بغداد/ وائل نعمة
تحاول القوات المشتركة منذ مطلع الأسبوع الحالي ملاحقة المعلومات الاستخبارية التي تؤكد استعداد تنظيم "داعش" لشنّ هجمات داخل البلاد.
الغزوة الجديدة، بحسب تسمية التنظيم، جاءت رداً على خسارة داعش لمناطق شرق سوريا، التي شارك العراق في جهود تحريرها.
ومنذ الأحد الماضي، استطاعت القوات الامنية قتل 6 مسلحين نصفهم انتحاريون، كما صدت هجومين في آن واحد في منطقتين منفصلتين.
بالمقابل نفذ التنظيم 4 تفجيرات في محافظتين، وأسفرت الهجمات عن مقتل عسكري واحد وإصابة 7 آخرين بين عسكريين ومدنيين.
وقال مصدر أمني مطلع لـ(المدى) طلب عدم نشر اسمه، إن التنظيم المهزوم "أعلن بداية الاسبوع غزوة الثأر لولاية الشام"، مبيناً أن الهجمات تستهدف "العراق وليبيا وتحدياً لقوات خليفة حفتر (قائد قوات شرق ليبيا) وسوريا على القوات الامريكية وحزب العمال الكردستاني وأفغانستان والنيجر".
وقالت قيادة العمليات المشتركة، الشهر الماضي، إن القوات العراقية هي من أسهمت بإضعاف "الإرهابيين" وسهلت مهمة دحرهم في سوريا.
وقال الناطق باسم العمليات العميد يحيى رسول في تغريدة له عبر تويتر، إنه "بفضل تضحيات قواتنا البطلة تحقق النصر على داعش وأصبح لا يسيطر على أي منطقة في العراق وسوريا".
وكان العراق قد تسلم نحو 300 "داعشي" كانت قوات سوريا الديمقراطية المعروفة بـ"قسد" قد أسرته اثناء المعركة.
ويقول المصدر الأمني: "لتلك الأسباب يريد التنظيم الإرهابي أن ينتقم من العراق لوقوفه في معركة شرق سوريا".
هجمات تستهدف الحشد
وفي أعنف ثاني هجوم يشنه "داعش" على قضاء الكرمة، شرق الفلوجة، بعد تحريرها في عام 2016، قتل عنصر تابع للحشد العشائري وأصيب اثنان آخران أثناء تصديهما للمسلحين.
وقال محمود الجميلي قائد حشد الكرمة لـ(المدى) إن الهجوم "حدث في الساعة العاشرة من مساء يوم الثلاثاء في جزيرة الكرمة شمال القضاء واستهدف الفوج الرابع في لواء الحشد".
واستمر الهجوم نحو نصف ساعة، لحين وصول تعزيزات عسكرية أخرى لحسم الموقف. وأضاف الجميلي: "كل المهاجمين فروا"، فيما لم يذكر إذا كان هناك قتلى أو معتقلون من المسلحين.
ويبين قائد الحشد أن "المهاجمين قدموا من منطقة بني زيد، وهي منطقة صحراوية تربط بين الانبار وسامراء". و"بني زيد" كانت واحدة من المناطق التي مشطها الحشد الشعبي في آخر حملة عسكرية له مطلع الشهر الماضي.
وكانت الحملة التي نفذها اللواء 27 في الحشد، بحسب بيان للهيئة، ضمت ثلاثة محاور ضمن قاطع شرق الانبار لملاحقة "داعش" حتى حدود عمليات سامراء.
وفي تشرين الثاني الماضي، قتل مسلحون ضابطاً سابقاً وقيادياً في الحشد العشائري في الكرمة، اثناء هجومهم على منزله.
وأسفر الهجوم عن مقتل 8 آخرين الى جانب الضابط السابق كانوا معه في المنزل، فيما لم ينجُ من الحادث سوى شخص واحد أصيب بجروح.
وسلط اعتراف قيادي سابق في "داعش" معتقل لدى القوات العراقية، الضوء على الكرمة من جديد، حين اعترف العام الماضي، بأن القضاء سيكون مركزاً لإعادة انتشار التنظيم مجدداً في العراق.
وضمن "غزوة الشام" قتلت القوات العراقية في 7 نيسان الماضي، انتحاريين اثنين في وادي غيدة التابعة لحديثة.
وبعد يوم واحد من الحادث، قتلت القوات 4 انتحاريين في حديثة كان بينهم انتحاري واحد.
بالمقابل استطاع التنظيم امس، تفجير 3 عبوات ناسفة في القائم. وقالت خلية الإعلام الأمني إن "العبوة الاولى كانت لاصقة وضعت تحت عجلة اسفرت عن أضرار مادية فقط، والعبوتان الناسفتان الأخريان، انفجرت الاولى داخل عمارة بالقرب من سوق الذهب ولم تسفر عن إصابات".
واضافت إن "العبوة الثانية وضعت داخل حاوية للنفايات في مدخل العمارة ذاتها أسفر انفجارها عن إصابة شخصين بجروح طفيفة تم نقلهما الى المستشفى لتلقي العلاج".
وبحسب منصات تابعة لتنظيم "داعش"، فقد أصدرت امس، حصيلة لما اسمته بـ"حصاد الأجناد" وكشفت فيها عدد الضحايا خلال الاسبوع الماضي.
وبحسب موقع نبأ التابع للتنظيم، فإن الاخير نفذ 44 عملية خلال تلك الفترة ذاتها في 7 دول مختلفة، 18 منها فقط في العراق. إلى الجنوب من الأنبار، شن مسلحون هجوماً على منطقة جرف النصر "الصخر سابقا"، في نفس ليلة الهجوم على الكرمة.
وقال مصدر أمني في بابل لـ(المدى) ان "كتائب حزب الله قالت أمس (الثلاثاء) أنها صدت هجوماً على مسلحين في الجرف".
وفي اليوم التالي، أمس، انفجرت عبوة ناسفة اثناء تمشيط المنطقة، مما ادى الى إصابة 3 من عناصر الحشد، بحسب بيان للأخير.
ومنذ تحرير الجرف قبل اكثر من 4 سنوات، يجري تضارب في المعلومات عن حصول هجمات من المدنية التي مازالت مهجورة.
ويقول فلاح الراضي، وهو نائب حالي عن ائتلاف النصر والرئيس السابق للجنة الامنية في بابل لـ(المدى) "لاتوجد معلومات على هجمات في الجرف والوضع طبيعي جدا".