مصارحة حرة: نوارس أبو رجل الذهب

اياد الصالحي 2019/02/19 07:24:05 م

مصارحة حرة: نوارس أبو رجل الذهب

 إياد الصالحي

محنة جديدة وتَشَكٍ أمرّ من السابق لإدارة نادي الزوراء الرياضي أحد أهم الأندية العراقية التي لم تعرف الخلاص بَعدْ من عُسر احوالها المادية برغم الارتباط الرسمي بوزارة النقل منذ تأسيسه في 28 حزيران 1969 واحتفاله هذا العام باليوبيل الذهبي لمصادفة ذكرى مرور 50 عاماً على تأسيسه.
وتتزامن استغاثة الزوراء مع قرب مشاركته في منافسات دوري المجموعات لبطولة دوري أبطال آسيا 2019 مطلع آذار المقبل، وعدم تمكّنه من تأمين مبالغ حجز تذاكر الطيران لخواء ميزانيته وتأخّر تسلّمه منحة الوزارة برغم وعد وزير النقل عبدالله لعيبي بدعم النادي عند استقباله رئيس وأعضاء مجلس إدارته الذين قدّموا له درع الزوراء مباركين له إشغاله المنصب يوم 11 تشرين الثاني الماضي.
إن من دواعي قلق أسرة الزوراء الرياضي "مادياً" مثلما يُنقل عبر تصريحات مسؤولي النادي لا تقتصر على تلكؤ خطوات تمكين فريقهم لكرة القدم من الصمود على أداء استحقاقه الرسمي في مسابقة دوري الكرة الممتاز كبطل تاريخي استثنائي لم يسبقه أحد بحمله اللقب 14 مرة، إنما بتضرّر سمعته عربياً وقارياً كونه يمثل الكرة العراقية في أهم بطولة آسيوية تضم نخبة الأندية المتسلحة بالمال والاحتراف، فما بالنا والزوراء يُجاهر بأفلاسه في تناقض مفضوح مع مطالب مسؤولي اتحاد الكرة بضرورة إنصاف انديتنا لتلعب ضمن مصاف أبطال آسيا!
هكذا استغاثة متأخرة لا تنم عن وعي إداري محترف يقود نادٍ عظيم مثل الزوراء برموزه وبطولاته وأفضاله على اللعبة بمختلف الاجيال كونه يمثل إرثاً كبيراً لأكثر من خمسين سنة يستحق أن يُقاد من إدارة نموذجية تحرص على سمعته ولا تفكّر بمصالح وقتية لتمشية الدورة الانتخابية أو التباكي على ماضيه الجميل وهي غير قادرة على استثمار الزمن لتوفير حلول بديلة توفر الأموال وتعزّز استقراره وتُخرجه من دوّامة العوز والقهر.
طوال السنين الست عشرة، لم تبادر إدارة نادي الزوراء الى طرح مقترحات إنقاذ باعتماد مشورة كفاءات مهمة في تخصّصات المال والاقتصاد والتسويق يمكنهم من رسم سياسة إنعاش مستقبل النادي عبر دراسة متكاملة وذات جدوى تُرفع الى وزارة النقل ومنها الى الحكومة لتكسير الجمود في بعض ضوابط الارتباط الناديوي بالوزارة ومنح صلاحيات محدّدة تتيح لمجلس إدارته برئاسة فلاح حسن توظيف عوائد مشاريع الاستثمار وتدعيم متطلبات تطوير رياضات النادي المحدودة وفي مقدمتها كرة القدم.
قبل ثلاثة أعوام، قلنا في مقال تضامني يُرثي ظروف النادي أن المُبكي في حكاية الزوراء خلال عهدين، كان هتافه قبل عام 2003 يموت الجميع من أجل شعاره وإسعاد جمهوره، وأنقلب الشعار ما بعد العام "يموت كل شيء في النادي من أجل أن يحيا رؤساؤه وأعضاء إدارته" وهناك شهادات موثقة ستبقى تذكّر أحفاد الزوراء بعد مئة عام أو ما شاء الله عن تلك الحقيقة الموجعة.
أما آن الأوان أن تعترف إدارة نادي الزوراء بتقصيرها في تحمّل مسؤولياتها؟ إذا كان الجواب لا، لتخبرنا عن ماهية المعالجات الموثقة بكتب رسمية عدا المطالبة بالمنح الشهرية أو السنوية لتسديد رواتب الرياضيين؟ المبررات لم تعد مقبولة لاسيما أن رئيس النادي فلاح حسن تعامل مع مهمته برتابة ولم يتحرّر من قيدها الوظيفي بتحرّكات محلية وخارجية تجذب رجال الاعمال والشركات الداعمة حاله حال رؤساء الأندية الخليجية المرتبطة بالمؤسسات الحكومية التي زادت من إيراداتها السنوية باستقطاب تجار داعمين اصحاب شركات عملاقة في المنطقة وبنوك أهلية مع توسعة الهيئات العامة بتحويل النادي الى مرفق اجتماعي يسهم بدعمه جماهيرياً عبر رسوم اشتراك وبرامج متنوعة.
يبدو أنه ليس مهماً مصير الزوراء.. المهم أن فلاح حسن يمضي سنته الثامنة وسبعة أشهر على وجوده في النادي مُذ أن تسلّم قيادة الهيئة المؤقتة بقرار وزارة الشباب والرياضة يوم الثلاثاء 13 تموز 2010 التي حلّت بموجبه الإدارة المنتخبة برئاسة سلام هاشم بسبب وجود مخالفات إدارية ومالية لم يُكشف عنها رسمياً وقتذاك ولا بعده، واتضحت الحقيقة بعد فترة أن الهيئة المؤقتة كانت الممرّ الشرعي الوحيد لعودة (ابو رجل الذهب) بعد عقدين من الاغتراب! فهل يرضيكم ما آل اليه بيت النوارس!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top