قضية الأسبوع: الواعدون في دوري الكرة .. من ينصفهم؟

قضية الأسبوع: الواعدون في دوري الكرة .. من ينصفهم؟

 متابعة: رعد العراقي

من المعروف أن الدوريات المحلية في كل دول العالم تأخذ حيّزاً كبيراً من الاهتمام نظراً لما تفرزه من معطيات تسهم في الارتقاء بالواقع الكروي وإن كانت هناك اسس عامة مشتركة واخرى تتبع توجّهات وغايات منظميها!
نرمي هنا الى وجود اهداف رئيسة منها المساهمة في تطوير الأداء عبر المنافسة بين الأندية، وكذلك اكتشاف المواهب التي تخدم المنتخبات الوطنية، اضافة الى ما تشكّله الدوريات من اسناد جماهيري عارم كونها اللعبة الأولي شعبياً على مستوى العالم، بينما تطوّرت الأهداف لتدخل حيّز التجارة وما تجنيه من فوائد اقتصادية عبر طرح الاسهم في الاسواق المالية وعمليات البيع والشراء للاعبين والاعلانات والنقل التلفزيوني وغيرها لتتحوّل كرة القدم شيئاً فشيئاً الى هواية وتجارة رائجة.
الدوري العراقي يكاد يكون استثناءً غير مسبوق، فلم نعرف عنه الإثارة أو التنظيم بعد أن افتقد الي رؤية فنية للاقرار على عدد الأندية المشاركة التي تتناسب وامكانيات الفرق وجاهزية بنيتها التحتية وقدراتها المالية، اضافة الى ان العدد الكبير للاندية المشاركة سبب في إطالة عمر الدوري وتقاطعه مع الاستحقاقات الخارجية للمنتخبات الوطنية ممّا اضعف المنافسة واصاب الجماهير بالملل.
وينفرد الدوري ايضاً بكونه اصبح استهلاكيا وغير منتج وبيئة للخلافات نتيجة انعدام التخطيط فلا عوائد مالية يمكن أن تصيب الاندية من الحضور الجماهيري أو دخول عالم الاحتراف، ولا بناء لمنشآتها وملاعبها، فالملايين تذهب على العقود والتنقل والرواتب دون أن يكون هناك أي استرداد لها، وهو ما تسبّب أيضاً في عزوف تلك الاندية عن صناعة المواهب كمشروع يمكن أن يعزّز من قوّة فرقها أو تصديرها خارجياً أو داخلياً مقابل عوائد مالية كبيرة تنعش فيها خزائنها الخاوية على الدوام.
ووسط تلك الفوضى، فإن الكرة العراقية اصبحت الخاسر الأكبر حين باتت تفتقر الى المواهب الحقيقية التي اختفت نتيجة اهمال الاندية وطبيعة الدوري الذي بات يسلط الضوء على اسماء معينة ويهمل الواعدين من اللاعبين بعد أن اصبحوا إما على دكة الاحتياط أو في الصفوف الثانية التي لا تجد من المدربين من يجازف باشراكهم فابتعدوا عن الاضواء واسهم الإعلام وقبله الاتحاد في وضعهم في خانة النسيان!
أليس من الانصاف والواجب أن نجعل الدوري بيئة للبحث عن الواعدين كأبسط الاهداف المرجوّة للدوري من خلال وضع خطة للكشف عنهم وتقديمهم للإعلام وتكريمهم كجانب تحفيزي لهم ووضعهم أمام انظار مدربي المنتخبات الوطنية لاحتضانهم والاستفادة منهم، أم سنبقى نطلق على دورينا بالفاشل على كل الصُعد؟!

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top