TOP

جريدة المدى > عام > إبراهيم الحميد.. لوحات تعيدنا إلى مجد التراث والحس الفني السليم

إبراهيم الحميد.. لوحات تعيدنا إلى مجد التراث والحس الفني السليم

نشر في: 23 فبراير, 2019: 07:12 م

ضحى عبدالرؤوف المل

يصون الفنان "إبراهيم الحميد" ( ibrahim hamid) رؤاه الفنية من خلال إحياء النظرة التشكيلية المتعلقة بالتنوع الفني والبيئي وموارد الطبيعة المرتبطة بالجمال، ومفرداته التشكيلية ذات الحضارة والرموز والموروثات البيئية والثقافية. سواء في نظرته لقيم الجمال والآثار النابعة من مغزى تراثي أو لجمالية المرأة عبر التاريخ منذ الكهوف حتى عصرنا هذا ، وهي في لوحاته جزء لا يتجزأ من البناء التاريخي في لوحات تعيدنا الى مجد التراث والحس الفني السليم ، وكأن "إبراهيم الحميد " يأخذنا في رحلات مع ريشته والوانها المعتقة رغم توهجات الألوان، ويجعلنا نحلق مع رسوماته ومفاهيمها الفنية التي تشكل نظرة انثروبولوجية تؤدي الى الحفاظ على ما هو بيئي تراثي، ويتضمن الجمال في الطبيعة والحياة حيث تغمر الألوان تفاصيل كل شىء من حولنا، وترتسم في الطبيعة وعلى الصخور أجمل الرسومات . مما يضفي على النظرة الجمالية هوية فنية مختلفة يصونها الفنان" إبراهيم الحميد" من الإندثار، كأنه ينحت على جدران اللوحة تاريخاً معولماً قديماً مستحدثاً دون خمول في المضمون، بل ! بتجدد وارتباط متين مع الجذور والإنسان ووجوده وخروج الجمال من قوقعة الماديات المحنطة الى اللوحة المفتوحة بصرياً على عدة رؤى وتأويلات مجتمعية أممية عالمية، علائقية متميزة بمفهومها الإنساني قبل العربي أو الشرقي أو ببيئة الفنان وموطنه وأصوله، وعودته الى الأرض التي خرج منها ويموت فيها ، أو بالأحرى من التراب الى التراب، لكن ضمن عدة الوان يمر فيها منذ الولادة الى الموت أو الولادة الثانية مكتفياً بالرموز الى العصور كافة، والى المرأة خاصة ومن ثم الى التفاصيل الأخرى .
توفر لوحات "إبراهيم الحميد" إشكالاً جديدة من الرؤية التراثية للفن التشكيلي وارتباطه المنصهر مع انجازات الحضارات كافة. اذ تضاعف وتختصر، وبتناقض اختزالي هو تمثيلات ثقافية لكل منها رؤيته المستقلة زمنياً ، وما بين الماضي والحاضر تخلق لوحاته جدلية تشكيلية تاريخية تؤدي الى فهم الديناميات الحركية للتاريخ الإنساني على مر العصور، محولا مواضيع لوحاته الى عناصر الجذب، وفتح محاكاة بصرية للتعبير عن المجد التاريخي للفن وجماليته، ومواقفه من الحكايا والاساطير ورموزها، وتطورها المحافظ على اصالتها من حيث النظرة والتكوين ذي الخصائص التي تضفي طابع القيم الموروثة التي تحدد وجود الانسان في الطبيعة منذ نشأته حتى مماته او بالاحرى منذ وجوده حتى الآن. وبتتابع يتمثل مع تدرجات الالوان الباردة والنارية، وبالاصح هدوء الالوان الترابية واشتعالها ، وبتنوع العناصر الفعالة في اللوحة من فراغات او طل او اشكال تتخذ كل منها توليفات خاصة وفق معايير وتحولات هي ايقاعات تتناغم مع بعضها البعض وفق العوالم المشتركة مع اللوحة الفنية التراثية ذات التطلعات والابتكارات التي تضاعف من القيم الجمالية في الفن الذي يجمع بين الأثر والحداثة والإسانية من خلال إعادة تدوير الرؤية للتراث الفني.
تكثيف لوني في اشتعالات بصرية محبوكة بحميمية، وإنْ هدأت بين الألوان الباردة أو الترابية. إلا انها تفتح المساحات البصرية على مداها وتصارع الأزمنة في أمكنة هي جزء من تاريخ ، وحقيقة في لوحة فنية تمتد أسطوريتها الى العولمة المفتوحة الحضارات على الطين والكهوف، وخبايا النفس وسيكولوجية اظهار التاريخ بعمق وتفكر، وفهم للجمال ومنابعه عبر الحضارات المختلفة خاصة. المرأة الفرعونية او الآشورية أو الفراتية وغيرها ضمن تغيراتها وحفاظها وتمسكها بتراثها ووجودها، وطبيعتها المحافظة على التوازن الجمالي والحركي المؤثر على طرائق فنية التراث في اللوحة وهويتها وتراثيتها من حيث البعد الفني والجمالي والصياغة المفتوحة الرؤى على الابعاد والمساحات والأشكال والألوان واللغة التأملية بموردها الفني الحي المتلاحم مع الريشة أو استسلامه للذاكرة والريشة والمخزون الفكري أو المعرفي واهتماماته التي تفسح المجال لنهج يرتكز على الرموز لتراث متأصل في جذور بيئة الحميد، ونشأته وتطلعاته واتجاهاته ، بغنى ثقافي يترجمه اللون بين الناري والترابي والتصوير التاريخي للوحة، ومزيج أسلوبها التشكيلي من منظور الفن التشكيلي وارتباطه بالماضي والحاضر واستخراج الشكل المستقبلي من ذلك حيث يحاول إبراهيم الحميد استخراج تراثيات الماضي من الحاضر، لتقريب المسافات وسد فجوات الزمن بالألوان والأشكال المختلفة ورمزيتها ودلالاتها . وقوةالمنطق الجمالي في إبراز سمات الحضارات في الماضي والحاضر . فهل تسهم لوحاته في توسيع الرؤية الحضارية للفن التشكيلي في ظل العولمة، ومسألة العصور التراثية والهويات الفنية؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

التشكيلة الاساسية للمنتخب الوطني أمام اليمن

اكتشاف مقبرة جماعية تضم عشرات الضحايا في المثنّى

الجولاني: تحرير سوريا أنقذ المنطقة من حرب عالمية ثالثة

العراق يحتل المرتبة 70 في مؤشر الجوع العالمي لعام 2024 ويحقق تحسنًا طفيفًا

أفراد الجيش السوري السابق يسلمون أسلحتهم لهيئة تحرير الشام

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

عبد السلام الناصري.. الاختيار الصعب المحفوف بأشد المخاطر
عام

عبد السلام الناصري.. الاختيار الصعب المحفوف بأشد المخاطر

د. جمال العتّابيما الذي يميز مذكرات عبد السلام الناصري عن سواها من المذكرات التي كتبها قادة شيوعيون في فترات سابقة متفاوتة؟ في الإجابة عن هذا السؤال تكمن الإشكالية الأولى في هذه المذكرات، فالعودة الى...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram