اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > محليات > النفايات تخنق بغداد وتشير إلى روائح فساد رسمية

النفايات تخنق بغداد وتشير إلى روائح فساد رسمية

نشر في: 2 يوليو, 2019: 08:55 م

 رفل العزيز

أهالي بغداد ومنذ أكثـر من عقد ونصف لم يحظوا بهواء نقي غير ملوّث، لأسباب كثيرة، بدأت بالحروب والفوضى ولا تنتهي بـ"حرق النفايات" التي أصحبت ظاهرة تهدّد حياة الناس ووضعهم الصحي.

ومع اختلاف الحكومات المتعاقبة لم تجد أي منها حلاً لهذه المشكلة، ففي الوقت الذي بدأت فيه العديد من الدول بإعادة تدوير النفايات والاستفادة منها بأمور أخرى وهي طريقة وجدت منذ القدم في الطبيعة.

ففضلات بعض الكائنات الحية تعتبر غذاءً لكائنات حية أخرى، وقد مارس الإنسان عملية استرجاع النفايات منذ العصر البرونزي حيث كان يذيب مواد معدنية لتحويلها إلى أدوات جديدة، على سبيل المثال إعادة تدوير المواد البلاستيكية إلى مواد تعليب، أكياس، بعض أنواع الملابس، ألعاب، مواد منزلية، إعادة تدوير مياه الصرف الصحي إلى مياه صالحة بفضل محطّات تطهير وتنقية المياه. 

وكما يرى مختصون أن لإعادة تدوير النفايات العديد من النقاط الإيجابية التي تخدم البلدان، ومن أهمها هي حماية الموارد الطبيعية وتقليص النفايات، وكذلك خلق فرص عمل جديدة قادرة على القضاء على البطالة التي تسود العراق بنسبة كبيرة، إلا أن الحكومة العراقية ما زالت عاجزة ليس فقط في بناء مصانع وإعادة تدوير النفايات، بل في طمرها بشكل صحي يحفظ حياة العراقيين من الأمراض المصاحبة لها، في الوقت الذي لا توجد فيه أماكن مخصّصة لكب النفايات بعيداً عن المناطق السكنية.

مدير قسم مراقبة الكيمياويات وتقيم المواقع الملوّثة المهندس لؤي المختار للحديث عن التلوّث، كونه هو الشخص المعني بهذا الموضوع، لكنه كان لا يعلم أن بغداد صنفت في مقدمة المدن التي يختنق مواطنوها من دخّان النفايات لعام 2019.

قال المختار "نحن نناشد باستمرار أمانة بغداد والبلديات العامة لإيقاف حرق النفايات والتي يعتبر دخّانها هو السبب الرئيس في تلوّث الهواء والذي يعد سبباً في وفاة 7 ملايين إنسان بحسب منظمة الصحة العالمية، مبيناً أنه "أصدرنا مؤخراً كتاباً إلى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي نطالب فيه بتجريم حرق النفايات وعدم التهاون في هذا الموضوع، مؤكداً أن "عملية جمع النفايات وإدارتها ما تزال بدائية في العراق ولم ترتقِ إلى مستويات قياسية، كما أن النفايات ما تزال ترمى في أي مساحة فارغة دون طمر صحي ودون الأخذ بالاعتبار المناطق السكنية المحيطة بها".

وأشار إلى أن "أمانة بغداد هي من تقوم بهذا الأمر، كما أكد على أن "عملهم هو رقابة وتوجيه فقط، ويقومون بتشخيص الخلل ومنح الموافقة للنشاطات التي تقوم بها الأمانة بشكل رسمي، إلا أنها لا تأخذ موافقتنا في الكثير من الأمور التي تقوم بها وفي هذه الحالة نقوم بفرض غرامة عليهم ومحاسبتهم إلا أنه بالتالي نحن الاثنان جهات حكومية ونعمل في مؤسسة واحدة".

لفت المختار إلى أن "أبرز الحلول التي تم تقديمها من قبل وزارة الصحة والبيئة لأمانة بغداد هو تحديد موقع مناسب لها و مواصفات نحن نقوم بتحديدها ويعملون على جمع كمية مناسبة وتكون خاضعةً لإدارة معينة ويحتوي على سور وتحيط به الأشجار مثله مثل الأماكن التي يتم بها طمر النفايات في العديد من الدول العربية". مدير العلاقات والإعلام، حكيم عبد الزهرة. قال إن "دخّان النفايات الناتج من حرقها والذي نلاحظه في عدد من المناطق في بغداد ولا سيما معسكر الرشيد تعتبر جميعها مخالفات، مبيناً أن "أمانة بغداد تتعامل مع النفايات من خلال جمعها ووضعها في الكابسات التي تقوم بنقلها إلى المحطات التحويلية ومن ثم كبسها وتحويلها إلى أماكن الطمر الصحي". وأكد عبد الزهرة في حديثه إن "أمانة بغداد في الوقت الحاضر لا ترسل النفايات إلى النهروان أو العمّاري أو أبو غريب، وتعتبر منطقة النباعي هي المنطقة الوحيدة حالياً التي ترسل إليها النفايات، وبالرغم من كونها بعيدة جداً وتأخذ وقتاً طويلاً للوصول إليها إلا أنه غير متاح لنا سواها ويمكن أن تكون هناك مناطق أخرى في المستقبل".

