عماد عودة : ودّعت "السفانة" مجبراً وحفظت كرامتي من دهاء المتآمرين!
أنقذنا النادي من الهبوط بـ 250 ألف دولار.. وحذّرت من سوء مصيره في "الإنستغرام"!
بغداد/ إياد الصالحي
دعا مدرب فريق الميناء المستقيل عماد عودة لاعبي الفريق ومن خلفهم الجماهير إلى تفويت الفرصة على معرقلي مسيرة "السفانة" في دوري الكرة الذين يعملون لمصالحهم أولاً وغاياتهم معروفة ويشكل تواجدهم نشازاً لا ينسجم مع إيثار المخلصين،
مؤكداً أن قرار اعتذاره عن مواصلة المهمة جاء حفاظاً على كرامته من دهاء وتمادي البعض في محاربته بالخفاء!
وقال عودة في حديث خص به "المدى" :إن رئيس الهيئة الإدارية لنادي الميناء هادي أحمد اتصل بي قبل بدء المرحلة الثانية من دوري كرة الممتاز شباط الماضي، عارضاً عليّ قيادة الفريق، ويومها كنت في تركيا أتمتّع بفترة استجمام بعد إنتهاء مشواري مع فريق أربيل، وقال لي إن أعضاء الإدارة يطالبونك بقبول العرض كونك ابن النادي ويحتم عليك الوفاء أن تقف معنا".
وتابع "عزّز الكابتن جهاد مدلول مشرف الفريق عرض رئيس النادي باتصال هو الآخر، مؤكداً إن الوضع مستقر، ولا تتمنى الإدارة سوى احتلال الفريق مركزاً جيداً يكون في مأمَنٍ من الخطر، فوافقت فوراً، ولم اتكلّم بشيء عن حقوقي، وحجزتُ تذكرة العودة الى مدينة البصرة في اليوم التالي وتوجّهت للمهمة بحماسة كبيرة".
العسر المادي
وتطرق كابتن عماد الى علاقته مع رئيس النادي، وقال: " لم ألتقِ هادي أحمد منذ أن تولّيت المهمة بسبب مرضه وتمتّعه بإجازة لمدة ثلاثة أشهر، ولم يَزرْ النادي إلا مرة واحدة قبل استقالتي بفترة قصيرة، وبالنسبة لي كانت الأمور تسير على ما يرام برغم أهمية وجود الرئيس هادي لتذليل العقبات التي واجهتها وآلت الى قطع الصلة مع الفريق، المهم عندي إني رتّبت شؤون اللاعبين، وكان هناك أربعة محترفين، أبقيت أثنين منهم بسبب العسر المادي الذي يمرّ به النادي وخاصة أن اللاعبين كوران وآيدن يطلبان بمبالغ كبيرة من عقودهم".
ويضيف عماد:"تدخلتُ شخصياً مع بعض أعضاء إدارة نادي الميناء لمقابلة وزير النقل عبدالله لعيبي بحثاً عن حل لمشاكله، وبالفعل تم تذليلها، لاسيما أن النادي واجه خطر الهبوط الى الدرجة الأولى بسبب الديون المتراكمة، فتكلّلت جهودنا بالنجاح وأخصّ بالذكر صفاء عبدالحسين مدير الشركة العامة للموانئ، وكذلك الشيخ ضرغام المالكي والأخ علي طالب أيضاً، وتم توفير ما يقارب 250 ألف دولار لتسديد الديون دون المجاهرة بها، فالمهم عندنا وأد المشكلة".
نتائج منطقية
وحول نتائج فريق الميناء التي قيل أنها لا تتناسب مع الطموح، قال :"بالعكس، كانت نتائج الفريق منطقية في ضوء الظروف التي يمرّ بها منذ تسلّمي المهمة في شباط الماضي حتى تركي الفريق قبل أيام من مباراتنا أمام الكهرباء التي جرت يوم الأحد الموافق 26 أيار الماضي، والتي أنتهت بالتعادل (1-1) لأسباب كان موقفي فيها واضحاً وطوال حياتي لم أخش أحداً في مصارحته عن فعلٍ يسبب ضرراً لي أو للآخرين حتى لو نجم عنها إنهاء علاقتي بالعمل".
