20 إيزيديّة مختطفة لدى  دواعش سوريا  يصلن إلى العراق

20 إيزيديّة مختطفة لدى دواعش سوريا يصلن إلى العراق

 بغداد/ وائل نعمة

ينتظر الجميع في سنجار الواقعة شمال الموصل، الأخبار القادمة من بلدة القاملشي الحدودية، حيث يتم هناك جمع الإيزيديين الناجين من قبضة داعش في سوريا تمهيداً لإرسالهم إلى العراق. عشرات الأطفال والنساء الإيزيديين تسلمتهم حكومة بغداد منذ انطلاق العملية العسكرية الأخيرة ضد مواقع التنظيم في الباغوز السوري، الذي شنته قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بدعم من التحالف الدولي، ويتوقع ان يصل المزيد منهم.

ولا يعكر صفو أجواء الفرح في المدينة العراقية المنكوبة على وقع أخبار العثور على ناجين، سوى ما تم تداوله مؤخرا عن وجود 50 جثة مقطوعة الرأس لنساء إيزيديات أعدمهنّ "داعش" قبل انهزامه في سوريا. ونُقلت شهادات مأساوية عن الفتيات الصغيرات الناجيات اللاتي وصلن الى العراق، حول أيام الاحتجاز لدى التنظيم في سوريا، وتعرضهن للإساءات الجسدية وبيعهن من مسلح الى آخر. وكان "داعش" أثناء احتلاله لسنجار، قد قتل نحو 1300 إيزيدي، وتسبب بنزوح 360 ألفاً آخرين من أبناء الطائفة. وبحسب آخر إحصائية للمديرية العامة لشؤون الإيزيدية في وزارة أوقاف حكومة إقليم كردستان، أن "عدد الإيزيديين الذين ما زالوا مجهولي المصير بلغ 3117"، من أصل 6 آلاف. وأشارت المديرية الى أن "عدد المقابر الجماعية المكتشفة في سنجار حتى الآن 68 مقبرة جماعية ، إضافة الى العشرات من مواقع المقابر الفردية".
وقال داود جندي، وهو قيادي إيزيدي في سنجار، لـ(المدى) أمس، إن "20 إيزيدياً قد تم تسليمهم الى العراق حتى الآن، وهم أطفال ونساء"، مبيناً أن "11 منهم تم تسلمهم من قبل ذويهم، والبقية مازالوا لدى القوات الامنية وسيتم تسليمهم قريبا".

تدقيق الهويات
ويتم تجميع الناجين من بلدة الباغوز السورية في مدينة القامشلي الحدودية مع العراق، وتحديدا يتجمع الإيزيديون في ما يسمى "البيت الإيزيدي"، حيث تقوم "قسد" بتسلميهم الى "البيت"، للتأكد فيما لو كانوا من أبناء الطائفة فعلا أم يدعون ذلك. ويقول مصدر سياسي مطلع في سنجار لـ(المدى) طلب عدم ذكر هويته، نقلا عن قيادات في "قسد" إن "بعض المسلحين أو ذويهم يدّعون بأنهم إيزيديون للهروب من سوريا والخلاص من السجن أو النقل الى أماكن أخرى".
وتواجه عمليات التدقيق صعوبات كبيرة في التحقق من الإيزيديين، خصوصا إن تنظيم داعش كان قد أتلف مستمسكاتهم الرسمية، وإن البعض يدعي بانه فقد النطق (أخرس) لتجاوز مشكلة اللغة الكردية أو إعطاء معلومات أخرى. وكانت وسائل إعلام قد عرضت شهادات لفتيات صغيرات حررن مؤخرا من قبضة التنظيم في سوريا، لم يعدن يتذكرن اللغة الكردية، بسبب صغر أعمارهن حين تم أسرهن، وبقاؤهنّ لأكثر من 4 سنوات في السجن.
وكانت الفتاة الإيزيدية جيهان خيرو، قد قالت بعد تحريرها إن مسلحاً عراقياً "باعها الى آخر تونسي ثم باعها الاخير الى مسلح جزائري". وقالت طفلة أخرى من سكان سنجار، عرض كلامها على إحدى وسائل الإعلام الكردية، بعد تحريرها: "لقد اختطفني مسلحو داعش من أحضان والدي ووالدتي، وكنت صغيرة جداً آنذاك، وبعد أن كبرت قليلاً بدأ المسلحون بضربي بالفأس وقطع الحديد، والتعامل معي كسبية".

