مطالبات بتطبيق قانون  إلزامية التعليم  ..حقوق الإنسان تعلن إحصائية  مرعِبة  عن تسرّب التلاميذ

مطالبات بتطبيق قانون إلزامية التعليم ..حقوق الإنسان تعلن إحصائية مرعِبة عن تسرّب التلاميذ

أعلن مكتب مفوضية حقوق الإنسان في محافظة الديوانية,أمس الأربعاء، رصد ارتفاع كبير في أعداد الطلبة المتسربين من المدارس الابتدائية والثانوية والذي وصل إلى نحو 7 آلاف طالب.

وقال مدير دائرة حقوق الإنسان في الديوانية محمد البديري، إن “فرق الرصد سجلت ٣٥٦٥ حالة تسرب لتلاميذ في المرحلة الابتدائية ومايقارب ٣٥٩٢ حالة لطلبة المرحلة المتوسطة”.

وأضاف، أن “هذا الأمر يشكل مدعاة قلق بسبب إمكانية استغلال هؤلاء الأطفال في سوق العمل وحرمانهم من التعليم وهذا ما يشكل انتهاكاً خطيراً لحقوقهم”.
وطالب البديري تربية المحافظة بـ”أخذ دورها في تفعيل قانون إلزامية التعليم ومتابعة هذه الحالات من قبل المدارس وبالتعاون مع أولياء الأمور والتواصل معهم بشكل مستمر”.
وأشار إلى “أهمية تفعيل مجالس الآباء والمعلمين واستثمارها بتقريب وجهات النظر فيما يخص المشاكل التي تقف بطريق الحفاظ على الطلبة والتلاميذ وإيجاد الأجواء المناسبة لتحبيب المدرسة لدى الطالب”
وكانت وزارة التربية قد أعلنت في بيان لها إنها أعدت خطة للقضاء على ظاهرة تسرب الطلبة والتلاميذ من المدارس .
وقالت مديرة التعليم الابتدائي بالوزارة شهرزاد مصطفى :" إن الوزارة اتخذت اجراءات عدة للحد من ظاهرة تسرب الطلبة والتلاميذ من المدارس وتم إعداد خطة عمل بهذا الصدد، إذ اقامت ورش عمل عدة لتوعية الفئات المستهدفة بضرورة عودتها الى المدارس ".
وبينت :" إن الوزارة تعمل من خلال الخطة على توجيه المرشدين التربويين بضرورة توعية الطلبة بخطورة هذه الظاهرة وتأثيرها على مستقبلهم، كما وفرت خيارات عدة لهم لإعادتهم الى مقاعدهم الدراسية باعتماد مراكز تعليمية خاصة بهم لمساعدتهم على نيل شهادة الدراسة الابتدائية واكمال الدراسة المتوسطة ".
وافصحت مصطفى عن إنشاء قاعدة بيانات للمتسربين للعامين الماضيين، التي أشرت عودة أعداد منهم الى مدارسهم وفقاً لإحصائيات مديريات تربية بغداد والمحافظات السنوية.
وظاهرة تسرب التلاميذ من المدارس تفاقمت في السنوات الأخيرة حيث تشكو منها العديد من العوائل ، المواطن عبد الكريم باسم تحدث لـ(المدى) عن معاناته الكبيرة بسبب عدم التزام الأولاد بالدوام اليومي، مشيراً الى أسباب ذلك منها عدم وجود كادر تدريسي وعدم وجود جدول دروس اسبوعي ثابت يتم الالتزام به. منوهاً: الى وجود تغيير واضح في سلوكيات الأولاد نتيجة الاختلاط مع بعض أصدقاء السوء في المدرسة مما أثر سلباً على تصرفاتهم حتى داخل البيت.وبشأن اختيار البعض من أولياء الامور للمدارس الأهلية أوضح عبد الكريم: إن سبب اختيار المدرسة الأهلية يعود إلى تدني المستوى التعليمي التدريسي وضعف الكفاءة التدريسية بنحو ملحوظ في المدارس الحكومية الأمر الذي ينعكس سلباً على المستوى التحصيلي للطلبة. موضحاً: إن خيار المدارس الأهلية أفضل من اللجوء إلى التدريس الخصوصي.
