إهمال معلومات عن مخططات لداعش يوقع كركوك فـي  فخ تفجيرات متلاحقة

إهمال معلومات عن مخططات لداعش يوقع كركوك فـي فخ تفجيرات متلاحقة

 بغداد/ وائل نعمة

كشفت مصادر أمنية مطلعة في كركوك، وجود معلومات عن نية تنظيم داعش شن هجمات مسلحة في المحافظة قبل عطلة العيد المقبلة. المعلومات تلقتها الجهات الأمنية قبل تفجيرات الخميس بأكثر من أسبوع.
وجاءت التفجيرات الأخيرة متواصلة مع هجمات مسلحة استهدفت قرويين أثناء حملات حصاد الحنطة والشعير في جنوب كركوك وتفجير عبوات ناسفة وحرق مزارع.
وقالت أطراف في المحافظة إن هناك هجمات منسقة ضد قرى تسكنها قومية معينة، في حملة منظمة لتهجيرهم.
واستهدفت 6 ــ 9 عبوات ناسفة، وقد يتكون بينها سيارة ملغمة (تضاربت الأرقام عن نوع وعدد التفجيرات)، مناطق تجارية مكتظّة بالمتسوقين في وسط كركوك نهاية الأسبوع الماضي.
ويشير مصدر أمني مطلع في كركوك، طلب عدم ذكر اسمه لـ(المدى)، الى أن "قبل 10 أيام كانت هناك معلومات عن استعداد تنظيم داعش لتنفيذ هجمات بواسطة انتحاريين تستهدف أسواق المحافظة والمتنزهات والمساجد لإيقاع اكبر عدد من الضحايا."
وأضاف أن عدد الضحايا زاد عن الـ40 بين قتيل وجريح، فيما أكد أن هناك سيارة ملغمة قد انفجرت ضمن الهجمات الـ9 التي حدث بشكل متعاقب وخلال 12 دقيقة فقط.
وبحسب الرواية الرسمية للحكومة، فإن "ست عبوات ناسفة استهدفت مناطق متفرقة في كركوك، فيما تم إبطال مفعول عبوتين ناسفتين أخريين.
وقالت خلية الإعلام الأمني التابعة للحكومة، في بيان بعد ساعات قليلة من الهجوم، إن "هذه الاعتداءات كانت في شارع القدس والمحافظة وطريق بغداد في محافظة كركوك"، مشيرة الى أنها "أدت الى وقوع جرحى من المواطنين والمنتسبين."
وبحسب شهود عيان، فإن الشوارع بعد الهجوم خلت بشكل شبه تام من المارة، فيما ماتزال قوات الأمن منتشرة حتى الآن في المحافظة.

"جكسارة" توزع عبوات!
وقال المصدر الأمني: "بعد دقائق من الحادث وصلتنا تسجيلات عن قيام سيارة رباعية الدفع (جكسارة) مظللة تقوم بتوزيع العبوات الناسفة على حاويات النفايات".
وأكد المصدر أن الكاميرات رصدت قيام "شاب يرتدي ملابس مدنية أنيقة بوضع العبوات".
في موازاة ذلك استغرب نجاة حسين، وهو عضو في مجلس محافظة كركوك، عدم اعتقال المنفذين حتى الآن.
وقال حسين، في اتصال هاتفي مع (المدى) أمس، إن "نوع السيارة التي قيل إنها يشتبه فيها بوضع العبوات، محدود جداً في المحافظة ويمكن حصر ملاكها بسهولة".
وأشار المسؤول المحلي الى أن تلك السيارة (الجكسارة) لا يملكها غير السياسيين او الأثرياء في المحافظة، في إشارة الى إمكانية أن تكون وراء الهجوم جهات أخرى غير "داعش."
وكان النائب الأول لرئيس البرلمان، حسن الكعبي، قد طالب بعقد اجتماع عاجل للرئاسات الثلاث، لبحث أسباب "التفجيرات الإرهابية" في كركوك وعدة محافظات.
ودعا الكعبي، في بيان له، إلى محاسبة الأجهزة الأمنية المقصرة في أداء واجبها، والإسراع بكشف الجناة ومراجعة الخطط الأمنية. وأشار إلى أهمية إبعاد المحافظات المستهدفة عن الصراعات الحزبية والفئوية والسياسية عن التفجيرات، معتبراً أن على الأجهزة الأمنية أن تتحمّل مسؤولياتها الكاملة عن حماية أمن وسلامة المواطنين من مختلف المكونات.
في المقابل، طالب محافظ كركوك وكالة راكان الجبوري، الأطراف السياسية بتجنيب المحافظة تصريحاتهم "المتشنجة"، مؤكداً أن المدينة شهدت أوضاعاً أمنية مستقرة طيلة الفترة الماضية وما حصل مؤخراً سيتم التحقيق فيه.وكان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، قد خاطب، في تغريدة على "تويتر"، حكومة عادل عبد المهدي بعد تفجيرات كركوك، قائلاً: "يا حكومة العراق إما أن تتصرفي أو دعونا نتصرف"، مضيفاً: "عسى أن ننفع ولا نضر، فالشعب يعاني ويلات الجوع والتسلط والفساد بأقسى وأعلى مستوياته".
وتابع الصدر: "اكبحوا جماح الفاسدين ولتعلنوها محافظات منكوبة تديرها الرئاسات الثلاث، بإشراف مباشر وبالتعاون مع الجيش والشرطة حصراً، وإلا فات الأوان".
وانتقد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، انشغال القوات الأمنية في المحافظة بملاحقة الشباب بسبب ارتدائهم "البرمودا".
بالمقابل، وعد اللواء اللركن سعد حربية قائد عمليات كركوك بـاعتقال منفذي التفجيرات الأخيرة في المحافظة.

حرائق وهجمات مسلحة
بدوره، قال شوان الداوودي، نائب سابق عن كركوك لـ(المدى)، إن "المحافظة فيها مقومات لإشعال الفوضى وتنفيذ الهجمات المسلحة".
أضاف النائب السابق أن "الصراع السياسي وغياب مجلس المحافظة واحتكار عشيرة واحدة للمناصب في كركوك شجع الخلايا النائمة على تنفيذ هجمات"، في اشارة الى المحافظ راكان الجبوري، الذي مازال متمسكاً بمنصبه رغم فوزه بمقعد في البرلمان.
ويبين داودي أن تلك الهجمات هي حلقة من حلقات "الإرهاب الذي يضرب قرى ذات غالبية كردية في كركوك، من خلال هجمات مسلحة واحراق مزارعها".
وكان مزارعون قالوا، في شهادات أمام القوات الأمنية، إنهم تعرضوا لإطلاق النار من جهات عدة أثناء محاولاتهم إخماد الحرائق، لذا أجبروا على الانسحاب وترك محاصيلهم تحترق.
وقتل خلال الأسبوع الماضي مزارع واحد على الأقل في جنوب كركوك وجرح 10 آخرون بسبب هجمات مسلحة وحوادث حرق مزارع.
وفي يوم واحد فقط، الأربعاء الماضي، نشب أكثر من 20 حريقاً طالت مزارع الحنطة والشعير في جنوب كركوك.
وأشار النائب السابق الى أن هناك تخمينات بأن تلك الهجمات "تهدف الى محاولة تخويف الكرد وإجبارهم على الهجرة وترك كركوك".

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top