وندرك أننا هنا بناء على دعوة". وزار مسؤولون أمريكيون الشرق الأوسط في الشهور القليلة الماضية لطمأنة الحلفاء على استمرار التزام واشنطن تجاه المنطقة، بعدما أعلن ترامب في كانون الأول الماضي أنه سيسحب كل القوات الأمريكية، وقوامها 2000 جندي، من سوريا.
وقوبل القرار بمعارضة كبار معاونيه، ومن بينهم وزير الدفاع جيمس ماتيس الذي استقال، مما ترك مسؤولية قيادة البنتاغون في يد نائبه شاناهان.
والتقى شاناهان بقادة عسكريين أمريكيين خلال زيارته للعراق للوقوف على مستجدات الحرب ضد تنظيم داعش. ويشن مقاتلون تساندهم الولايات المتحدة هجوما على آخر معقل للتنظيم في شرق سوريا. ويقدر المسؤولون الأمريكيون منذ فترة طويلة أن الانسحاب الكامل من سوريا قد يستغرق حتى آذار أو نيسان المقبل، لكنهم يرفضون وضع جدول زمني محدد بالنظر إلى صعوبة توقع الأوضاع في ميدان القتال.
وأعلن العراق هزيمة داعش في 2017، لكن التنظيم يواصل شن هجمات محدودة النطاق في بعض الأماكن.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top