عالم كيميائي عملَ لصالح داعش: فخور بما صنعتُه لكنني نادم على الالتحاق بالتنظيم

عالم كيميائي عملَ لصالح داعش: فخور بما صنعتُه لكنني نادم على الالتحاق بالتنظيم

 ترجمة/ المدى

عالم شاب عراقي سجين في بغداد مايزال يفخر بما قام به من تصنيع أسلحة كيمياوية لكنه يأسف لالتحاقه بداعش، وعند الاستفسار منه من قبل صحيفة ديلي بيست متى سيتم استخدامها قال انه لا يعرف ولا يكترث لذلك .
وقال أحمد 36 عاما، أحد أتباع داعش الحامل لشهادة الدكتوراه بعلوم الكيمياء الطبية وتركيب العقاقير من الهند إن "تنظيم داعش كان يبحث عن علماء". وكان أحمد يبحث عن فرصة لتسخير معرفته العلمية للاستفادة منها .

عند ذروة قوة تنظيم داعش قبل أربع سنوات عرض التنظيم من خلال جهوده للتجنيد عبر الانترنيت حول العالم بتسخير مبالغ ضخمة في تجهيز مختبرات علمية للصناعات الكيمياوية وجذب علماء وهو ما شجع أحمد على قبول العرض .
وقال أحمد في حديث لصحيفة ديلي بيست الاميركية من زنزانته في بغداد "كنت أعرف بانه لدي القدرة على تصنيع الاسلحة الكيمياوية التي بحثت عنها على الانترنيت، كنت فقط بحاجة لتجهيزات ومختبر ذي معدات جيدة ."
وكان التحالف الدولي والقوات العراقية قد أعلنوا مؤخرا عن اكتشاف منشأة في الموصل كان داعش يستخدمها فعلا في العمل على تصنيع مثل هكذا أسلحة. ويقول أحمد انه كان يعمل في عمليات تصنيع أسلحة في تلك المنشاة نفسها.
من الامثلة على تصنيع داعش لأسلحة كيمياوية هو ما تعرضت له احدى وحدات قوات البيشمركة الكردية لقذائف هاون تحمل مادة غاز الخردل والكلور الكيمياويتين. وتمكن داعش من إنشاء محطة سرية لتصنيع اسلحة كيمياوية في الموصل استخدم خلالها طائرات مسيرة لرمي العوامل الكيمياوية على الجنود العراقيين .
وعلى غرار المجندين الآخرين الذين التحقوا بتنظيم داعش، تواصل أحمد مع التنظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بينما كان يدرس لشهادة الدكتوراه وهو في الهند وذلك بعد ان شجعه صديق له يعمل مع التنظيم لالتحاق معهم .
أدعى احمد ان ما انجذب اليه هو رغبته بإظهار خبراته ومهاراته في هذا المجال الكيمياوي الذي شجعه على الالتحاق بالتنظيم .
ويقول أحمد انه لم يشارك التنظيم بدنياً ولكن عن طريق الكومبيوتر والعالم الافتراضي، مشيرا الى انه كان يبحث في المواقع والمجلات العلمية على الانترنيت وفي بعض الاحيان يمارس القرصنة لدخول مواقع يطلع خلالها على معلومات ومعرفة في كيفية تصنيع اسلحة كيمياوية وبايولوجية ويقوم بدوره بنقل هذه المعلومات للعلماء العاملين في المختبر الموجود في الموصل التابع لداعش .
بينما بدأ أحمد عمله مع التنظيم في نشر ما يتوصل اليه من معلومات لصالح التنظيم للفترة من 2015 و 2016 قرر في النهاية الالتحاق بالمختبر في الموصل بعد تخرجه من دراسته لتحقيق ما كسبه من خبرة في صناعة أسلحة كيمياوية وبايولوجية. في ذلك الوقت كان يعتقد ان داعش قد أسس له دولة وستستمر بالتوسع .
وقال أحمد للصحيفة الاميركية "كنت مليء بالامل بأن بحثي سيكون جاهزاً عند تأسيس دولة الخلافة، لقد كانوا معجبين بالبحوث التي أرسلها لهم وطلبوا مني كيفية الحصول على هذه المواد الكيمياوية، كنت ادخل على مواقع علمية ولخصت لهم كتباً من موقع روسي، وقلت لهم بانه يجب ان يكون لديهم مختبر حقيقي ."
طوّر أحمد خبرته في صناعة الاسلحة من خلال اطلاعه على المواقع الالكترونية. وقال "هناك الكثير من المجلات العلمية غير السرية، على سبيل المثال دخلت على موقع يبحث في المواد الكيمياوية الفسفورية والغاز الكيمياوي وغاز الاعصاب وكان ذلك اول بحث أرسلته لهم. كنت أذكر للعلماء كيف يصنعون المواد في المختبر بحسب ما درست ذلك في مختبرات الهند اثناء دراستي هناك ." وكان أحمد قد تم إقناعه بأن التنظيم يسعى لصناعة هذه الاسلحة لغرض الدفاع عن انفسهم وليس لمهاجمة الآخرين. وقال أحمد "كانت فكرتي هو استخدام السلاح لأجل الردع وليس ضد البشرية ."
تم إلقاء القبض على أحمد في 2018 من قبل القوات الامنية الكردية وذلك ضمن عملية سرية لمكافحة الإرهاب في أربيل. وتم حينها تسليمه للجيش الاميركي في اربيل لمزيد من التحقيقات ومن ثم تم تسليمه للسلطات العراقية في بغداد.
وبينما ادعى أحمد بانه توقف عن العمل مع داعش بعد أن اطلع أكثر على فكرهم الذي يعتمد العنف، قال انه كما فعل الآخرون الذين غرر بهم للالتحاق بداعش بانه يريد أن يظهر نفسه بانه بطل في عالم الكيمياء والاسلحة الكيمياوية .
وعبّر أحمد خلال المقابلة عن أسفه لالتحاقه بداعش. واضاف قائلا "نصيحتي لكل شخص في العالم ان لا يثق بدعاية التنظيم الإعلامية. الجهاد الحقيقي هو في دعمك لبلدك وتزويده بأفضل معرفة، لا تأمنوا بداعش أو تلتحقوا بأي تنظيم قادم."
 عن: صحيفة ديلي بيست

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top