أم سيّاف تكشف لغز تحركات البغدادي وأماكن تواجده في العراق وسوريا

أم سيّاف تكشف لغز تحركات البغدادي وأماكن تواجده في العراق وسوريا

 ترجمة/ حامد أحمد

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية عن دور مركزي قامت به سجينة داعشية مهمة في العراق في البحث عن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي ومطاردته، وذلك بالمساعدة في تحديد مواقع الملاذات الآمنة المستخدمة من قبل الزعيم الإرهابي المطارد.
وكشف محققون للصحيفة أن المرأة الداعشية (نسرين أسعد ابراهيم)، المشهورة بلقب (أم سياف)، كانت قد ساعدت ضباط في وكالة المخابرات المركزية الأميركية CIA ، فضلاً عن ضباط مخابرات في إقليم كردستان في تكوين صورة مفصلة عن تحركات البغدادي ومخابئه وشبكاته . هذه الادعاءات أكدتها أم سياف في أول لقاء لها مع الصحيفة منذ أن تم إلقاء القبض عليها في غارة نفذتها قوة دلتا الأميركية للعمليات الخاصة في سوريا قبل أربعة أعوام والتي قتل فيها زوجها أبو سياف، الذي كان يشغل في حينها منصب وزير نفط التنظيم . أم سياف (29عاماً)، تعتبر امرأة مثيرة للجدل اتهمت بالاشتراك في بعض أكثر جرائم التنظيم بشاعة اشتملت على أسرعضوة فريق الإغاثة الأميركي كايلا مولر، مع احتجاز عدة نساء والفتيات الإيزيديات اللائي اغتصبن من قبل كبار زعماء التنظيم .
صدر حكم عليها بالإعدام من قبل محكمة في أربيل وتحدثت للغارديان عبر مترجم في السجن الذي تقبع فيه بالمدينة برفقة ضابط مخابرات من إقليم كردستان .
وكانت المحامية العالمية الناشطة بحقوق الإنسان أمل كلوني، قد طلبت نقل أم سياف من العراق الى الولايات المتحدة لمحاكمتها على جرائمها. وأخبرت كلوني مجلس الأمن في نيسان بأن "أم سياف أغلقت الباب على أسيرات إيزيديات في غرفة وحرّضت على ضربهن ثم أجبرتهن على التزين لتهيئتهن للاغتصاب ". أم سياف هي زوجة القيادي في داعش فتحي بن عون بن مراد التونسي، وهو أحد المقربين من البغدادي وكان يشغل منصباً مهماً في التنظيم قبل مقتله .
في شباط عام 2016 حددت أم سياف بيتاً في الموصل كان يعتقد بأن البغدادي يتواجد فيه. مع ذلك، استناداً لمسؤولين كرد، فإن قادة أميركان تماهلوا في النداء لتوجيه ضربة جوية للبيت، ليقروا فيما بعد بأن الرجل كان من المحتمل أنه موجود في الداخل. وكان البغدادي قد أفلت بحياته في وقت كانت الأجواء محتدمة في الجو فوق سماء العراق وكذلك بسبب خشية وقوع خسائر بين مدنيين في حي مكتظ بالسكان .
وقالت أم سياف: "لقد أخبرتهم عن مكان وجود البيت. كنت أعرف أنه كان يتواجد هناك لأن هذا البيت هو من بين البيوت التي تم توفيرها له وهو أكثر بيت يفضل البغدادي المكوث فيه ". لكونها من سلالة عائلة مقربة من تنظيم داعش، أعطاها ذلك ميزة لأن تكون قريبة من زعيم التنظيم أكثر من أية داعشية أخرى. كذلك كونها زوجة أحد أهم أعضاء التنظيم سهّل لها حضور لقاءات ومباحثات شخصية لزعيم التنظيم، وكانت حاضرة أيضاً في عدة تسجيلات دعائية لرسائل صوتية سجلها البغدادي في البيت الذي تعيش فيه مع زوجها .
ومضت بقولها: "اعتاد أن يفعل ذلك في غرفة الجلوس في بيتنا بمنطقة التاجي. كان زوجي في حينها بمنصب المسؤول الإعلامي للتنظيم، وكان البغدادي يتردد دائماً على بيتنا ".
كانت أم سياف في البداية ترفض التعاون مع محتجزيها وبقيت صامتة في زنزانتها بإقليم كردستان، لكنها بحلول عام 2016 بدأت بالكشف عن بعض أكثر أسرار التنظيم حساسية اشتملت على أساليب تنقل البغدادي وقيادته للتنظيم. وكانت أم سياف تقضي ساعات طوال وهي تؤشر على خرائط وصور منثورة على طاولة وضعها أمامها ضباط مخابرات أميركان . وقالت أم سياف: "لقد كانوا مهذبين معي وكانوا يرتدون ملابس مدنية، لقد كشفت لهم كل عن شيء أعرفه." وتحدثت عن البغدادي بقولها "اعتاد أن يزورنا بين الحين والآخر في سوريا، قبل أن ننتقل الى منطقة بئر عمر النفطي، وعشنا في بيت في بلدة شدادة القريبة، بعض الأحيان كان يأتي لساعات قليلة وبعض الأحيان يمكث أطول، كان بيتاً اعتيادياً، وكنت أقدم له ولزوجي الشاي. واعتدنا أيضاً على الذهاب الى الرقة معه وأتذكر أننا ذهبنا معه مرتين، أخبرت الأميركان أين يقع البيت، كان حماية البغدادي يعصبون أعيننا في كل مرة ندخل فيها الشارع، ولكنني كنت هناك قبل ذلك وأعرف كيف يبدو الشارع ".
وتحدث ضابط في جهاز مخابرات إقليم كردستان عن أم سياف بقوله : "أعطتنا بحق صورة واضحة عن هيكلية عائلة البغدادي والأشخاص المقربين منه أكثر، وكشفت لنا زوجات الأشخاص الذين يتواجدون حوله دائماً، وكان ذلك مفيداً جداً بالنسبة لنا، وحددت لنا الكثير من أسماء الأشخاص ومسؤولياتهم ". وعن مكان تواجد البغدادي، في الوقت الحالي، تتوقع أم سياف أنه قد رجع للعراق حيث يشعر بالأمان أكثر. وأكدت بقولها: "لم يكن يشعر بالأمان في سوريا، دائماً ما كان يرغب بأن يكون في العراق. كان يأتي الى سوريا لتنفيذ شيء معين ثم يغادر. آخر شيء سمعته عنه أنه أراد الذهاب الى القائم والبوكمال ولكن ذلك كان منذ فترة مضت. "
وتتلقى أم سياف زيارة شهرية من قبل عائلتها ويسمح لها بالعرض على أطباء وعمال إغاثة، ورغم تعاونها مع السلطات فإن ذلك لن يغير من الحكم الصادر بحقها.
وقال ضابط جهاز مخابرات كردستان للصحيفة: "لن ندعها تذهب، إنها منحدرة من بيئة متطرفة جداً، وإذا عادت اليهم فإنها ستصبح مثلهم مرة أخرى ".
 عن: الغارديان

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top