صفقة أربيل للعقد المعدل  مع كاتانيتش تورِّط الحكومة بهدر المال

صفقة أربيل للعقد المعدل مع كاتانيتش تورِّط الحكومة بهدر المال

 اتحاد كرة القدم خارج ضوابط لجنة القرار 140 .. لماذا؟!

 كيف سكتت لجنة المنتخبات على إهانة المدرب العراقي ؟!

 (أرزاق على باب المنتخب) شهادة دامغة لعملية تخريب اللعبة

 متابعة:إياد الصالحي

تواترت الاخبار المسرَّبة من مقر اتحاد كرة القدم عن مصير المدرب السلوفيني ستريشكو كاتانيتش بُعيد إتخاذ المكتب التنفيذي للاتحاد قراره بإعادة النظر في عقد المدرب وفقاً لمصلحة المنتخب الوطني وتدعيمه بفقرات عدة لغرض التعاقد معه للسنة الثانية، تمهيداً لمباشرته المهمة الاستعدادية لخوض أولى مباريات التصفيات القارية المزدوجة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، فهناك من يؤكد أمضاء العقد وبدء مرحلة جديدة من العمل بهدف العبور الى المرحلة الحاسمة من التصفيات والظفر ببطاقة التأهل، والبعض الآخر أشار الى تعثّر التفاوض مع كاتانيتش لرغبته العمل دون إملاء أو شرط في الجانب الفني.

إن اجتماع المكتب التنفيذي لاتحاد كرة القدم يوم الاثنين 19 آب 2019 برغم استغراقه ثلاث ساعات لم يكن منتجاً على صعيد تقييم رؤية استمرار كاتانيتش من عدمه، وكانت مادة الاجتماع الأولى هي مناقشة تقرير لجنة المنتخبات التي أقترحت منح الثقة للمدرب في ظل عدم وجود الوقت الكافي لتسليمها إلى مدرب وطني أو أجنبي يُكمل المشوار مع الأسود، وتجلّى تردّد الاتحاد بشأن موقفه حينما أصدر قرار تأجيل حسم مصير كاتانيتش إلى اجتماع أربيل لإعادة النظر في فقرات العقد وإلزام المدرب بشروط معينة قبيل توقيعه، وهذا ما يحتمل قبوله أو رفضه، ولو كان لدى الاتحاد قرار واثق يؤمّن مصلحة اللعبة ويحرص على الوقت الثمين والفاصل لمباراة المنامة يوم 5 أيلول المقبل لأستبق الحدث قبل بطولة غرب آسيا وأجتمع مع المدرب وألقى بورقة تعديل العقد على طاولته لتكون البطولة "الاختبار الأصلح" لقوة الانسجام في الملاك أو ضعفه وفقاً لحصيلة العمل المشترك.

الغرابة في استعانة المكتب التنفيذي بتوصية لجنة المنتخبات هذه المرة تسترعي وقفة فنية مسؤولة لمحاسبة اللجنة أولاً عن دورها الضعيف في عدم مواكبة المدرب منذ أول مهامّه مع الكويت يوم 10 أيلول 2018 حتى آخر مباراة تحت قيادته يوم 14 آب 2019 أمام البحرين، ولم يتعامل رئيسها الذي هدّد أكثر من مرّة بالاستقالة ثم تراجع عنها لإبعاد نفسه عن شبهات التقصير بغياب تقارير مهنية وتفصيلية تبيّن جدوى استمرار كاتانيتش من عدمها، بدليل أن 18 مباراة ودية ورسمية بإشراف المدرب لم تطرح لجنة المنتخبات رأيها عنها بشكل واضح، ودائماً ما يلجأ رئيسها الى تسطيح الأمر بتصريحات مقتضبة تطالب الإعلام والجماهير بإعطاء فرصة تلو الفرصة دون الحديث الفني المُدعَم بتحليل وإحصائيات لم يبق متابعاً حصيفاً إلا وتناولها في مواقع التواصل الاجتماعي، بينما ظل رئيس لجنة المنتخبات والأعضاء في سبات عميق منذ البطولة الدولية الرباعية في السعودية تشرين الأول 2018 وتلتها بطولة كأس آسيا 2019 اللتين أثارتا الشكوك والقلق بأسلوب إدارة المدرب للمنتخب وسخط الجماهير من استمراره ولم تتحرّك اللجنة لوضع المكتب التنفذي بالصورة الواقعية بسبب وقوع رئيس اللجنة بين أمرين كونه عضو اللجنة الثلاثية التي أبرمت العقد مع كاتانيتش برفقة شرار حيدر وغالب الزاملي ويتحمّل تبعات الاختيار غير الموفق وثانياً رئاسته لجنة المنتخبات المسؤولة عن تقييم المدرب ووجوب إظهار ملاحظاتها عنه، وبذلك ضاع وقت طويل لم يستغل لكشف الحقيقة الفنية بسبب حرج رئيس اللجنة وخشيته من قول لا لإستمرار كاتانيتش حتى عندما أهان قيمة المدرب العراقي بمطالبته إقالة الكابتن أحمد خلف مقابل إبعاد نجله أوسكار عقب فضح أكذوبة عمله التدريبي، فكيف يتساوى مدرب كفء مُعتمد ومعيّن من اتحاد رسمي بقرار أعفاء متبادل مع مدرب وهمي أخفى أبوه الحقيقة عن الجميع ولم يتعرّض للمساءلة القانونية؟!

