مصارحة حرة: روابط الكرة ..لا للمرابطة!

اياد الصالحي 2019/05/04 12:00:00 ص

مصارحة حرة: روابط الكرة ..لا للمرابطة!

 إياد الصالحي

تعد روابط اللاعبين الدوليين والمدربين والحكام في الاتحادات الوطنية لكرة القدم من أهم الكيانات التي يعوّل عليها لتطوير مفاصل اللعبة عبر التنسيق شبه اليومي بين أمين سر اتحاد الكرة ورؤساء تلك الروابط ، مع عقد اجتماعات مبرمجة تناقش جدول الأعمال وتضع الحلول وتخرج بوصايا أو تعليمات أو بيانات تواكب الأحداث الآنية وما تترقّبه اللعبة من استحقاق محلي ودولي.
وجاء في النظام الاساسي ، المادة 10 تكوين اعضاء الاتحاد العراقي، من ضمنهم رابطة الحكام (المستوى الوطني) ورابطة اللاعبين الدوليين القدامى ورابطة المدربين (المستوى الوطني) والتي فاز برئاساتها كل من طارق احمد ويونس محمود ورحيم حميد على التوالي، مع التذكير أن رابطة الحكام لم تقم مؤتمراً انتخابياً شرعياً أسوة برابطتي اللاعبين والمدربين، وهذا ما لم يوضّحه الاتحاد منذ انتخابه في 31 أيار 2018 حتى الآن.
طوال عام كامل تقريباً، بقي السؤال يلحُّ ويوجّه اصابع الاتهام للروابط الثلاث والاتحاد: هل تم انتخاب رؤساء الروابط لغرض التمثيل في المؤتمر الانتخابي الذي يجري كل أربع سنوات والإدلاء بالتصويت؟ أين مقار تلك الروابط وما هي أجنداتها، وكم اجتماعاً عقدته مجالس إداراتها طوال الاشهر الماضية، هل راجعت انظمتها الاساسية ، وما الحقوق والواجبات التي تقتضي تنفيذها، كم مرة أقامت تلك الروابط انشطة رياضية ودورات تطويرية تستهدف النهوض بشريحة الكيانات الممثلة لها؟
قبل أن نُعرّج على مهام كل رابطة، ثمّة حقيقة أنه لابد أن يعترف الاتحاد بدوره السلبي في تعطيل عمل تلك الروابط، وهي تحسّس لجان عاملة تُعنى بالتحكيم والتدريب واللاعبين من أية محاولة لإصلاح أمر ما، وتذهب لتتقاطع مع رئيس الرابطة أو تسعى لثنيه عن اتخاذ إجراء ضروري، وبذلك تنتفي الحاجة لانبثاق هذه الروابط في ظلّ التدخّل السافر في صميم عملها.
إذا عرّجنا على رابطة الحكام (المستوى الوطني)، هناك التزامات كثيرة يجب أن تؤدّى لمصلحة قُضاة الملاعب وخاصة الحقوق المادية التي تمنح بالقطعة بعد مرور فترة طويلة على أداء الحكام التزاماتهم في دوري الموسم، وعدم وجود فعاليات تؤشر تتابع رئيس الرابطة طارق احمد أو أمين سرّها مع حاجة الحكام الشباب للتعلّم وزيادة الخبرة من رجالات الصفّارة المتقاعدين من خلال إقامة دورات متنوعة طوال السنة يمنح خلالها الحكم الرائد مكافأة مشجّعة نظير إلقاء محاضرة قيّمة، وهكذا بالنسبة لتفقّد احوال المرضى وإقامة احتفالية تكريم في مناسبة ما يشعر بقيمة ما قدمّه لوطنه.
أما بالنسبة لرابطة اللاعبين الدوليين القدامى والتي يرأسها الكابتن يونس محمود فهي الأخرى ذات مسؤوليات محددة ، وكنا نعتقد أنها ستكون فرصة كبيرة ليونس ليتخذها امتحاناً لقدراته الإدارية قبيل ولوجه مجلس إدارة الاتحاد مثلما زعم في الدورة 2022-2026 (إن لم تلغ محكمة كاس الدولية انتخابات 2018 على خلفية شكوى عدنان درجال)، لكن يبدو أن التزامات يونس كمحلل في برنامج المجلس لقناة الكاس القطرية فضلاً عن تشتّت أعضاء مجلس إدارة الرابطة في مهام عمل مختلفة وغياب برنامج واضح لها أدى الى انعدام تأثير وجودها منذ مطلع حزيران 2018 حتى الآن!
نعتقد أن يونس أمام فرصة مهمة - وهو يمثل القائد الشبابي في جميع لجان وروابط الاتحاد - لتشكيل رابطة اللاعبين المحترفين لأول مرة في العراق تهتم وترعى شؤونهم وترتقي بشروط التفاوض وتدافع عن حقوقهم في نصوص التعاقد مع الأندية وتتفاعل مع الدوري وتخصّص جوائز للافضل وتقيم ندوات لتقييم المستوى والنتائج وعديد المبادرات التي تسهم في إضفاء جدوى حقيقية للرابطة بين اعضاء الاتحاد العراقي أبعد من مسألة التصويت في المؤتمر الانتخابي.
وهكذا الحال مع رابطة المدربين (المستوى الوطني)، فالرئيس رحيم حميد يعي جيداً أن مشاكل التدريب وأهمية الإرتقاء بكفاءة المدربين وما تستدعيه الحاجة الى تنظيم لائحة تنظم موجبات الانخراط في مهنة التدريب وإقامة دورات صقل مسائل غاية في الأهمية، إضافة إلى تنمية الثروة البشرية بتأهيل مدربين شباب للفئات العمرية مع فتح قنوات اتصال خارجية لتبادل الخبرات مع اتحادات أوروبية ترفع من مستوى المدرب المحلي وتفتح له آفاقا جديدة يطّلع من خلالها على آخر مستجدّات علمي التدريب والنفس مع اللاعبين ، فضلاً عن مؤازرة الرابطة للمدرب المُقال من ناديه للحيلولة دون غمط حقوقه.
نريد روابط متحرّكة ولا تستسلم للتقاليد البالية التي اظهرتها كالسابق مشلولة الإرادة وخاوية من أي عطاء ومُرابطة في مقر الاتحاد اسماً فقط بلا روح الانتماء للعبة أو الاحساس بالمسؤولية الانسانية والوطنية تجاه اعضاء الهيئة العامة التي وضعت ثقتها بها لرعاية مصالحها المشتركة.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top