في حين يرى التدريسي وسام نايف إن نجاح تجربة المدارس الاهلية يعود لوجود بيئة مدرسية سليمة وإعداد مثالي للطلاب في كل فصل دراسي. مشدداً: إن المدارس الأهلية يمكن أن تشكل بديلاً جيداً عن التعليم الحكومي الرسمي الذي يواجه مصاعب في توفير الأبنية المناسبة ويشهد زخماً في عدد الطلاب.
رائد عبد الحميد مدرس يقول إن الوضع العام في البلاد والمشاكل في مجمل الحياة السياسية والامنية والاقتصادية أثرت بشكل واضح على العملية التربوية. مبيناً إن أهم الأسباب الرئيسة التي أدت إلى تدني مستوى التربية والتعليم لدينا عدم احترام عامل الوقت وذلك بهدر آلاف الساعات الدراسية بسبب كمِّ المناسبات السياسية والدينية والوطنية المختلفة، يضاف الى ذلك قلة المتابعة من قبل المشرفين الاختصاصيين واهتمامهم الزائد بالأمور الإدارية وترك طرق التدريس.
إيمان فاضل مدرِّسة تحدثت قائلة إن هناك ضعفاً كبيراً عند بعض الطلبة فى استعياب المادة وتعود هذه الاسباب الى إنشغال الطالب بأمور ثانوية بعيدة عن الجو العام للدراسة. مبينة: طالبنا أولياء الأمور بضرووة متابعة ابنائهم من لحظة خروجهم من البيت ، البعض منهم استجاب وآخرون أهملوا الموضوع وأغلب هؤلاء ممن يتسرب ابناؤهم أثناء الدوام الرسمي او يتغيبون بشكل متقطع بحجج واهية!
وأضافت فاضل: لدينا تقيم لادارة المدرسة ومديرية التربية وعليه من الضروري جداً أن يكون هناك إصرار من قبل الهيئات التدرسية على إعادة الوضع الحقيقي لكل طالب ومن خلال إعطاء واجبات أسبوعية خاصة لهم من غير الواجبات اليومية.
أشار تقرير صدر عن الأمم المتحدة قدّر عدد المنقطعين عن التعليم أو من يواجهون خطر التسرّب من المدارس في العالم العربي بنحو 25 مليون طفل، مشيراً: إلى أن هناك ما يزيد على 17 مليون طفل تسربوا من التعليم في منطقة الشرق الأوسط، فيما يعد 86 مليون آخرون في خطر التسرب. وبحسب التقرير فإن الأسباب التي تقف وراء ارتفاع هذه النسب من المنقطعين أو المهددين بذلك في المنطقة متعددة ويعد ارتفاع نسب الفقر أهمها في بعض الدول خاصة في المناطق الريفية حيث يعجز الآباء عن تغطية مصاريف أبنائهم للالتحاق بالمدارس، ويستعيضون عن المدرسة بتعليمهم الصنائع أو تشغيلهم في سن مبكرة ليؤمنوا للعائلة دخلاً إضافياً. من جانب آخر يتسبب فقدان الأمن والاستقرار في تصاعد نسب المتسربين من المدارس خاصة في ظل الصراعات والنزاعات المسلحة والحروب وهو ما يبدو جلياً من خلال الأحداث الدائرة في العراق وسوريا في السنوات الأخيرة، حيث أدت النزاعات المسلحة إلى عدم قدرة الطلبة على الذهاب إلى المدارس وهو ما ساهم بشكل لافت في ارتفاع نسب التسرب من المدارس. وهذا ما أكده تقرير صدر عن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) تناول تأثير العنف على تلاميذ المدارس في تسع مناطق منها سوريا والعراق واليمن وليبيا والسودان، وأشار إلى أن نسبة 40 بالمئة من الأطفال في هذه الدول خارج النظام التعليمي، وأن ما مجموعه تسعة آلاف مدرسة تعرضت للتدمير في الدول المذكورة.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top