ذي قار / حسين العامل
حذّرت دائرة زراعة ذي قار من مخاطر الصيد الجائر على برامج تنمية الثـروة السمكية في مناطق الأهوار ، وفيما أشارت الى ضبط عدد من الصيادين الذين يستخدمون أجهزة الصعق الكهربائي والسموم في صيد وإبادة إصبعيات الأسماك ،
كشفت عن إطلاق 50 مليون إصبعية في مناطق أهوار الناصرية ضمن خطة لتعزيز المخزون السمكي تتضمن إطلاق 100 مليون من يرقات وإصبعيات أسماك الكارب .
وقال مدير زراعة ذي قار المهندس فرج ناهي تمار للمدى إنه " تم إطلاق 51 مليون إصبعية ويرقة سابحة في مناطق متفرقة من اهوار محافظة ذي قار وذلك ضمن خطة لإطلاق 100 مليون إصبعية"، وأضاف إن" دائرة الزراعة شكلت عدة لجان لمتابعة مناطق اطلاق الاصبعيات وحمايتها من مخاطر الصيد الجائر".
وأشار تمار الى أن " الظروف باتت مناسبة لتنمية الثروة السمكية في مناطق الأهوار ولاسيما بعد غمر 80 بالمئة من تلك المناطق بالمياه وبمناسيب جيدة وهذا ما يتطلب إطلاق المزيد من الإصبعيات"، منوهاً الى أن " دائرة الزراعة خاطبت مؤخراً وزارة الزراعة ومديرية الثروة الحيوانية حول رفد محافظة ذي قار بالمزيد من الإصبعيات السمكية لسد حاجة المحافظة التي تقدر بـ 100 مليون إصبعية وفق التقديرات الأولية".
وأكد مدير زراعة ذي قار إن " دوائر الزراعة تواصل حالياً تجهيز الإصبعيات الى مشاريع القطاع الخاص وأحواض تربية الأسماك والأقفاص العائمة المجازة وبأسعار مدعومة تقدر بـ 20 دينار لكل إصبعية وذلك لتنمية الثروة السمكية في مشاريع القطاع الخاص"، مشدداً على أهمية تعزيز المخزون السمكي وتنمية الثروة السمكية في مناطق الأهوار والقطاع الخاص على حد سواء.
وحذّر مدير زراعة ذي قار من "مخاطر الصيد الجائر للأسماك واستخدام الإصبعيات والأسماك الصغيرة كأعلاف للحيوانات بعد تجفيفها"، واصفاً "عمليات الصيد الجائر باستخدام المواد السامة والصعق الكهربائي بالمخالفة الشرعية والقانونية والأخلاقية كونها تتسبب بإبادة شاملة لجميع الكائنات الحية ولا تستهدف الأسماك فقط ، معرباً عن خشيته من حصول إخلال بيئي نتيجة ذلك ".
ودعا تمار الى " تشديد المتابعة والمحاسبة لكل من يقومون بالصيد الجائر ونشر الوعي حول مخاطره "، منوهاً الى أن " اللجان الزراعية التابعة الى دائرة زراعة ذي قار تقوم حالياً وبالتنسيق مع الشرطة البيئية وقيادة شرطة ذي قار بعقد ندوات توعوية حول أضرار ومخاطر الصيد الجائر على البيئة والثروة السمكية والمخزون السمكي في المحافظة".
وأشار مدير زراعة ذي قار الى أن " المهمة التي تعقب عملية إطلاق الإصبعيات في مناطق الأهوار تتمثل بحمايتها من مخاطر الصيد الجائر"، منوهاً الى أن " القوات الأمنية في عدد من الوحدات الإدارية التابعة لمناطق الأهوار تمكنت مؤخراً من ضبط صيادين يقومون بالصيد الجائر للإصبعيات والأسماك الصغيرة من خلال استخدام أجهزة الصعق الكهربائي والسموم والشباك غير القانونية ذات الفتحات الصغيرة".
وأكد تمار " اعتقال عدد من الصيادين المخالفين في قضائي الجبايش وسوق الشيوخ خلال الأيام القليلة الماضية ومصادرة أجهزة الصيد الجائر العائدة لهم واتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم ". وكانت قيادة شرطة ذي قار قد قد ذكرت في ( التاسع من أيار 2019 ) إن دوريات سريّة طوارئ شرطة سوق الشيوخ ألقت القبض على متهم يقود سيارة كيا حمل لارتكابه جريمة بيئية واقتصادية من خلال عملية صيد جائر لآلاف من صغار الأسماك واستخدامها كعلف حيواني .
وكانت مديرية بيئة ذي قار أعلنت في ( الثلاثين من أيار 2019 ) عن تنفيذ حملة واسعة للحد من صيد الإصبعيات السمكية في أنهار وأهوار المحافظة من خلال نشر المزيد من الفرق الرقابية، وأكدت إن الفرق المذكورة تتابع صيادي الأسماك الذين يستخدمون الشباك صغيرة الفتحات والتي عادة ما تستخدم لصيد " الإصبعيات " .
يذكر أن ادارة محافظة ذي قار أعلنت يوم الاربعاء ( 27 شباط 2019 ) عن خطة لإطلاق أكثر من 50 مليون اصبعية بالتعاون مع وزارة الزراعة وذلك لتعزيز مخزونها السمكي في مناطق الأهوار، وشددت على أهمية تأمين الحماية الكاملة للثروة السمكية من مخاطر الصيد الجائر.
وكانت جمعية الصيادين في مناطق أهوار الناصرية دعت يوم الاربعاء ( 30 كانون الثاني 2019 ) وزارتي الزراعة والموارد المائية الى تبني برامج عاجلة لإطلاق إصبعيات الكارب والبني والكطان وتخصيص حصة مائية ثابتة لمناطق الأهوار كي لا تتكرر مأساة نفوق الثروة السمكية التي شهدتها مناطق الأهوار الصيف المنصرم ، مؤكدين نفوق أكثر من 90 بالمئة من الثروة السمكية في كل موسم جفاف تتعرض له مناطق الأهوار.
وتعد مهن صيد الأسماك وتربية قطعان الجاموس والصناعات الحرفية الأخرى المصدر الاقتصادي الرئيس لسكان أهوار الناصرية ، وغالباً ما يتعرض العاملون في هذه المهن الى التهديد بمصادر رزقهم والبطالة إثر كل موسم جفاف يمرون به مناطق الأهوار.
وتشكل الأهوار خمس مساحة محافظة ذي قار وهي تتوزع على عشر وحدات إدارية من أصل 20 تضمها المحافظة، إذ تقدر مساحة أهوار الناصرية قبل تجفيفها مطلع تسعينيات القرن الماضي، بمليون و48 ألف دونم، في حين تبلغ المساحة التي أعيد غمرها بالمياه بعد عام 2003 نحو 50 بالمئة من مجمل المساحة الكلية لأهوار الناصرية إلا أن المساحة المغمورة عادة ما تنحسر أو تتسع بحسب كميات المياه المغذية لمناطق الأهوار .
اترك تعليقك