نيويورك تايمز: زيارة بومبيو تزامنت مع قرب توقيع العراق عقداً نفطياً بقيمة 53 مليار دولار

نيويورك تايمز: زيارة بومبيو تزامنت مع قرب توقيع العراق عقداً نفطياً بقيمة 53 مليار دولار

 ترجمة / حامد أحمد

ألغى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو زيارة لألمانيا، الثلاثاء الفائت، وتوجّه بدلاً من ذلك الى العراق، في زيارة غير معلنة، للتأكيد على قادة عراقيين عمّا أسماه بزيادة المخاطر التي تشكلها قوات إيران وحلفائها على الأميركان هناك .
وقال بومبيو إنه استغل زيارته أيضاً، التي دامت أربع ساعات، للدفع نحو ما وصفه بضرورة ابتعاد العراق عن اعتماده على إيران بما يحتاجه من تجهيزات طاقة بضمنها الكهرباء . تحويل بومبيو، الذي كان وسط جولة أوروبية لأربعة أيام، مساره للعراق يضاف الى ما يعرف بجهد أميركي متصاعد لنبذ إيران، إذ تسعى إدارة الرئيس ترامب الى تصويرها كمسبب رئيس في عدم الاستقرار في الشرق الأوسط .
ولم ترد أية تعليقات مباشرة من قادة إيران، الذين دائماً ما يؤكدون في تعليقاتهم بأن الولايات المتحدة هي المصدر الجوهري للاضطراب في المنطقة، ولكن التوترات المتزايدة بين البلدين المتنافرين على مدى طويل قد خلقت مخاوف من احتمال حدوث مواجهة مسلحة .
وتأتي هذه الزيارة المفاجئة للعراق عقب تحذيرات جديدة أطلقها بومبيو ومستشار الأمن الوطني للبيت الأبيض جون بولتون، من أن إيران وما يطلقون عليها بالقوات الموالية لها في العراق يبدو بأنها تستعد لتوجيه ضربات ضد قوات أميركية ومصالح أخرى لها في المنطقة .
وقد التقى بومبيو بكبار المسؤولين العراقيين بضمنهم رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي ووزير الخارجية محمد علي الحكيم والرئيس برهم صالح .
وقال بومبيو، في تصريحات أدلى بها لصحفيين يرافقونه في الجولة بعد أن غادر بغداد، "قبل كل شيء تحدثنا لهم عن أهمية أن يضمن العراق قدرته على حماية الأميركان في بلدهم على نحو كافٍ."
وقال إن العراقيين "قدموا تطمينات بأنهم يدركون أن ذلك ضمن مسؤوليتهم." واضاف وزير الخارجية الأميركي متحدثاً للصحفيين: "لا نريد أي أحد أن يتدخل في بلدهم." مسؤولون عراقيون كانوا متحفظين أكثر في وصفهم للاجتماعات، فقد قال متحدث باسم وزارة الخارجية العراقية "ناقش الطرفان العلاقات الثنائية والتطورات الأخيرة في الجانب الأمني للمنطقة والجهود المبذولة في محاربة الإرهاب ". زيارة بومبيو، التي اكتنفتها السرية لحد نهايتها، جاءت في عشية الذكرى السنوية الأولى لانسحاب الرئيس ترامب من الاتفاقية النووية مع ايران لعام 2018 وإعادة فرض العقوبات الأميركية التي ضيقت الخناق أكثر على اقتصاد إيران . يبدو أيضاً من تحويل بومبيو لمسار رحلته الأوروبية الى العراق بأنها مقصودة لبعث رسالة الى إيران. وقبل أن يتوجه الى بغداد، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن بومبيو، الذي كان في فنلندا، قد ألغى زيارة الى برلين لاجتماع مخطط له مع مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل بسبب "قضايا عاجلة" غير محددة . إدارة الرئيس ترامب لم تعطِ تفاصيل محددة لما أسمته بالتهديدات الجديدة من إيران. لكن مسؤولين كشفوا لصحيفة نيويورك تايمز أن هناك معلومات استخبارية جديدة زادت حالات القلق بخصوص قوات فيلق الحرس الثوري الإيراني وارتباطاته ببعض فصائل المليشيات الشيعية في العراق .
وعندما طلب الصحفيون منه إعطاء تفاصيل أكثر قال بومبيو: "فقط لا أريد ان أدخل في تفاصيل أكثر عن هذا الأمر." ولكنه عاد وأكد مرة أخرى على وصفه للحرس الثوري بأنه منظمة إرهابية، مشيراً الى "أن هذه حقيقة ". يذكر أن بومبيو هو الشخص الذي أدرج الحرس الثوري على قائمة وزارة الخارجية الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية، عكس نصيحة المخابرات الأميركية ومسؤولي البنتاغون، الذين حذروا من أن الحكومة الإيرانية قد ترد بالمثل وتعرض منتسبي القوات الأميركية في الشرق الأوسط للخطر .
في الأسبوع الماضي أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن جميع القوات الأميركية في الشرق الأوسط هم إرهابيون ووصف الحكومة الأميركية بأنها راعية للإرهاب .
ولمواجهة ما وصفته إدارة ترامب بالتهديد الجديد أرسل البنتاغون حاملة الطائرات القاصفة ابراهام لنكولن U.S.S الى منطقة الخليج التي كانت أصلاً على موعد نشرها في المنطقة . وقال بومبيو إنه طرح أيضاً مشكلة احتياجات العراق من الطاقة مع المسؤولين العراقيين الذين كانوا مستائين لمطالب أميركا بأن ينهوا اعتمادهم على ما يستوردونه من تجهيزات إيرانية للكهرباء.
وقال بومبيو، في تصريحات للصحفيين قبل لقاءاته، "نريد من العراقيين أن ينتهزوا فرصة أن تكون لهم مصادر متعددة، وقاعدة متنوعة للطاقة، نحن نعتقد أن هذا أفضل من أجل عراق مستقل وذي سيادة ".
وتزامنت زيارة بومبيو مع أخبار تفيد بقرب توقيع العراق اتفاقية مع شركة أكسون موبيل الأميركية وبترو جاينا الصينية لتطوير حقول نفطية في جنوب العراق على مدى 30 عاماً بقيمة 53 مليار دولار .
وقال بومبيو أن "مثل هكذا صفقات تعد مهمة بالنسبة للعراق.. وهي اتفاقيات ضخمة من شأنها أن تنهي ارتباطهم بالطاقة الإيرانية ".
عن: نيويورك تايمز

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top