اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الرأي > بعبارة أخرى: الـگــــاع.. والاعـوجـاج!!

بعبارة أخرى: الـگــــاع.. والاعـوجـاج!!

نشر في: 18 فبراير, 2019: 07:35 م

 علي رياح

انصرفنا كثيراً في الآونة الأخيرة إلى الحديث عن صلاحية ملاعبنا من حيث الأرضية والمرافق والتسهيلات التي تتعامل مع الفرق والجمهور والحكام وعدسات النقل التلفزيوني ، حتى أوشك ملعب التاجي أن يكون نجماً لكل أطروحة على هذا الصعيد ، بينما تجاهلنا الحقيقة الأوسع والأهم وهي اعوجاج (الأرضية) الهشة الهزيلة التي تتحرك عليها الرياضة العراقية يشكل عام!
لقد تحولت الرياضة عندنا بفعل فاعل أكيد ومعروف وفي وضح النهار ، إلى ملك عضوض لشخوص وأحزاب وعوائل تتحكم في التفاصيل ، كبيرها ودقيقها .. والمشهد الذي تابعته مطلع الأسبوع لدى إقامة انتخابات المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية العراقية هو (الوليد) والنتاج والثمرة التي ينتجها مناخ رياضي بهذا المستوى والمواصفات .. المناخ الذي تتحول فيه الأغلب الأعم من أنديتنا الرياضية إلى ملكيات أو ضيع شخصية صرفة يتحكم بها أصحابها ومُلاكها وأعني الرؤساء والنفاذين فيها .. وهو المناخ الذي يتحول فيه القطاع الساحق من الاتحادات إلى عقارات مسجلة وموثقة لدى دوائر الدولة ، فلماذا يمكن أن تقفز انتخابات اللجنة الأولمبية العراقية فوق هذا المناخ ، وهي النتاج الحتمي له؟!
لا بل إن المشهد يتسع للبلد كله .. فالكل يحارب بسلاح الديمقراطية للوصول إلى كرسي أو موقع ، وحين الوصول تبدأ حرب أخرى يخوضها الفائز ، وهي حرب البقاء والاستمكان والتمدد ، تاركا للآخرين فرصة الخروج للاحتجاج ، ولإظهار كل (التقاليد) العراقية الجديدة على هذا الصعيد وهي إثارة الضجة من دون طائل!
وبالعودة إلى أصل الحكاية وأعني ملعب التاجي ، فان لدي كلمة حق وإنصاف لا بد أن تقال هنا عن النادي نفسه .. فهو يقوم على أساس الجهد أو البذل الذاتي من إدارة النادي ومن أهل منطقة التاجي ممن يدركون قيمة الرياضة في استيعاب شبابهم .. يفعلون ذلك في غياب أي دعم حكومي ، ولهذا فان من الإنصاف القول إن طه عبد حلاته وذويه وعشيرته وأبناء منطقته حين يقدمون لنا ملعباً يحتضن مباريات ثلاثة أندية مدعومة من الحكومة ومن جهات أخرى ، فتلك دلالة على الانتماء الحقيقي للرياضة ، مع الاقرار التام بأن هنالك مثالب وملاحظات كثيرة تسجل على الملعب .. ولكن هذه هي الحقيقة الكاملة : إنه العمل بالجهد والمال الشخصي من أجل الاندماج في عملية رياضية هي في الأصل عرجاء شوهاء وتتناهبها الإرادات والصراعات الشخصية النفعية!!
تكررت كثيراً عبارة (الـگــاع عـوجـة) ، وذاكرتي تعيدني إلى أوسع جدل تركته هذه العبارة في تاريخ الكرة العراقية .. أعود إلى عام 1975 وتحديداً إلى شهر آب حين خسر منتخبنا الكروي أمام نظيره السعودي بصفر مقابل هدفين في تصفيات أولمبياد مونتريال والتي أقيمت في إيران .. خسارة مدوية كارثية كان لها وقع مُر على أنفس العراقيين .. وقد تكلل هذا الجو الحزين بتصريح غريب أطلقه الاسكتلندي داني ماكلينن مدرب منتخبنا بعد المباراة ، إذ أشار إلى أن (اعوجاج الأرض) هو السبب الحقيقي والأول وراء الهزيمة القاسية ، وقد طالب ماكلينن الاتحاد العراقي لكرة القدم بتقديم احتجاج عاجل إلى الفيفا حول هذه القضية التي لا ينبغي السكوت عليها ، وفقا لتصريحه آنذاك!
وفي زمن الصحافة الرصينة التي لا تأخذها في الحق لومة لائم ، تعرّض المدرب إلى موجة من الانتقادات الجماعية ، وتحولت عبارته الشهيرة في ذلك الوقت إلى لازمة فكاهية .. فما إن يخسر فريق في الدوري المحلي حتى تردد الصحافة جملة (معه حق ، فالـگــاع عوجة) ، وحين يصاب لاعب تترد العبارة ذاتها ، وحين يستغني فريق عن مدرب تكون العبارة حاضرة ، وحين يشب نزاع داخل الأسرة فان العلة تكمن في أرضية الملعب الإيراني!!
وللحديث صلة بإذن الله ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملاحق المدى

!!العمود الثامن: وثيقةعالية نصيف

 علي حسين كنت أتمنى أن لا أعود إلى الكتابة عن النائبة عالية نصيف ، لكن ماذا أفعل ياسادة والسيدة النائبة خرجت علينا مؤخراً لتتقمص شخصية الفنان الراحل توفيق الدقن وهو يردد لازمته الشهيرة...
علي حسين

باليت المدى: الأمل الأخير

 ستار كاووش كان مروري في الشارع الأخضر بمدينتي القديمة كافياً لإعادتي لتلك الأيام البعيدة، فها أنا بعد هذه السنوات الطويلة أقف بمحاذاة المقهى القديمة التي كنتُ أرتادها صحبة أصدقائي. مازالت رابضة في مكانها...
ستار كاووش

قناديل: لقطات!

 لطفية الدليمي لقطة أولى بعد أيام قلائل من 9 نيسان 2003 خرج أحد العراقيين ليبحث عن فرن صمون يبتاع منه بعض ما يقيتُ به عائلته في تلك الايام المشحونة بالفوضى والخراب.
لطفية الدليمي

قناطر: الأمل.. جرعة المورفين التي لا تدوم طويلاً

طالب عبد العزيز أولئك الذين يأكل أرواحَهم الاملُ ما اشفق الرَّبُّ عليهم! وما الطفه بهم، وإن لا يبدو الاملُ متحققاً في المدى القريب. تلتقط الكاميرا على الجادة بفلسطين وجه شيخ، طاعنَ السنوات كثيراً، أشيبَ...
طالب عبد العزيز
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram