كيف تنفتح السينما التجريبية والنحت على الإنشاء السمعي/البصري

كيف تنفتح السينما التجريبية والنحت على الإنشاء السمعي/البصري

ترجمة: صلاح سرميني

تستكشف أطروحة الدكتوراه هذه للباحث الفرنسي "جان بابتيست لانغليه" فكرة تحريك الكولاج (القص، واللصق)، وتتضمّن مجموعةً من أعمال بأنواع مختلفة، هي رحلة دائرية في آسيا، حيث ينقسم المشروع إلى ثلاث محطات: بنوم بنه (كمبوديا)، طوكيو(اليابان)، ولاسا (التيبت) 
من أفلمة هذه المدن إلى العرض النهائي، وتعتبر ممارسة الكولاج مركزية في هذا البحث، من وسيط إلى آخر، ومن مشهد إلى آخر، ينطوي الأمر على قطع أشكالٍ، وعرضها في سياقٍ جديد.
هجرة صور، ومونتاج، وتكوين ...التزم الكولاج بطرح سلسلة من الأسئلة، والتي شكلت إجاباتها هذا البحث، وفي الأطروحة، أصبحت المدن، بالأن ذاته، موضوعاً للدراسة، ونموذجاً مفاهيمياً، وأصبحت الأعمال الفنية مثل بُنى معمارية، هي مساحات مغلقة، بجوهر نحتيّ، يتوجب عليها لاحقاً الدخول في علاقة كي تشكل كلاً، والعنوان "آفاق مفقودة" ربما هو حنين إلى هذه الكليّة.
تمَت مناقشة الأطروحة في عام 2017

(Exprmntl) تاريخ مهرجان الفيلم التجريبي في كنوك/بلجيكا (1949-1974)
يُعتبر هذا المهرجان على الأرجح أهم تظاهرة على الإطلاق تخصصت بالسينما التجريبية، ولا يمكن أن يتجاهله كتاب، أو دراسة تتعلق بتاريخ هذا النوع من الأفلام، أو يدّعي عدم معرفته به، أو عدم سماعه عنه.
صاغه، ونظمّه "جاك ليدو"، والسينماتك الملكية في بروكسل، ومع أنه لم ينعقد سوى خمس دوراتٍ فقط (1949، 1958، 1963، 1967، 1974)، إلاّ أنه يتمتع اليوم بمكانةٍ أسطورية، كانت تلك المبادرة المتفردة، وغير القابلة للتصنيف أكثر من مجرد مهرجان سينمائي : نقطة التقاء للإبداع الطليعي، والفكر المعاصر، حدث يتموضع تحت علامة غير المتوقع، الرغبة، والمعارضة حتى من المهرجان نفسه، باختصار، تظاهرة متناسقة مع هدفها، وتُعتبر في حدّ ذاتها تجربة.
وفقط، عن هذا المهرجان، وتاريخه، وتأثيره على عموم السينما التجريبية في فرنسا، والعالم، أقدم الباحث "إكزافييه غارسيا باردون" على كتابة بحثه/أطروحة الدكتوراه، وفيها يتتبع تاريخ الدورات الخمس للمهرجان، منذ الولاة، وحتى موته، ويستند على الأرشيف غير المُستكشف حتى الآن من هذا الحدث، والتقارير المنشورة في الصحافة في ذلك الوقت، والعديد من المقابلات مع الجهات الفاعلة، والشهود.
تمّت مناقشة الأطروحة في عام 2017