وذكر عماد :" قبل يوم من لقاء الكهرباء كتبت في حسابي (إنستغرام) إن الوداع كلمة لا أحبّذها في قاموس حياتي مهما كانت الظروف والتحدّيات، هناك من فرضها علينا، والقادم سيكون أسوأ لو لم ننّسحب حِفاظاً على الكيان الأكبر، نعم أجبرت بقصد ودونه على قول الوداع حتى يتسنّى لأهل الوعد الوفاء لأصحابهم بدلاً من أن يسهموا في إغراق السفينة، عسى أن يكون رحيلي سبباً في إتفاق المختلفين والمتآمرين، وأن يضعوا الميناء أمانة في أعناقهم بدلاً من حقدهم وغدرهم"!
اهتزاز الثقة
وكشف الكابتن عماد " بعد قيادتي للفريق عدة مباريات، أقدمَ بعض أعضاء إدارة النادي ممّن وقفوا بالضد من وجودي على إتخاذ قرار بمعاقبة بعض اللاعبين دون علمي، وهذا غير مقبول كوني المسؤول عنهم، وإذا كان لابد من العقوبة فإنها تصدر مني، وأبلّغ مشرف الفريق كابتن جهاد وبدوه يُعلم الإدارة حسب السياقات، والأمر الآخر الذي عجّل من مغادرتي الفريق إنه في الوقت الذي استمرّ عملي بإخلاص كبير تأكد لي بمعلومة من داخل الإدارة أن أحد أعضائها يتصل بمدربين عاطلين ويعدهم بقرب توليهم المهمّة بدلاً عني! وأبلغت الإدارة وحذّرتهم من إهتزاز الثقة بيننا، وأكدت عليهم إذا كنتم لا تساندوا مهمتي كيف أحقق النجاح"؟
وعد طالب .. ولكن!
وعن موقف الإدارة من التحرّك الخفي للإطاحة به، قال:" كنت قد صارحت نائب رئيس النادي علي طالب عن رغبتي في خدمة الفريق واستمرار النتائج الجيدة التي تتطلّب دعم الإدارة الى حين إنتهاء الموسم وبإمكانها أن تتعاقدوا مع مدرب جديد وقتها لأن غايتي خدمة الميناء".
ويضيف:" ثمّن علي طالب جهودي، ووعدني خيراً، طالباً مني التركيز على عملي، فوعدته بالاستمرار في مهمتي مشترطاً إيقاف الإدارة تحرّكات أحد الاعضاء بتسمية مدرب بديل ليس خوفاً من التغيير، بل لأن العملية برمتها لا تليق بالنادي، وفعلاً استجاب طالب لحظتها ربما لتهدئة موقفي، وثبت لي عجز الإدارة عن وضع حدٍّ لتصرّف العضو بدليل تم إنتهاز فرصة تغيّبي عن الفريق واصدرت الإدارة بيان اعفائي من مهمتي بذريعة الغياب عن الوحدات التدريبية لمدة تسعة أيام، والصحيح أنني انقطعت يوم 25 أيار الماضي بشهادة علي طالب وطاهر بلص".
تجربة مميزة
وأشار مدرب الميناء السابق إلى:" أن تجربتي مع الميناء تبقى ذات قيمة كبيرة في مسيرتي التدريبية، لأنني لم أخذل رئيس النادي هادي أحمد عندما استنجدَ بي للدفاع عن سمعة الكرة البصرية صاحبة الفضل علينا أيام كنا لاعبين أوفياء لها، وحققنا طموحاتنا في التدريب ولم نتخلَ عن نادينا الأم، وهي تجربة مميّزة بكل تأكيد إلى جانب تجاربي السابقة مع فرق نفط الجنوب وزاخو والصناعات الكهربائية وأربيل، وكانت استفادتي كبيرة في الميناء عن كيفية التعامل مع الجمهور والإدارة والضغوطات، وتمكّنا من إحراج فرق جيدة مثل الزوراء والنفط والكرخ ونفط الوسط والطلبة، برغم الفارق في الإعداد بيننا".
المدربون الشباب
واختتم عماد عودة الحديث :" يحتاج المدربون الشباب ممّن يتصدّون للمهام في الدوري هذا الموسم إلى الدعم الكامل من اتحاد كرة القدم لتطويرهم في دورات خارجية، وتعظيم ثقة إدارات الأندية بهم، ومواكبة الإعلام لخطواتهم، وصبر الجمهور على نتائجهم، فلا يجوز مقارنتهم مع مدربين كبار بعضهم بدأوا وبرزوا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي وهم كبار في العطاء والقيادة، ونتمنى أن نحقق النجاحات التي بلغوها".
اترك تعليقك