العراق يُنشئ  سور ناري  على الحدود  والمقاتلون يستهدفون كلّ المقتربين

العراق يُنشئ سور ناري على الحدود والمقاتلون يستهدفون كلّ المقتربين

 بغداد/ وائل نعمة

سور بشري من القوات على بلدة القائم الحدودية بانتظار مسلحي داعش، الذين بدأوا يفرّون في الـ72 ساعة الأخيرة باتجاه العراق، مع انطلاق معركة "مسافة الصفر" التي تشتبك فيها قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة من واشنطن بشكل مباشر مع بقايا التنظيم في منطقة الباغوز.
وصار باستطاعة القوات العراقية المرابطة على الشريط الحدودي منذ شهرين تقريباً، أن ترى بالعين المجردة أعمدة دخان المعارك المتصاعدة من على الجانب السوري، حيث لا تتوقف أصوات الانفجارات التي استؤنفت مجدداً في نهاية الأسبوع الماضي.
ودفع العراق بنحو 20 ألف مقاتل من تشكيلات متعددة الى القائم لمراقبة الحدود والحرص على عدم تسلل مسلحي داعش من معارك الباغوز، كما سخرت كل الاجهزة الاستخبارية والرصد العراقي لصالح المعارك، وهو ربما ما تسبب بخلل أمني في الاسابيع الماضية استغله التنظيم في الداخل لخطف بعض تجار الكمأ.
ويقول مصدر عسكري قريب على الحدود في حديث لـ(المدى) طلب عدم نشر اسمه، إن "الجنود العراقيين على الحدود يقفون كتفاً الى كتف (...) ولا يغادرون مواقعهم العسكرية منذ الايام الثلاثة الماضية اطلاقاً خوفاً من تسلل المسلحين من سوريا".
وبدأت "قسد" هجومها على آخر جيب لتنظيم داعش في شرق سوريا، عقب انتهاء عمليات إجلاء المحاصرين لدى التنظيم، ما من شأنه أن يمهد لإعلان انتهاء الخلافة المزعومة.
والتنظيم الذي كان قبل 5 سنوات تقريبا، يسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق المجاور تقدر بمساحة بريطانيا تقريبا، بات محاصرا في نصف كيلومتر مربع داخل بلدة الباغوز في ريف دير الزور الشرقي، بعد سنوات أثار فيها الرعب بقواعده المتشددة واعتداءاته الدموية.
وأجلت قوات سوريا الديمقراطية في الأيام العشرة الأخيرة، آلاف الرجال والنساء والأطفال بينهم عدد كبير من الأجانب وغالبيتهم من عائلات المقاتلين، من المنطقة الأخيرة الخاضعة لسيطرة التنظيم المتطرف.

داعش يحاول الاقتراب
وزادت القيادة العسكرية العراقية تزامناً مع ارتفاع وتيرة المعارك، نقاط المراقبة و"الربايا العسكرية" على الحدود. وتجري هناك عملية متابعة دقيقة للكاميرات الحرارية المنتشرة على الشريط الرابط مع سوريا، لمراقبة المتسللين من المعارك.
ويقول المصدر العسكري، في"الايام الثلاثة الماضية بدأ المسلحون يقتربون لمسافات قريبة من الحدود العراقية سعياً للدخول والخلاص من القتل على يد قوات سوريا الديمقراطية".
ولدى القوات العراقية هناك أوامر واضحة بإطلاق النار الفوري على أي شخص يقترب من الحدود.
ويضيف المصدر قائلا: "في الساعة الـ11 من مساء أول من أمس السبت، تقدم 3 أشخاص باتجاه الحدود ووصلوا لمسافة 700 متر، قبل أن يتم كشفهم بالكاميرات الحرارية وإطلاق النار عليهم، وقتلهم على الفور".
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، أوقفت قوات سوريا الديمقراطية أكثر من خمسة آلاف عنصر من داعش كانوا بين نحو 52 ألف شخص خرجوا منذ كانون الأول الماضي، من مناطق سيطرة التنظيم في شرق سوريا.
ويقول عيد الكربولي، المسؤول المحلي في مجلس محافظة الانبار في حديث لـ(المدى) إن "الأسوأ قد يحدث إذا سمح بدخول المتسللين من سوريا باتجاه العراق".
وبحسب خبراء عسكريين فإن 90% من المخاطر الامنية التي كانت تواجه العراق بين عامي 2005 ــ 2011 تأتي من حدود سوريا، ثم تراجعت الى 65% بين عامي 2014-2017.
وفي آب الماضي، أعلن مسؤولون محليون في مدينة القائم، عن البدء بإنشاء جدار بطول 10 كم كمرحلة أولى على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا غربي الانبار لمنع تسلل العناصر المسلحة وعصابات التهريب.
وأعلن تنظيم داعش في آب 2014، إنشاء ما أسماه (ولاية الفرات) ضمن عملية (كسر الحدود)، معلناً إلغاء اتفاقية سايكس بيكو، التي رسمت بموجبها حدود العراق وسوريا قبل 100 سنة.
وجرف التنظيم، آنذاك، السواتر الترابية بين الدولتين لتصبح منذ ذلك الوقت طريقاً ستراتيجياً يتم عبره نقل الأسلحة والمقاتلين بسهولة، حتى إعلان بغداد النصر ومسك الحدود نهاية 2017.

نهاية دولة الرعب
وتقول المصادر العسكرية العراقية إن "دولة داعش" المزعومة، التي أعلن عنها في صيف 2014، تقترب من الزوال بشكل نهائي، حيث يتوقع أن لا تطول المعركة الاخيرة أكثر من 48 ساعة.
وكان العراق قد تسلم 382 داعشياً معتقلين في سوريا من قوات "قسد"، فيما يتوقع أن يصل العدد الكلي الى أكثر من 1000 معتقل، ستتم محاكمتهم في العراق. بالمقابل يبين المصدر أن العراقيين في سوريا، وأغلبهم من أُسر داعش لم يصلوا حتى الآن، حيث يتوقع ان يستقر هؤلاء في مخيمات النازحين.
وقال المصدر إن "أعدادهم تقدر بـ25 ألف شخص، أغلبهم نساء وأطفال"، متوقعاً أن يتم إرسالهم الى العراق بعد انتهاء المعارك.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top