 ترجمة/ حامد أحمد

وجّه قادة عشائر ومنظمات إيزيدية دعوة للمجتمع الدولي لبذل مزيد من الجهد من أجل التحقق من مصير آلاف من نساء وأطفال إيزيديين ما يزالون مفقدودين.

وكان قد تم إنقاذ العشرات من أتباع الطائفة الإيزيدية خلال الاشهر القليلة الماضية بعد أن انحسرت رقعة خلافة التنظيم المزعومة الى مجرد قطعة صغيرة من الارض محصورة في باغوز شرقي سوريا. ولكنّ أكثر من 3000 إيزيدي ما يزالون مجهولي المصير. ومع اقتراب أيام حسم المعركة نهائيا مع داعش فان الوقت بدأ ينفد إزاء إيجاد أجوبة. الحديث عن اكتشاف قبر جماعي الأسبوع الماضي عند ضواحي الباغوز، أثار مخاوف من أن كثيراً من المفقودين قد لا يكونون باقين في الأسر حتى الآن. ويجري حاليا تحقيق للتأكد من هوية الضحايا . وجاء في بيان صادر عن قادة إيزيديين ما نصه "ندعو قوات التحالف وبالاخص القوات الأميركية وجميع القوات الاخرى التي حاربت داعش تحت قيادة التحالف ان تساعد في الكشف عن مصير الضحايا وإرجاع الأسرى لأهلهم بأسرع وقت ."
وجاء في البيان أيضا "ندعو وزارة الخارجية العراقية أيضا إلى ان تتولى مسؤوليتها تجاه مواطنيها للبحث عن النساء الإيزيديات وجلب جثث الشهداء أو رفاتهم الى الوطن من خلال اتصالاتهم مع الحكومات ذات العلاقة ."
ويقال إن قبراً جماعياً عثر عليه قبل أيام يحوي رفات رجال ونساء. وقال عدنان عفرين، متحدث باسم القوات الديمقراطية السورية "التحقيق ما يزال جارياً لتحديد جنسية الضحايا والطريقة التي قتلوا فيها"، مضيفا بأنهم بحثوا في تقارير تشير الى أنهم قد يكونون إيزيديين أو مسلحين من داعش . ومضت أربع سنوات الآن على اختطاف الإيزيديين وما تزال مجاميع إيزيدية تدعو لبذل مزيد من الجهود من أجل إنقاذ المفقودين منهم .
وقالت باري إبراهيم، مؤسسة جمعية الإيزيدي الحر في حديث للاندبندنت "من المشين جدا أن آلافاً من نسائنا وفتياتنا ما يزلن مفقودات منذ عام 2014 ولم تحظ هذه المسألة بأي أولوية أو نقطة نقاش رئيسة مع التحالف الدولي او المجتمع الدولي ." وأضافت الناشطة إبراهيم بقولها: "يمكن أن نتفهم بأن هذا وضع يتعلق بمنطقة قتال، وبسبب ذلك، قد يكون موضوع تحديد مكان النساء وإنقاذهنّ صعب جدا. لهذا نحن نفهم ذلك ونقدره. ولكننا ما نزال نشعر بأنه كان يفترض أن يولى هذا الامر اهتماماً ومتابعة. ولكن بدلا من ذلك فإن نساءنا وفتياتنا يتعرضن للتعذيب والاذى الموجع شهراً بعد شهر وعاماً بعد عام ." في صيف عام 2014 وبعد فترة قصيرة من إعلان داعش خلافته المزعومة، شنّ التنظيم حملة إبادة وحشية ضد أبناء الطائفة الإيزيدية في عقر منطقة سكناهم التاريخية شمالي العراق. حيث أقدم مسلحو داعش على قتل الآلاف واقتياد أكثر من 6000 امرأة وطفل إيزيدي كسبايا. وكانت الامم المتحدة قد أعلنت في ما بعد بأن ما جرى بحق الإيزيديين في منطقة سنجار واستعباد النساء الإيزيديات هو بمثابة إبادة جماعية . وكان عشرات الآلاف من المدنيين قد هربوا خلال الشهرين الماضيين من قرية باغوز السورية التي تشهد معارك لطرد داعش، حيث تمكن أسرى إيزيديون أخيرا بعد عدم تمكنهم من الهروب على مدى سنوات أن يجدوا طريقا للتحرر من أسرهم بالهروب مع المدنيين .
وأشارت تقارير هذا الاسبوع الى مغادرة فتاتين إيزيديتين لقرية باغوز محمولات في شاحنة مع أرقام هواتف مكتوبة على ذراعيهما. مع مجموعة أخرى من 11 فتىً إيزيدياً غادروا المنطقة واقتيدو راجعين للعراق بعد قضاء سنوات في الحجز .
عن: صحيفة الإندبندنت البريطانية