فاجعة "واتس آب"
وبدأت مشاعر الفرح في سنجار تختلط بالخوف بعد ان نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية قبل أيام، خبراً مفاده عثور قوات التحالف الدولى في آخر معاقل داعش في الباغوز بريف دير الزور على 50 رأساً مقطوعة لفتيات إيزيديات.
ونشرت صحيفة "اليوم السابع" المصرية بعد ذلك، تقريرا مفصلا عن محادثة في تطبيق "واتس اب" بين أحد قيادات التنظيم، في شرق سوريا من جهة وأحد المسؤولين الإيزيديين في العراق.
ووفقاً لنص المحادثة التي جرت بين "الداعشي" وأحد الايزيديين العراقيين، أكد القيادى في التنظيم، أنه غير مسموح بخروج أي فتاة إيزيدية من شرق سوريا بأوامر من زعيم داعش أبو بكر البغدادى، مشيرا إلى أن قرار ذبح 50 إيزيدية تم اتخاذه قبيل رأس السنة بأيام. وقال إن قيادات في داعش بينهم عراقي وسوري وتركستاني وشيشاني يرتدون أقنعة نفذوا عملية ذبح ونحر الفتيات الإيزيديات خلال الأيام الماضية، رداً على القصف الامريكي على مواقع التنظيم في سوريا. ولا يعرف بالتحديد من الشخص الإيزيدي الذي حاول التفاوض مع داعش، لكن مصادر رجحت ان يكون من الناشطين الإيزيديين المهتمين بقضية المخطوفين من أبناء الطائفة. ويقول داود جندي، القيادي في الحركة الإيزيدية في سنجار انه "لم يتم التأكد حتى الآن من حقيقة قتل 50 امرأة في سوريا"، مضيفا: "ربما هناك غايات وراء هذا الخبر لإرباك الوضع في المدينة وإخافة الإيزيديين".
ووفقاً لمصادر (المدى) في سنجار، فإن هناك اتصالات جرت مع "قسد" المسؤولة عن المناطق التي يجري فيها التطهير في شرق سوريا، ولم تؤكد وجود جثث تلك النساء. بالمقابل يقول صائب خدر، وهو نائب إيزيدي في البرلمان لـ(المدى) ان "قوات التحالف و(قسد) لم تنفيا (...) وان هناك معلومات نقلت عن ضباط بريطانيين ضمن التحالف الدولي أكدا وقوع الجريمة". وانتقد خدر عدم اهتمام الحكومة في بغداد بالتحري عن الموضوع ونقل رفات النساء من سوريا، متوقعاً أن يعثر على المزيد من الضحايا الإيزيديين في الباغوز.
وعلى ضوء ذلك يطالب النائب الإيزيدي بالتحقيق مع الـ240 معتقلاً من داعش أعلنت بغداد مؤخراً أنها تسلمتهم من سوريا. ويقول: "بالتأكيد ان هؤلاء لديهم معلومات عن الإيزيديين المختطفين، وربما بينهم أطفال إيزيديون".
وفي سياق متصل، أعربت كتلة سائرون النيابية، أمس الأربعاء، عن "صدمتها" بعد أنباء العثور على مقبرة الإيزيديين الجماعية في مدينة الباغوز السورية.
وقال المتحدث باسم الكتلة النائب حمد الله الركابي في بيان تلقت (المدى) نسخة منه، "تعرب الكتلة النيابية لتحالف سائرون عن صدمتها وحزنها الشديد للجريمة البشعة التي تم الكشف عنها من خلال العثور على مقبرة جماعية في منطقة الباغوز السورية ضمت رؤوس خمسين امرأة من المكون العراقي الإيزيدي الكريم".
وأضاف الركابي، إن "هذه الجريمة تكشف بكل وضوح عن حجم ما تعرضت له الطائفة الإيزيدية الكريمة من ظلم وعدوان على يد هذا التنظيم الإرهابي".
وتابع، إننا "في الوقت الذي نعلن فيه عن حزننا العميق ومواساتنا الصادقة لذوي الضحايا، نؤكد ضرورة حماية جميع المكونات العراقية والعمل على ترسيخ مفهوم المواطنة ورفض أية ثقافة دخيلة تحاول تمزيق النسيج الاجتماعي للشعب العراقي". ودعا الركابي الحكومة إلى "تكثيف جهدها الاستخباري للكشف عن تحركات داعش الأخيرة وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل لحفظ أمن الوطن ووحدته وتماسكه الاجتماعي".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top