 مجلس ذي قار يفشل في إصدار قرار بتحويل المحافظة إلى إقليم

 بغداد/ وائل نعمة

في بداية مهلة الـ15 يوماً المتعلقة بإجابة الحكومة على طلب البصرة لتشكيل الإقليم، يتوقع مسؤولون "سيناريو" متشائماً، بناءً على مواقف سياسية جديدة ترفض منح الفدرالية للجنوب.
وتبنى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مؤخراً، موقفاً معارضاً للأقاليم، بالمقابل تدفع دولة القانون بالاتجاه المعاكس.
أما تيار الحكمة، بزعامة عمار الحكيم، فيحذر ممثلي التيار من "الإقليم الطائفي" دون الإقرار برفضه.
وكان الحكيم على خطى والده عبد العزيز، الذي كان من أشد المتحمسين لإقليم الجنوب، لكنه لم يعد يصرح بهذا الخصوص منذ 2011.
وفي كل الاحوال، تبدو البصرة ذاهبة الى الإقليم، بغض النظر عن الآراء المختلفة، وتهدد بمقاضاة أي جهة تمنعها من ذلك الحق.
ويقول أحمد عبد الحسين، عضو مجلس محافظة البصرة، إن "المحكمة الاتحادية ستفصل بيننا وبين الحكومة إذا رفضت السير في إجراء الاستفتاء".
وبحسب رئيس مجلس محافظة البصرة، صباح البزوني، ان المجلس قدم أول من أمس، طلباً الى رئاسة الوزراء لتحويل المحافظة الى إقليم.
ويتطلب ان يوافق أكثر من 50% من ناخبي البصرة (نحو مليون شخص) ضمن استفتاء شعبي على إنشاء الإقليم.
ويتعين على الحكومة قبل نفاد الـ15 يوماً أن توجه الى مفوضية الانتخابات، بالإعداد الى الاستفتاء في موعد لا يتجاوز الـ3 أشهر.
ويقول عبد الحسين: "لسنا متفائلين في أن تحافظ الحكومة على تلك المهلة"، متوقعاً ان تتعامل مع الطلب كالطلبات السابقة التي أرسلت بنفس الخصوص.
وفي 2014 صوّت مجلس البصرة على قرار بالصيغة ذاتها، لكن الحكومة في ذلك الوقت رفضته كون الاوضاع في المناطق الغربية كانت مشتعلة وخشيت ان تتكون أقاليم طائفية.
كما أعيد الطلب مرة اخرى بعد ذلك بعام واحد، لكن رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي، طلب التريث، بسبب الحرب على "داعش".
ومر أسبوع على قرار مجلس البصرة الاخير بإعلان إقليم البصرة، فيما لم يصدر عن الحكومة حتى الآن أي موقف رسمي.
من جهة أخرى يداهم الوقت الحكومة، حيث يعتزم السكان في البصرة، الخروج في تظاهرات كبيرة في الصيف المقبل اذا لم تجد بغداد حلولا لمشاكل الخدمات والمياه المالحة.
وحتى الآن لا توجد خطوات واضحة بهذا الاتجاه، رغم إيفاد رئيس الوزراء، زعيم منظمة بدر هادي العامري الشهر الماضي الى البصرة، بصلاحيات استثنائية للمساعدة في تهدئة الشارع.
وزادت الإجراءات الاخيرة لحكومة عبد المهدي، في افتتاح منافذ مع الاردن وقريبا مع السعودية، في غضب البصريين، حيث يتحدث مسؤولون في البصرة عن تراجع إيرادات المنافذ من المدينة بنحو 20%.
ويتفاعل السكان في البصرة بشدة مع فكرة الإقليم، بحسب بعض الآراء، على الرغم ان مسؤولين يخشون أن تتحول المحافظة الى "فدرالية طائفية"، وهو أمر يقابل بالتشكيك من بعض المؤيدين.
وشكلت المدينة الجنوبية مؤخراً، "رابطة إقليم البصرة"، وحظيت باهتمام المسؤولين، ومن بينهم رئيس المجلس صباح البزوني.
ويمنح الدستور حق إقامة الإقليم شريطة ألا يكون على أساس طائفي، وهو يعطي "الحرية لمحافظة، أو لعدة محافظات، بتقديم طلب للانتقال إلى إقليم بعد إجراء استفتاء شعبي من قبل مفوضية الانتخابات، وأن يحظى بموافقة أكثر من نصف المواطنين في تلك المحافظة.
أول من أمس قدم عبد الامير سالم، وهو عضو في مجلس محافظة ذي قار طلبا الى الحكومة المحلية لإعلان المحافظة إقليما على غرار البصرة.
بالمقابل قال نعمان الابراهمي العضو في مجلس المحافظة لـ(المدى) ان المجلس "اجتمع مؤخرا ولم تحصل فكرة الإقليم على الاصوات اللازمة"، مشيرا الى ان سالم قدم الطلب منفردا.
ويشير الإبراهيمي الى أن الشارع في الناصرية غير مكترث بأمر الإقليم، كما ان السكان غير متأكدين ان "الحل يكون في الإقليم".

تغريدات..
وقال الصدر أول من أمس، في تعليقه على قضية الأقاليم، ان "الأقاليم إرادة شعب مظلوم يريد إنهاء معاناته، لكنها ليست حلّا".
وأضاف في تغريدة على تويتر، أن "مسؤولي الإقليم سيسهل عليهم سرقتكم وسيمعنون في الفساد والظلم وسيتسلط علينا وعليكم الطامعون من الداخل والخارج فينعموا بخيراتكم بصورة أكثر.. ويستضعفونكم فيسهل احتلالكم".
وخاطب الصدر الجمهور بالقول: "حافظوا على عراقكم واحداً موحداً أرضاً وشعباً. هذه نصيحتي لكم.. والأمر أولاً وآخراً للشعب".
ويتوقع ان يصبح تصريح الصدر الاخير، سبباً في إضعاف شعبية الإقليم في البصرة، لكن أحمد عبد الحسين، عضو دولة القانون في المحافظة يقول ان "السيد الصدر قال رأيه وفي النهاية أعطى الحرية للشعب الذي سيحدد ماذا يريد". إلى ذلك دخل زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي على خط التغريدات بخصوص إقليم البصرة، وكتب في تويتر: "هل سيعالج إنشاء الإقليم أساس المشكلة ويضع حداً لسوء التخطيط والإدارة وهدر المال؟".
وأضاف علاوي، "من حيث المبدأ، لا نُعارض إقامة الإقليم شرط وجود مؤسسات رصينة تحميه وقوانين واضحة تضبط أداءه وتحدد صلاحياته".
وأشار إلى أن "البصرة المكلومة بحاجة اليوم إلى عملية عاجلة تستأصل الغدد السرطانية التي خلفها وباء الفساد فيها".
ويحاول بعض المعارضين لفكرة الفدرالية، الحديث عن عدم امتلاك مجلس المحافظة في البصرة سلطة في إصدار طلب لإنشاء إقليم، باعتبار أن ولايته منتهية منذ قرابة عامين.
لكن أسعد المرشدي، عضو لجنة الأقاليم في مجلس النواب، قال لـ(المدى) إن "قانون 21 ينص على ان تبقى مجالس المحافظات لحين إجراء انتخابات".
واعتبر المرشدي وفقاً لذلك القانون، أن قرارات مجلس البصرة خلال هذه الفترة "قانونية" مادام ليس هنالك انتخابات.