الفتن والموالاة تخرّب الإعلام الرياضي بغياب رموزه المنكفئين!

الفتن والموالاة تخرّب الإعلام الرياضي بغياب رموزه المنكفئين!

 إياد الصالحي

هل أنت متفائل بواقع الإعلام الرياضي وما يدور حوله من لغط وصل الى حد شق صفوفه بين مؤيد ومعارض لهذه المؤسسة أو تلك خدمة لمصالح معينة وتوجّهات فئوية ورؤى نفعية لا تبحث عن وأد الأزمات بقدر بقاء نيرانها مستعرة الى أمد طويل كي تبقى قضاياها تسوّق أسوأ منتجات الإعلام الرياضي للجمهور دون مراعاة أصول المهنة واحترام قيمة العمل الطوعي في الرياضة التي يتخذها البعض شركة استثمارية خاصة له كأنها ورث من أملاك اجداده!
مشكلة الإعلام الرياضي غدَتْ ضائعة بين غياب دور مسؤوله الأول عن ممارسة الرقابة والمحاسبة، وبين تمادي بعض المحسوبين عليه في خطابهم ومعالجاتهم وتهوّرهم عند التصدّي لقضية ما، المسؤول الأول يسعى الى تفادي الحرج عن زج نفسه ولو بتعميم حازم يحذر من أي إنفلات في السلوك المهني وما يتبعه من إجراءات صارمة تصل الى سحب بطاقة الصحفي وتجميد عضويته حسب الضوابط إذا ما قدّمتْ بحقه شكوى أو يرى مجلس الإدارة أن الصحفي لا يرعوي عن جهله لخطورة منهجه في إعداد فقرات برنامجه وتلقينه مقدم البرنامج بما يخدم مصلحته ويسيء الى زميل آخر أو مدرب أو رياضي وهكذا بالنسبة للمحرّر الصحفي إذا ما ضمّنَ مقالته أو تقريره أغراضاً شخصية لا علاقة لها بمحور القضية الرياضية.
إن إنكفاء عدد كبير من الزملاء المهنيين الكبار ممن أمضوا في سوح الإعلام الرياضي قرابة ثلاثة عقود من الزمن وربما أكثر واغتراب قسم كبير منهم في دول العالم أفقد المهنة عناصر مهمة ذات خبرة كبيرة تحتاجها لرعاية الجيل الجديد وإصلاح مسيرته التي شابتها منعطفات بالغة الخطورة ولا تستقيم مع سمعة وتاريخ وأخلاقيات الإعلام العراقي بصورة عامة الضارب في جذور عميقة من الاصالة والرموز والمواقف الخالدة.
للأسف لم يَصدق بعض مسؤولي الرياضة عندما يردّدون أن الإعلام الرياضي شريك صميم في صناعة الإنجاز والابطال فنصف الحقيقة غير ذلك بالتأكيد هناك شراكة بالمصالح الشخصية وتعاضد في دعم اشخاص يشوب عملهم الفساد وتأييد قرارات تعود بالنفع على بقاء هذه الإدارة أو تلك في مفاصل عدة من الرياضة والأخطر أن يكرّس الإعلامي كل جهده من أجل موالاة مؤسسة أو رئيسها مهما كان نهجها وسياستها المعتمدة فضلاً عن المساهمة في خلق الفتن بتحريض سين لمهاجمة صاد عبر اسئلة استفزازية خبيثة تبقي الصراع مفتوحاً لغايات معروفة.
أليس غريباً أن تمضي كل السنوات تلك على مسؤولي الإعلام الرياضي منذ التغيير السياسي عام 2003 ولم يبادروا لعقد ندوة توجيهية تطرح خلالها أبرز نقاط الخلاف على آليات العمل المهني والخروج بتوصيات ملزمة لجميع العاملين في المهنة؟! نأمل أن تحدث مثل تلك اللقاءات متغيّرات جوهرية في نظم العمل مستقبلاً وما ينعكس على تطوير الإعلامي نفسه ثقافياً ومهارياً ويرتقي الى حجم تأثيره ضمن سلطة رقابية نزيهة شريكة في المحافظة على المصلحة الوطنية للرياضة ومؤسساتها وقوانينها.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top