المواطنة والرموز ... الأب أنستاس الكرملي

المواطنة والرموز ... الأب أنستاس الكرملي

 اوس زيد / اربيل

ضمن محور الرموز والمواطنة عقدت جلسة عن الأب أنستاس الكرملي قدمها الكاتب والصحافي حسين رشيد الذي بيّن دور الكرملي في الثقافة والصحافة العراقية وفتح نوافذ التواصل بين المكونات العراقية، فضلاً عن دوره في بحوث وكتابات عن اللغة العربية. تحدّث في الجلسة أستاذ التاريخ المتمرس في كلية التربية / ابن رشد ، د. طارق الحمداني الذي بيّن لا أود أن أتحدث عن شخصية الأب انستاس لأن هنالك الكثير من الكتابات بل عشرات الكتب التي تتحدث عنه لكن سأتحدث عن موضوع هام مأخوذ من كتاباته وهو المواطنة والرموز لا يمكن لأحد أن يقدر قيمة الأب أنستاس إلا عندما يطلع على كتبه ومؤلفاته فهذه الشخصية العراقية ربما من أبرز الشخصيات الإنسانية في العالم لأنه قضى حياته في الدراسات والبحوث والتي نشرت في كثير من الصحف العراقية والعالمية.

وأضاف الحمداني: في عام ١٩٢٠ كُرِم الأب الكرملي بوسام السبق للعلم وأهدته إليه إحدى المؤسسات الفرنسية (اوفيسا ديكاديمي) هذا الاهداء يمثل شيئاً كبيراً لشخصية عراقية وهو في بدايات حياته العلمية والثقافية وقتها كتب: "سادتي إني لا افتخر إلا بشي واحد وهو إني ولِدت عربياً ونشأت عربياً وعشت وسأبعث عربياً فإني من عربي الى عربي".
وذكر الحمداني: أصدر مجلة لغة العرب وأصر على تطوير اللغة ، ترك الأب الكرملي إصدار المجلة أثناء الحرب العالمية الأولى لأنه أُسر من قبل العثمانيين ولم يعد إلا عام ١٩٢٦. مضيفاً: أراد الكرملي أن يوحي بأن الغربيين اهتموا كثيراً بتكريم علمائهم وقال إن الشرقيين لم يكون لهم مثل هذا التوجه لكن طبقه الغربيون بشكل كبير ولهذا فإنه نبهني بضرورة اتخاذ منهج واضح بتكريم العلماء. ويحث أبناء قومه أن لا يعقدوا الاجتماعات ويكرموا الا عندما يستحقوا التكريم والرمز لابد أن يكون متمثلاً بالانسان.
حسين رشيد : الكرملي له عدة آثار منها في اللغة العربية فبالاضافة الى السريانية لكنه اجتهد باللغة العربية؟
الحمداني: هناك مسألة لم ينتبه إليها الكثير من الباحثين وهي نقل الثقافة المبكرة والجهود الذي قام بها الكرملي الذي عالجه من جانب لغوي فعالج دخول مجلة المقتطف وردود الفعل ، والعراقيون لم يقبلوا هذه المجلة فعالجه بشكل لغوي ، إن دخول المقتطف الى العراق بمرحلته الأولى بهذه الكلمات ( هيج ، فرق ، وحد) هيج مثلاً تعني بدايات دخول الثقافة أثارت بعض من الفُرقة، لكن بعد فترة وبمرور الزمن أدت الى توحيد. كذلك في مراحل أخرى عالجت قضية الثقافة فهذبت أخلاق الناس وأدت الى رقيهم ولا يمكننا إنكار مجالات اخرى لنشر الثقافة ومنها اصداره لمجلة لغة العرب الذي استمرت لـ٩ سنوات ونشر العشرات من المقالات.
وأشار الحمداني: الى تأثير مجلس الكرملي ١٩٢٢الى ١٩٤٧ كان اشبه بالمنتدى الثقافي إذ تحضره معظم النخب العراقية ويتحدثون بأمور ثقافية وهذه بمثابة وسيلة لنشر الثقافة والتواصل. مبيناً: إن الملك فؤاد الأول ١٩٢٨ طلبه أن يكون رئيساً للمجمع العلمي في مصر ولكن رفض وقال أبناء النيل أولى بذلك وهذا دليل على روح الوطنية.
حسين رشيد: يقال أن الكرملي استخدام اكثر من اسم بالكتابة خاصة الصحفية.. طارق الحمداني: لديه من المؤلفات والكتب ما لم يكتبه أي انسان في التاريخ الحديث فهو قضى حياته في الكتابة فيمضي كل يوم ١٠ ساعات من الكتابة وهي ليست مجرد كتابة فهو يفيد بها أبناء وطنه. الكرملي كان يكتب كثيراً ولم يشر الى اسمه لأنه لم يرض لنفسه بأن يحاول إبرازه بالشكل الذي كان عليه فتواضعه الجم يكتب مقالاته غفلاً وبعض الأحيان يشير الى اسمه، هناك ما لا يقل عن ٤٠ اسماً غير الاسم الذي يحمله كنوع من التواضع. منذ بداية القرن العشرين نلاحظ إنه كتب عن حالة بغداد الزراعية والتجارية فكان حريصاً على أن يشعر الآخرين بأن علينا واجب وطني في إعمار وتطوير بلدنا .
حسين رشيد: بعد كل هذا المجهود هل حظيّ بالاهتمام المطلوب؟ ما قدم عنه من دراسات وبحوث هل أوفت بجزء مما قدمه؟
د.طارق الحمداني: أولى التكريمات انتبهت الحكومة العراقية وأقامت له تكريم ١٩٢٨ والكلمات الذي قيلت في حقه تمثل مناسبة وطنية للاحتفاء بتلك الشخصيات ومن الكلمات التي القيت في التكريم ماقاله الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي فقال: بأننا حينما نكرم الأب الكرملي فاننا نكرم فيه العلم واللغة
هناك الكثير من الدراسات الاكاديمية التي اهتمت بالأب الكرملي فعلى سبيل المثال بغداد في الكتابات الخطية للأب الكرملي الذي وضعته على المؤلمفات المخطوطة والذي يندر أن يصل إليها القارئ . وهناك دراسات أخرى وكتب صدر منها مؤخرا الكرملي صحفياً.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top