لفت عبد الزهرة إلى أن "حرق النفايات الذي يحصل في بغداد يقوم به مجموعة من المنتفعين للاستفادة من النحاس الموجود فيها وغير تابعين لنا، مشيراً إلى أن "أمانة بغداد حاولت في الفترة الماضية مع عمليات بغداد ومع مكتب رئيس الوزراء من أجل مسك الأرض في معسكر الرشيد ومنع هذه الظاهرة، كما وطلبنا منهم منع أي سيّارة من رمي النفايات في المعسكر حتى وإن كانت تابعة لأمانة بغداد وأن يتم احتجازها فوراً".

وحول العراقيل التي تقف أمام إنشاء معامل لإعادة تدوير النفايات أو طمرها بشكل صحّي، فأجاب عبد الزهرة بأن "أمانة بغداد تمتلك خططاً ومشاريع لإنشاء معامل لاستثمار هذه النفايات إلا أن جميعها قيد التنفيذ وننتظر المخصصات المالية أو الاستثمار للبدء بها".

المواطنون كان لهم رأي آخر عن موضوع النفايات ودخّانها، إذ بمجرّد سؤالنا لهم عن رأيهم بهذا الموضوع ، فإن عدد كبير منهم رفض الحديث، مؤكداً إن "موضوع دخّان النفايات أصبح من المكوّنات الأساسية التي يستنشقها البغداديون مع الأوكسجين"، إلا أن المواطن "أبو كاظم" والذي يسكن في الأحياء القريبة من معسكر الرشيد والذي يعتبر من أكثر المناطق المتضرّرة من دخّان النفايات تحدث بالقول، إنه "تقوم السيارات التابعة لأمانة بغداد بكب النفايات في معسكر الرشيد كل يوم أو يومين أو أسبوع، فليس لديها وقت أو يوم محدّد، ثم نتفاجأ صباح اليوم التالي برائحة الدخّان المنبعثة من حرق هذه النفايات".

أشار "أبو كاظم" إلى أنه "حتى الآن لا نعلم من يقوم بحرقها، لكننا متأكدون من أن سيارات أمانة بغداد التي تأتي بها هنا هي التي تقوم بحرقها، إلا إنهم يتهمونا نحن بهذا الأمر، مؤكداً "بأنهم لو كانوا يملكون قطع أراضٍ أو منازل سكنية غير تلك المنازل التي يسكنون بها والتي تعتبر "تجاوزات" لما بقينا حتى الآن نستنشق هذا الدخّان ونغوص في هذه النفايات عند ذهابنا إلى مكان ما". 

لفت إلى أن هذه "النفايات التي تزداد يوماً بعد آخر أصبحت عائقاً كبيراً ومهدداً لعيشنا بسبب غلق الطرق القريبة منها، فيما ناشد "أبو كاظم" "الجهات التي تطلب منهم إخلاء هذه المنطقة وجعلها للنفايات أن تخصّص لهم شقق سكنية لكي يكون لهم بديل عنها".

في مناطق أطراف بغداد قال المواطن خضير عبد الأمير الذي يسكن في منطقة التاجي، بأن "أمانة بغداد تقوم بنقل نفايات عدد من مناطق وسط بغداد ورميها في الأطراف، كمنطقتي التاجي والحسينية، موضحاً إن "هذا الأمر يحدث تقريباً كل يوم وبإمكان أي شخص أن يزور مناطق أطراف بغداد ومن ضمنها هاتان المنطقتان بعد الساعة السادسة مساءً وسيصدم بكمية الدخّان التي تغطي سماء هذه المناطق، مبيناً "لن يستطيع أن يتنفس بشكل مباشر إطلاقاً، مؤكداً أن "جميع سكّان المنطقة يعلمون بهذا الأمر وناشدوا كثيراً لكن دون جدوى، وإنهم مقدر لهم أن يمسوا ويصبحوا على هذه الرائحة الكريهة". 

ووثّقت عدة دراسات علمية مخاطر الانبعاثات من المحارق في الهواء الطلق على صحة الإنسان. منها التعرّض لجزيئات دقيقة، الديوكسين، المركّبات العضوية المتطايرة، ومركبات كل من الهيدروكربون العطري متعدد الحلقات وثنائي الفينيل متعدد الكلور، التي ترتبط بأمراض القلب والسرطان وأمراض الجلد والربو وأمراض تنفسية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض اربيل

مقالات ذات صلة

18-04-2024

أمطار رعدية بدءاً من الأسبوع المقبل

بغداد/ المدىتوقعت هيئة الأنواء الجوية، تساقط للأمطار بدءاً من الأسبوع المقبل. وذكرت الهيئة، في بيان تلقته (المدى)، أن "طقس الجمعة سيكون على العموم صحواً مع بعض الغيوم، ودرجات الحرارة مقاربة لليوم السابق في المنطقتين الوسطى والشمالية، ترتفع قليلاً في المنطقة الجنوبية عن اليوم السابق". وتابع أن "طقس السبت المقبل، سيكون صحواً الى غائم جزئي مع […]
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram