وجوه علي المندلاوي خارج المرايا

وجوه علي المندلاوي خارج المرايا

محمد جاسم

علي المندلاوي يلعب، إنها طريقته لإعادة تركيب الشخصية، التي يختارها مسرحاً لرقصته الكاريكتيرية. ومسرحه غير محدود بمكان او زمان. إلا أن قراءته لماضي الشخوص وحاضرها هي التي تضع الحدود وترسم تضاريس لوحته. المندلاوي يبدو وكأنه طفل وقعت بين يديه عدسة مقعرة فصار يضعها حيث يشاء ليراها كيف تلهو بالملامح والسمات والبصمات. وتارة أخرى يحمل نفّاخة كبيرة رسم عليها صوراً وملامح ورموز حياة اختارها لأحدهم، وهو يكتفي بابتسامة الطفل ولاتعنيه المفاهيم ولا الأفكار ولا الانتماءات. علي المندلاوي يتنقل بخفة فراشة ويقيم بجذور سنديانة قديمة في لوحاته. وهو يعرف أين يغمز ومتى يضع قفازاته ليجهش بالبكاء، على حد تعبير شوقي عبدالأمير. هكذا رأينا وجوه المندلاوي وهي خارج المرايا، كما يقول اسم معرضه الجديد الذي أقامه بعد آخر معرض عام1988، وافتتحه وزير الثقافة عبدالأمير الحمداني، الذي قال :-فنان كبير بفنه وعطائه، وتستطيع أن تعرف نتاجه الإبداعي بدون أن تفتش عن اسمه في اللوحة لأنه بمثابة ماركة مسجلة.
وأشار عقيل مندلاوي، مديرعام دار الأزياء العراقية، التي احتضنت المعرض في قاعتها "الواسطي": "أينما أرتحل يسألونني هل أن علي المندلاوي أخوك أو قريبك؟ وهذا يشي بشهرته الواسعة داخل العراق وخارجه. واستغربت من أنه لم يقم معرضاً شخصياً منذ عام 1988، ومن هنا وجهت له الدعوة لإقامة هذا المعرض الكاريكتيري الكبير."
فيما قال الفنان المغترب عبدالكريم السعدون:- "إن المعرض يعد امتداداً لطريقة علي المندلاوي في رسم الوجوه الكاريكتيرية، وهو ماعهدناه في عمله بالصحافة منذ سنوات طوال، وهو فنان موهوب ومتميز جداً ليس في العراق حسب، بل حتى عربياً وعالمياً، وهو يتطور في كل يوم على صعيد تقنياته وخطوطه وطريقة عمله، وأهنئه من كل قلبي."
وبيّن الناقد علي الدليمي "أن المندلاوي هو رقم مهم جداً، لاسيما في خصوصيته برسم وجوه المشاهير. وقد أثبت جدارة في ذلك عراقياً وعربياً وعالمياً، ولا أظن أنه سيتكرر ثانية، لأنه يجتهد في عمله وطريقة رسمه حتى صار ماركة مسجلة بين الفنانين، وهو لايرسم الوجوه فحسب، بل حتى دواخل الإنسان يقدمها من خلال إضافات داخل اللوحة لاتجدها لدى غيره."
فيما عبّر الفنان التشكيلي حيدر سالم عن إعجابه بالمعرض قائلاً "إن المندلاوي فنان كبير تعب كثيراَ ليصل الى هذه النتيجة الطيبة عبر موهبته وقدرته على تقديم الجديد، إضافة الى تحرره من القيود في الرسم والكاريكتير، وإذا ما قلنا إن هناك فناناً كاريكتيرياً فإنه بكل فخر علي المندلاوي، فقد وثّق برسومه الكثير من الوجوه المعروفة، لكنه لم يكن ساخراً في رسومه رغم أن الكاريكتير يهدف الى ذلك."

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top