شيار شيخو/ أربيل
ضمن مناقشة الكتاب رقم 92 في نادي المدى للقراءة أربيل أستضاف النادي الكاتب والروائي العراقي المغترب في المانيا الروائي نجم والي بمناسبة اختيار روايته ( إثم سارة )
كموضوع للمناقشة بين أعضاء النادي وقد شارك في تقديم الرواية عضو النادي الشاعر السوري ( زوراب عبد العزيز) الذي قدم قراءة تحليلية للرواية وتعريف بالروائي نجم والي فهو ابن البصرة إختارالمنفى منذ ثمانينيات القرن المنصرم رغماً عنه ليستقر به القدر في ألمانيا التي درس فيها الأدب الالماني بهامبورغ ومن ثم الأدب الاسباني في مدريد ليبدأ بعد ذلك خوض تجاربه المتعددة في عالم الكتاب ما بين تأليف وترجمة , فمن أهم رواياته كانت : ( الحرب في حي الطرب , مكان اسمه كميت , تل اللحم ) بالإضافة الى رواية ملائكة الجنوب من إصدار دار المدى هذه الرواية التي وصلت الى القائمة القصيرة لجائزة يان ميشلسكي العالمية للآداب , وعن إسهاماته في الترجمة نقل عن الإسبانية مسرحية : خطبة لاذعة ضد رجل جالس , لغابرييل غارسيا ماركيز وعن الألمانية قصائد لمشائيل كروجر ,بالإضافة الى ترجمة الرواية الشهيرة لغوته ( آلام فرتر ) كأول ترجمة عن الألمانية , هذه المسيرة الأدبية الحافلة أغنت بحضورها في النادي حيث واجه الأستاذ نجم قرّاءه من النادي في مناقشة مفتوحة حول رواية سارة التي خرجت كالعادة عن المألوف والمكبوت بجرأة الموضوع والمكان وحتى بأبطالها وكانت تجربة جديدة أضيفت الى أعمال نجم والي المزيد من العمق في الطرح ووضع الإصبع على الوجع في المجتعات العربية
وعن الرواية ومن خلال قراءته لها وإطلاعه على أهم جوانبها مشيراً الى نبذة فكرة وموضوع الرواية التي تحكي عن قصة شابة من عائلة سعودية ثريّة تعيش في الظهران. منذ طفولتها كان عليها أن تعيش في صراع مع خالها المتعصب. وبسبب تمردها المتواصل تُطرد وهي تلميذة من المدرسة. ونظراً لعلاقات أبيها الذي يعمل متعهداً بتجهيز المواد الغذائية واللوجستية لشركة النفط آرامكو وللقاعدة الأميركية في الظهران، تعثر على مكان لها في مدرسة مختلطة تابعة للقاعدة الأميركية. رغم ذلك لم يتوقف الخال الذي يخشى من أن تكون البنت المتمردة سبباً بإلحاق الضرر بشرفه وسمعته كشيخ معروف على طول البلاد وعرضها، عن محاولاته لإخضاعها إلى سلطته. وعندما تقع بحب ابن خياط بسيط ومتواضع لن يعرف الخال أية شفقة أو رحمة. لقد سبق وأن هربت امرأة من العائلة مع صانع يدوي وجلبت لها العار. لا يمكن أن يحدث ذلك مرة ثانية. الزواج الذي خطط له الخال لإبنه ناصر الذي كان يدرس في جامعة المنامة في البحرين ينتهي بفضيحة كبيرة تجبر الزوجين الشابين على الهروب إلى لندن. منذ ذلك الحين والفتاة في سباق مع الزمن: تعرف ما ينتظرها في حالة عودتها إلى السعودية,الرواية تتحدث عن الصداقة والحب والخيانة والذنب فالكاتب يروي سيرة فتاة شابة لاتعرف الخوف تدافع عن نفسها بكل الوسائل وهي تبحث عن الخلاص في مجتمع مغلق , وقد أوضح عضو النادي زوراب الى أن المشهد الصادم في الرواية من وجهة نظره كان ( لحظة فض بكارة سارة على يد خالها الداعية الظلامي ) فالبرغم من عدم الخوص بالتفصيل في هذا المشهد من قبل الكاتب إلا أن إقحام هذا الحدث بحد ذاته كان تحوّلاً جوهرياً في صلب الرواية .
-وبالانتقال الى القراء كانت هنالك وجهات نظرعديدة ومختلفة حول رواية إثم سارة من الحضور الذي تنوع بين طلاب وعشاق الأدب وأعضاء النادي حيث كانت من بين المداخلات الملفتة من قبل أحد أعضاء النادي الإشارة الى إصرار الكاتب نجم على كسر التابوهات من سياسة وجنس ودين في المجتمعات العربية الأمر الذي يبدو واضحاً عبر أعماله السابقة
اترك تعليقك