نظام الصوت في أفلام جوناس ميكاس (1966-2009).
انطلاقاً من الشكل السينمائيّ للسيرة الذاتية التي بدأها "جوناس ميكاس" في منتصف الستينيّات، "اليوميات الفيلمية/المؤفلمة"، تركز الباحثة الفرنسية "سيسيل تورنور" على مكانة، وأهمية، ونوعية الصوت في أفلامه حتى عام 2009، مع الأخذ في الاعتبار تغيير أداة التصوير (من الكاميرا 16 مللي إلى الفيديو)، وكذلك عرض الأفلام في أماكن غير صالات السينما، أو المتاحف، أو الإفتراضية (الأنترنت)، تتقدم هذه الدراسة وُفق ترتيب زمني : وذلك بتحديد أربع فتراتٍ، تؤكد كل واحدةٍ منها على المراحل المختلفة للتوجه السينمائي لـ"جوناس ميكاس"، ـ وبالعلاقة مع موضوع البحث ـ الظواهر الصوتية، وتمفصلها بالعلاقة مع الصور التي سوف يكشف البحث عن تفردها، جردّ دقيق لفهم، وإدراك الصوت في أفلامه من قبل سينمائيين جاؤوا بشكلٍ رئيسي من تقاليد السينما التجريبية في فرنسا، والولايات المتحدة، يسمح بتحديد إلى أيّ الفترات، ومن أجل أيّ "أفلام ـ يوميات" يثبت الصوت بشكل خاص أنه عامل حاسم في ممارسته السينمائية، منهج الصوت المقترح مبنيّ من دراسة خبرات متعددة الاختصاصات، علمية، وفنية، وذلك أولاً لاستكشاف هذا العنصر كتظاهرة صوتية من خلال علاقته بالجسد، والفضاء المكاني، ومن جانب آخر ككلمة، الأخذ في الاعتبار دخول الصوت في تاريخ السينما يسمح ببدء التفكير النظري حول هذا الموضوع، من خلال إثارة الأسئلة عن المصطلحات المستخدمة لتأهيل الصوت وُفقاً لمكانه، ووظيفته في اقتصاد العمل السينمائي، وقيودها المُحتملة.
* "سيسيل تورنور" دكتورة في علم الجمال، والعلوم، وتقنيات السينما، والسمعية/البصرية، ركزت أطروحتها على تصنيف الصوت في أفلام "جوناس ميكاس"، تُدرّس في جامعة باريس 8 مادة تاريخ السينما الأمريكية المستقلة من الخمسينيّات إلى ستينيّات القرن العشرين، وتاريخ السينما التسجيلية من خلال منظور الصوت، تكرس عملها البحثي حول السينما التجريبية، والتسجيلية، وهي أيضاً محاضرة في السينماتك الفرنسية، وتنشط بانتظام في نوادي السينما، وأنظمة التربية فهم الصورة على مجموعة متنوعة من المواضيع، والفترات، والأنواع السينمائية.
تمت مناقشة الأطروحة في عام 2014 .

