بغداد/ المدى
مضت أربعة اشهر منذ ان اعتدت قوات تابعة لحزب العمال الكردستاني (pkk) على جنود عراقيين في سنجار الواقع شمال الموصل، وحتى اللحظة لم يتم تسليم الجناة كما طلب الجيش العراقي في ذلك الوقت.
وتبدو البلدة ذات الاغلبية الايزيدية، منسية من الحكومة الاتحادية على الرغم من المجازر التي واجهها ابناء تلك المدينة خلال سيطرة "داعش"، وما زال نحو نصف سكانها مفقودين.
امس قال محما خليل، وهو قائممقام سنجار المخلوع من قوات الـ(pkk) ان "داعش" بدأ بمهاجمة بعض القرويين في المدينة، بعد نحو عامين من اعلان بغداد النصر على التنظيم.
وفي مطلع العام الحالي، نفذ الحزب المعارض لتركيا (pkk) انقلابا سياسيا في سنجار، ازاح من خلاله الادارة السابقة المنتخبة من مجلس محافظة نينوى في 2015، وشكل ادارة جدية تحت قيادته.
وكانت هذه هي المرة الاولى منذ عقود يسيطر فيها حزب غير عراقي على مقاليد السلطة، حيث يضم عناصر تحمل جنسيات متعددة، منها تركية وأوروبية وسورية.
وخلال السبعة اشهر الماضية، ضربت الادارة الجديدة بدعم من جهات سياسية في العراق، طوقا على سنجار ومنعت الحكومة الاتحادية من التدخل.
وفي الشهر الماضي قال رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ان الاوضاع الحالية في سنجار غير مقبولة، مشددا على ضرورة أن تدار من قبل اهلها.
وكان مسؤولون في سنجار، قد حذروا قبل اسابيع من جهات "اتت من خارج الحدود" تفرض قوانينها والاتاوات وتخلق الرعب وتمارس القتل والخطف في مدينة سنجار.
وقال المسؤولون ان سنجار تعيش في الفترة الحالية وضعا مأساويا، وتوجد فيها حالة من اليأس بين سكانها بسبب "غياب القانون وهيبة الدولة".
وفي آب 2014 تعرض الايزيديون في سنجار لأسوأ مجازر على يد تنظيم داعش، اسفرت عن قتل نحو 1300 إيزيدي، فيما تسبب بنزوح 360 ألف آخرين من أبناء الطائفة.
وبحسب آخر إحصائية للمديرية العامة لشؤون الإيزيدية في وزارة أوقاف حكومة إقليم كردستان، أن "عدد الإيزيديين الذين ما زالوا مجهولي المصير بلغ 3117".
مؤخرا شرع الطب العدلي في بغداد بإجراءات التعرف على هويات 141 جثة، استخرجت من مقابر جماعية في سنجار والتي تقدر بنحو 70 مقبرة.
وبدأت الأمم المتحدة تحقيقها مع استخراج أولى جثث ضحايا داعش حول بلدة كوجو في سنجار في آذار الماضي .
وقالت الامم المتحدة في أيار الماضي إنها نبشت 12 من بين 16 موقعاً تم تحديدها حول كوجو.
لكن الطب العدلي قال إن المرحلة التالية للتعرف على رفات الضحايا ستكون صعبة جدا.
ووسط تلك الاحداث ما زال ابناء تلك المدينة يتعرضون بين حين وآخر لهجمات يعتقد انها من تدبير تنظيم داعش.
وقال محما خليل في بيان امس، ان "هناك خلايا ارهابية نائمة في منطقة الجري التابعة لقضاء سنجار بمحافظة نينوى"، مبينا ان "هذه الخلايا تقوم بين فترة وأخرى بمهاجمة الفلاحين والمزارعين الايزيديين في منطقة كوهبل المتاخمة للجري، امام مرأى ومسمع قوات الجيش المتواجدة هناك".
واضاف ان "آخر هجوم قامت به هذه الخلايا الإرهابية ليلة امس، بقيام اربع سيارات يستقلها مسلحون بمهاجمة الفلاحين والمزارعين الايزيديين في كوهبل"، مشيرا الى ان "الفلاحين تصدوا للهجوم دون اي مساعدة من الجيش في المنطقة الذي لم يحرك ساكنا للاسف الشديد".
وطالب خليل بـ"استبدال قوات الجيش في المنطقة والتابعة للفرقة 15 لعدم قدرتهم على ضبط الامن في المنطقة"، لافتا الى ان "هذه الخلايا الارهابية النائمة يمكن ان تتسبب بهجرة عكسية للايزيديين، فضلا عن تسببها بإجهاض كل الخطط التي تقوم بها الحكومة العراقية بعودة النازحين الى مناطقهم".
وأوضح انه "كلما شرعت واعلنت الحكومة عن خطة لاعادة النازحين الايزيديين الى مناطقهم، تقوم هذه الجماعات الارهابية بمهاجمة الفلاحين والمزارعين في المنطقة"، محذرا "من استمرار هذا المسلسل الارهابي في المنطقة دون اي رادع".
ودعا خليل رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي ومحافظ نينوى منصور المرعيد والقوات الامنية المتواجدة الى "النظر لهذه المسألة بأهمية".
اترك تعليقك