نازحون في القيّارة يحيون رمضان داخل  خيام حارقة

نازحون في القيّارة يحيون رمضان داخل خيام حارقة

 بغداد/ المدى

رغم الظروف المعيشية الصعبة، يحاول سكان مخيم (الجدعة) في القيارة جنوب الموصل الاستمتاع بأجواء شهر رمضان.
إذ يبذل سكان المخيم قصارى جهدهم لإعادة تهيئة الأجواء الرمضانية التي عرفوها في السابق والمتمثلة في إعداد وجبة الإفطار.

شهر رمضان الحالي هو الثالث لهؤلاء النازحين بعيداً عن منازلهم. وغالبية الرجال والنساء والأطفال الذين يقيمون في المخيم نزحوا من البعاج وسنجار وبادوش ومناطق وبلدات أخرى.
ولا يستطيع البعض العودة إلى ديارهم بسبب هدم منازلهم، بينما لا يستطيع آخرون العودة بسبب نقص الخدمات الأساسية، والمخاوف المتعلقة بالسلامة.
ويعيش النازحون في خيام بلاستيكية ترتفع فيها درجة الحرارة وتفتقر إلى أبسط الضروريات، والحياة مختلفة للغاية مقارنة بما اعتاد سكان المخيم عليه. يقول خيرو أبو عبد الرحمن، نازح من سنجار، إنهم "يعانون من قلة الإمدادات الغذائية بعد مغادرة العديد من منظمات الإغاثة الدولية، ويبدي أسفه على الأوضاع داخل المخيم."
ويضيف: "إذا ذهبت في نزهة في خيمة لمدة ثلاثة أو أربعة أيام، فسوف تشعر بالملل من ذلك. لذا تخيل موقفنا، حيث نعيش هنا منذ ثلاث سنوات تقريباً، المكان غير ملائم للنوم، إذ أنه ليس مثل المنزل." يبذل سكان المخيم خلال شهر رمضان قصارى جهدهم للتأقلم على الوضع والتأسف على رغد الحياة التي اعتادوا عليها.
وخلال النهار، تغادر النساء خيامهن لشراء الأرز والخضراوات، المكونات الرئيسة لوجبات الإفطار. في إحدى الخيام، تجمع نورا محمد، وهي أم لسبعة أطفال من سنجار، أسرتها لمساعدتها في إعداد طعام الإفطار. تقول إن "الأجواء الرمضانية التي عاشتها من قبل ليست موجودة في المخيم."
أضافت نورا: "كنا في منزلنا مرتاحين عندما نكون صائمين، كنا نستطيع تشغيل المبردات، بينما الخيمة هنا ساخنة. ليس الأمر كما لو كنت تعيش في منزلك، نود العودة إلى منازلنا والصوم هناك."
واشارت: "اعتدنا سابقاً على طهو الأرز والحساء، وبمجرد الانتهاء، كان الجيران يحضرون الطعام، والآن في المخيم كل شخص يطبخ لعائلته فقط، ومن الصعب على الناس الطهو والتوزيع."
عند المغرب تجلس العائلة لتناول طعام الإفطار داخل الخيمة وتستمتع بوجبات مختلفة تذكرها بالديار. لكن هذه الأطباق التي تبدو شهية أبعد ما تكون عن الطاولات المكتظة بالطعام التي اعتادوا تناولها قبل النزوح.
يشار إلى أن الحكومة العراقية أسست مخيم الجدعة للنازحين في القيارة عام 2016، لاستقبال النازحين في أعقاب عمليات الجيش لتحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top