ورش في مدارس الموصل للتثقيف بمخاطر الألغام والمباني المفخخة

ورش في مدارس الموصل للتثقيف بمخاطر الألغام والمباني المفخخة

 ترجمة / حامد أحمد

قاعة درس طلاب الأول المتوسط للبنين في الموصل كانت حيوية ومليئة بالطاقة مع بداية الدرس الأخير من اليوم الذي يناقش فيه موضوع مهم.
أحد المحاضرين الضيوف كان يعرض على الطلاب بوسترات تحمل صور أشياء متعددة مثيرة للشك، بعض منها كانت تبدو بوضوح على أنها قذيفة هاون أو قنبلة يدوية، في حين بدت أخرى بأشكال جميلة على شكل ألعاب ودمى.
ممثلون عن وكالة معالجة الألغام (يونماس) التابعة للأمم المتحدة، بالتنسيق مع منظمة الرعاية الصحية والاجتماعية العراقية، كانوا يلقون محاضرة عن خطورة المتفجرات في "مدرسة عامر عبد الله" للبنين في الموصل. ربما كانت هذه المحاضرة من أهم الدروس التي تلقاها الطلاب هناك بينما يواجهون خطر الموت يومياً او الإصابة بجروح جراء مخلفات الحرب من متفجرات غير منفلقة وألغام.
وكما وصفها مدير برنامج (يونماس) في العراق بيهر لودهامر، بقوله "الجانب الغربي من الموصل بالذات يتميز بتهديد المواد المتفجرة غير المنفلقة على نحو لم نشهد له أي مثيل في أي مكان آخر في السابق."
عندما سأل أحد المحاضرين الطلاب: ماذا يتوجب عليهم فعله إذا رأوا أحد هذه الأجسام الغريبة في طريقهم، الجميع رفعوا أيديهم. الطالب الذي تم انتقاؤه للإجابة قال مباشرة "أبلغ أحد الأشخاص البالغين." كانت هذه هي المرة الثانية التي يتلقى فيها الطلاب هذا النوع من الدروس. أحد المحاضرين أثنى على إجابة الطالب، مضيفاً لها تفاصيل أخرى بقوله: تنبّه الأطفال حولك أولاً، ثم تُشعر أحد الأشخاص البالغين الذي سيقوم بدوره بالاتصال برقم طوارئ الدفاع المدني، وضمان أن يتحرك الجميع بعيداً عن الجسم الغريب.
وتقدر الأمم المتحدة أن آلاف الأشخاص يقتلون سنوياً في العراق جراء هذه العبوات والمتفجرات غير المنفلقة.
وأخبر المحاضرون الأطفال عن حادثة وقعت لوالد وابنه وجدا كيساً فيه بصل ملقى في الشارع غرب الموصل، عندما رفعا الكيس كانت هناك عبوة مزروعة بداخله من قبل تنظيم داعش انفجرت وتسببت بمقتلهما.
محمد رياض (13 عاماً) قال لموقع "المونيتر" إنه أصبح أكثر ثقة وهو يمشي في شوارع الموصل بعد أن تلقى دروساً ومحاضرات عن مخاطر المتفجرات وكيفية تلافيها، فضلاً عن عمليات إزالة العبوات المستمرة التي تنفذها مؤسسة برنامج يونماس لمكافحة الألغام وكذلك الحكومة العراقية ومنظمات غير حكومية أخرى.
وأضاف رياض قائلاً "كان ينتابني الخوف كثيراً عند المشي في شوارع الموصل بعد تحريرها، أما الآن فقد أصبح الأمر أكثر أماناً بالنسبة لي." عمار رعد، محاضر لدى برنامج يونماس، قال إنه بعد تقديم عدد من محاضرات التوعية بخصوص الحذر من الأجسام الغريبة كانت هناك زيادة من المكالمات الهاتفية يتلقاها الدفاع المدني ومديرية مكافحة الألغام.
وأضاف في حديث للمونيتر: "كثير من الناس كانوا لا يعرفون كيف يتعاملون مع هذه الأشياء. لكن الآن توفر مجالان لتبادل المعلومات حول العبوات والمتفجرات من خلال التعاون مع السلطات المحلية والتوعية المتبعة بهذا الخصوص وتحديد المناطق الأكثر خطورة التي تحتاج الى إزالة الألغام والمتفجرات منها."
هناك استطلاع أجراه فريق أسترالي من برنامج يونماس خصّ به النازحين في العراق للفترة ما بين عامي 2017 و 2018 بيّن أن السبب الرئيس الذي يمنع الناس من الرجوع الى بيوتهم هو خوفهم على حياتهم من مخاطر العبوات والألغام غير المنفلقة.
مدير برنامج يونماس قال إنه يجب أن يكون هناك قانون وتشريع بمنح تعويض لصاحب بيت في حال قيام فريق رفع الألغام والعبوات برفع عبوات منه ثم يحدث بعد ذلك انفجار يؤدي لتدمير البيت او إلحاق أضرار به، هذا التشريع سيعوّض صاحب البيت ويحصّن فريق العمل من المساءلة. برنامج يونماس يركز عمله حالياً على رفع المتفجرات من مؤسسات ومباني حسّاسة مثل مدارس ومستشفيات ومحطات معالجة المياه. خلال السنتين الماضيتين عمل فريق البرنامج والمتعاونون معه من شركاء محليين على تنظيف 1500 موقع حساس مع المتفجرات من ضمنهم مجمع مستشفى الشفاء. حيث تم خلال السنة ونصف السنة الماضية رفع خطر اكثر من 3000 قطعة متفجرات من هذا الموقع فقط تضمنت قذائف ورمّانات وأحزمة ناسفة وأنواع مختلفة من العبوات المصنعة محلياً من قبل داعش.
عن موقع "مونيتر" الإخباري

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top