تشكيلية إطار الصورة: أندري وارول، والسينما التجريبية الأمريكية
كشرطٍ مسبق لفهم، وتقدير شكل ما، يظل الإطار مسألةً مركزية في جماليات الصورة، من أين يبدأ الشكل، وأين ينتهي؟ وفيما إذا كان الإطار يحدد صورة ما بحصرها في مساحة نظر، يمكن أن يساهم في تشكيلتيّها، ويعكس هذا الافتراض المُسبق إلى نقيضه : يُظهر الميل العام للتعبيرية التجريدية العديد من الأمثلة، حيث يتلاشى الإطار في انفتاح يجعل الفضاء غير محدد.
تتأتى نقطة انطلاق هذه الأطروحة للباحث الفرنسي "بنجامان ليّون" من مفهوم "ماير شابيرو" للإطار كـ"مركبة مادية" حيث يُميّز فيها بين الصورة ـ الكائن (غياب حدود السطح، وإمكانية رؤية الدعامة)، والصورة ـ الإشارة (حدود السطح مرتبطةً بالتجسيد)، وبالإشارة إلى هذا الاختلاف الأساسي، يقترح الباحث منهجاً متعدد التخصصات - السينما التجريبية، وعلاقتها بالفنون الأخرى - ويختار أعمال "آندي وارول" دليلاً، وبدءاً من أول ظهور يدعى اطارـ سطح، يبدو من المهم إعادة النظر في بعض حالات سوء الفهم المتعلقة بالفن الشعبي، سواءً من الناحية التاريخية، أو الفلسفية، أو الجمالية باقتراح مفهوم "وهم، أو خداع العمل جاهز الصنع"، وفي مرحلة ثانية، سوف يكون الإطارـ الاستقبال فرصة لإنضاج عمل الباحث بالعودة إلى موقع المُشاهد في مواجهة الصور من خلال مفهوم "التفكير المرئي/البصري" الذي طوّره "رودولف آرنهايم".
وسوف يوضح الباحث بأيّ طريقة السينما التجريبية ذات النزعة البنائية، والمادية (مايكل سنو، بول شاريتز، بيتر جيدال) تتغذى من علاقة ال figure-fond التي أنشأها علم نفس الشكل (الجشطالت)، وبهذا، كيف يفتح الفيلم أمام الاحتمالات الظواهرية لعلاقة أخرى مع الصورة ؟ وأخيراً، سوف يموقع الجزء الأخير الإطار في إزالته المادية الخاصة به في مسار ينتقل من إطارـ شاشة إلى إطار ـ اداء فنيّ مباشر.
في مواجهة هذا النمط إلى حدّ ما تصنيفيّ، يودّ الباحث أن لا يفكر في التقسيم بين أنواع مختلفة من الإطار أكثر من إيجاد قوة دائرية للإجابة على الفرضية التالية: 
كيف تشركنا مادية الأفلام الأولى لـ"وارول" تدريجيًا في تأمل غامض بسبب تناقضها حول صورة طيفية، وغير مادية؟
تمّت مناقشة الأطروحة في عام 2016

حوارات نظرية مع مايا ديرين : من الفيلم التجريبي إلى التجربة الإتنوغرافية.
بالانطلاق من تحليل النصوص النظرية لـ"مايا ديرين" (كييّف 1917 - نيويورك 1961)، والوثائق الرئيسية الواردة في كتاب "أسطورة مايا ديرين"، هذه الدراسة للباحث "آلان ألسيد سودر" التي تحافظ على منهج اجتماعيّ/أنثروبولوجيّ، تبحث في مساهمة المخرجة بجوانبها الثلاثة : الفيلمية، النظرية، والمؤسّساتية.
باعتبارها(مع "جوناس ميكاس") واحدة من مؤسّسي السينما التجريبية الأمريكية، يحلل الباحث كيف أن مبادراتها حركت تعريف مجال اجتماعيّ/ثقافيّ، ونظريّ لـ "طبيعة جديدة من السينما" : "الفيلم الشخصي" (في مقابل الفيلم الهوليوودي). 
مقاربة اجتماعية/تاريخية، يهتمّ الفصل الأول، والثاني بتفحص سيرة "مايا ديرين"، وتكوينها الدراسي، وكيف أصبحت فاعلة تأريخياً من خلال مساهمتها في ولادة فنّ: السينما كتعبير فنيّ مستقل يرتبط بالحداثة، وما تُدين به لوسطها الاجتماعي، ولقائها مع المخرج التشيكي "ألكسندر حميد"، بينما تستند الفصول الستة التالية على مقتطفاتٍ واسعة من نصوص "مايا ديرين"، تفحص نظرية المخرجة.
وبدراسة المساهمات، وقيود نظرية "مايا ديرين"، يطوّر هذا البحث نظرية الفيلم التجريبي من خلال بعدها الاجتماعي، والفني، وإثارة الأسئلة حول نظريات السينما، وعلى وجه الخصوص، هيمنة السيميائية البنيوية، والتاريخ/الفهرسيّ..
دراسة مستعرضة لمخططات جديدة خارج أيّ روح عقائدية ثابتة، ويتموقع هذا البحث في تقاطع تخصصات مُتعددة.
تمّت مناقشة الأطروحة في عام 1991

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top