قنابل مخبأة مع ثمانية ملايين طن أنقاض تعيق أهالي الموصل من العودة

قنابل مخبأة مع ثمانية ملايين طن أنقاض تعيق أهالي الموصل من العودة

 ترجمة /المدى 

مئات الآلاف من العوائل ما تزال تنتظر الى الآن لتعود الى مناطق سكناها الموصل . ولكن المدينة بقت على حالها مشتتة بقنابل ومواد متفجرة غير منفلقة تجعل من عملية الحركة حولها بحرية أمراً خطراً للغاية . حالياً تقوم منظمة، مجموعة إزالة الألغام الدنماركية ، وهي واحدة من بين منظمات القليلة جدا تعمل على إزالة ألغام ومواد متفجرة غير منفلقة في الموصل ، وهي مهمة غير سهلة بأي شكل من الأشكال.

رغم انقضاء ما يقارب من سنتين من الزمن منذ طرد مسلحي داعش من الموصل فان ملايين ما يزالون مهجرين عن بيوتهم من دون أي أمل بعودتهم في أي وقت قريب الآن . العائق الأكبر أمام عودتهم هو الكميات الضخمة من المواد المتفجرة غير المنفلقة والعبوات الناسفة فضلا عن متفجرات مخبأة في أشياء معينة تنفجر على من يلمسها قد تكون مخبأة داخل لعبة أو داخل ثلاجة أو داخل دورة مياه ، وهذا ما يطلق عليه مصائد أو كمائن تسبب بقتل الكثير . إنها كمائن يمكن العثور عليها في بيوت وحدائق وعند جوانب الطرق وفي حقول وساحات عامة وكذلك داخل مدارس ومستشفيات.
الموصل هي المدينة التي تعرضت لأعلى نسبة دمار جراء الحرب على داعش في العراق . وهي معروفة أيضا بثاني أكبر مدن العراق بضمها لأكثر من 1,4 مليون نسمة ، وتسببت الحملة العسكرية التي استمرت على مدى تسعة أشهر من حرب طاحنة بين تنظيم داعش والجيش العراقي ، الذي يسانده التحالف الدولي باستخدام طائراته المقاتلة في القصف الجوي ، بدمار خلف ورائه الجانب الغربي من الموصل بشكل خاص كأرض خربة تعلوها الانقاض.
تقول ، ريني راسموسين ، من منظمة إزالة الالغام الدنماركية " من المستحيل أن لا يراودك شعور بالهلع لما تراه عندما تنظر من فوق سطح مكتب المنظمة الدنماركية في الموصل الى الافق . نصف مساحة هذه المدينة الشاسعة سويت تماماً بالأرض ومن الصعب جدا بمكان التنقل خلالها وذلك بسبب العدد الكبير من المواد المتفجرة والعبوات المخبأة ما بين الانقاض."
ما يقارب من 130 ألف بيت في العراق قد تم تدميره ، وتقدر الأمم المتحدة أن في الموصل لوحدها و بسبب الحرب يتطلب إزالة ما يقارب من ثمانية ملايين طن انقاض ومخلفات . وبسبب المخاطر المصاحبة لعملية إزالة هذه الانقاض فإنه يقدر استغراق فترة إتمام المهمة مع المعدات والموارد المتاحة حاليا بحدود عشرة أعوام تقريباً .
واضافت راسموسين بقولها " بالنسبة للوقت الحالي فإن مجموعة دي دي غروب الدنماركية هي المنظمة العالمية الوحيدة من بين المنظمات غير الحكومية التي لها رخصة للعمل في الموصل . وإن فريقنا يعايش وضعاً معقداً جدا في أبسط الأحوال . حيث انه يتم العثور غالباً على صنفين من القنابل والذخائر من العبوات الناسفة محلية الصنع وكذلك على القنابل والذخيرة غير المنفلقة التي اطلقتها الطائرات المقاتلة ، وكذلك أكداس كاملة من العبوات التي صنعها داعش . الوضع الأصعب هو عندما تكون المواد المتفجرة مدفونة تحت انقاض بيوت وبنايات محطمة أخرى . إزالة هذه العبوات والمتفجرات تتطلب وتحتاج لمعدات خاصة وآليات مدرعة ، على سبيل المثال آليات تنقيب وكسح ألغام مدرعة . وهذه المعدات الضرورية ليست متوفرة لدينا في الوقت الحالي ، والسبب الرئيسي لذلك يعود لغلاء ثمنها الباهظ جدا . "
المعارك التي شهدها العراق عبر العقدين الأخيرين من الزمن على أقل تقدير اجبرت ملايين من رجال ونساء واطفال على الهروب والنزوح من مناطقهم . كثير من اللاجئين والمهجرين في داخل وخارج البلاد يتمنون العودة لبيوتهم ولكنهم يشعرون بعدم الاطمئنان فيما إذا كان الوضع آمناً بالنسبة لهم للقيام بهذه الخطوة ، أو إنه لا يوجد هناك شيء في الواقع يستحق بان يرجعوا إليه حيث بيوتم قد تكون مدمرة وليس هناك خدمات.
مخلفات الحرب الكثيرة من مواد متفجرة وقنابل غير منفلقة لا تجعل من المنطقة مكاناً خطراً فقط للرجوع اليه ، بل إن وجود هذه المخلفات تعمل أيضاً على إبطاء عملية تطوير المدينة وتنميتها وبالتالي تجعل من الصعب على أهاليها إيجاد فرصة عمل أو إرسال أطفال للمدرسة أو سهولة الحصول على رعاية صحية وخدمات أساسية أخرى.
وتقول عضوة منظمة إزالة الألغام الدنماركية " لقد عملنا في مناطق حروب كثيرة حيث هناك حاجة ماسة لرفع وازالة الالغام ومخلفات الحرب من مواد متفجرة وقنابل وعبوات ناسفة . مع ذلك فان الحال في الموصل ، حيث غالبية مخلفات الحرب هي الغام من عبوات ناسفة محلية الصنع تركها داعش بنية إيقاع الاذى بالذين يرومون الرجوع ، فان الاشخاص المشرفين على عملية ازالة الالغام والعبوات هم بالأساس يقومون بمهمة تعرض ارواحهم للخطر . هذه هي احد الاسباب التي توضح سبب رجوع عدد قليل جداً من سكان الجانب الغربي من الموصل الى المنطقة . إنهم ببساطة لا يعرفون فيما اذا كانت هناك قنابل مخبأة في الفناء الخلفي لدارهم أو مخبأة في ثلاجتهم أو تحت أسرة أولادهم." عملت منظمة دي دي غروب الدنماركية لإزالة الالغام في الموصل منذ نيسان عام 2017 حيث بحث مزيلو الألغام في مناطق واسعة من المدينة وحاولوا رسم خريطة عن مناطق تواجد القنابل والذخائر غير المنفلقة . وتمكنت المنظمة أيضً من إزالة أو تدمير أكثر من 500 ألف قطعة متفجرات ، رغم ان ذلك قد يوحي بالعدد الكبير ، فإنه ما يزال هناك طريق طويل أمام إنهاء المهمة و إزالة جميع المواد المتفجرة من المدينة.

عن منظمة DDG الدنماركية

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top