سنة كاملة منذ بدء المهمة يوم 5 أيلول 2018 لم تكن نتائج المدرب مقنعة، وما أنفك من تجريب اللاعبين ومنع الفرصة عن آخرين بسبب تدخّل مقرّبين منه كشف الزميل طلال العامري جزءاً من الواقع المرّ الذي يمكن أن يُعد كسيناريو لقصة ( أرزاق على باب المنتخب ) ليس مع هذا المدرب فحسب، بل مع من سبقه أيضاً اشترك فيها إداريون وإعلاميون وحتى وكلاء أعمال مدربين ولاعبون ومواقع الكترونية بحسب المعلومات المتداولة، وحتى هناك من لمّح عنها في مقالات وتقارير لم يعر لها الاتحاد أي أهمية، فحلّت الفوضى ودفع الأسود الثمن بصعوبة تعزيز ثقتهم بأنفسهم قبل منحهم شرف تمثيل المنتخب في تصفيات القارة المزدوجة.

18 مباراة ودية ورسمية تحت قيادة ستريشكو كاتانيتش توضّح الفارق الفني بين كرتنا والآخريات من شرق وغرب آسيا كحصيلة رقمية ومستويات وتاريخ يضع اتحاد الكرة أمام محطة مفصلية لاتخاذ القرار الأصوب بدلاً من استنزاف الوقت بلا فائدة، وجاءت نتائج المباريات كالآتي:

10 أيلول 2018 الكويت 2–2 العراق (ودية – الكويت)

11 تشرين الأول 2018 العراق 0–4 الأرجنتين (البطولة الرباعية – الرياض)

15 تشرين الأول 2018 السعودية 1–1 العراق (البطولة الرباعية – الرياض) 

20 تشرين الثاني 2018 العراق 0–0 بوليفيا (ودية – دبي)

24 كانون الأول 2018 العراق 2–1 الصين ( ودية – الدوحة)

28 كانون الأول 2018 العراق 1–0 فلسطين (ودية – الدوحة)

8 كانون الثاني 2019 العراق 3–2 فيتنام (كأس آسيا – دبي)

12 كانون الثاني 2019 اليمن 0–3 العراق (كأس آسيا - دبي)

16 كانون الثاني 2019 إيران 0–0 العراق (كأس آسيا – دبي)

22 كانون الثاني 2019 قطر 1-0 العراق (كأس آسيا – أبوظبي)

20 آذار 2019 العراق 1–0 سوريا ( بطولة الصداقة – البصرة)

26 آذار 2019 العراق 3–2 الأردن ( بطولة الصداقة – البصرة)

7 حزيران 2019 تونس 2-0 العراق ( ودية – تونس)

30 تموز 2019 العراق 1-0 لبنان (غرب آسيا – كربلاء)

2 آب 2019 فلسطين2:1 العراق (غرب آسيا- كربلاء)

8 آب 2019 سوريا 0:0 العراق (غرب آسيا – كربلاء)

11 آب 2019 العراق 1:2 اليمن (غرب آسيا – كربلاء) 

14 آب 2019 العراق 1:0 البحرين (غرب آسيا – كربلاء)

ثمة تساؤل مطلوب في المرحلة الآنية: ما موقف لجنة تنفيذ القرار 140 من هدر مليون و200 ألف دولار في صفقة مع مدرب لم يكن بالهوية الفنية المناسبة لكرتنا، ولم يحقق ما نتمناه للمنتخب في طريق التأهيل المتكامل للاعبين برغم تمتعه بعام كامل من الحرية المطلقة في اختيار اللاعبين وتعزيز المراكز بقرارات منفردة؟ هناك اتحادات تستعد لدورة طوكيو الأولمبية 2020 بلاعبين أو خمسة ولديهم طموحات كبيرة لتحقيق أرقام تأهيلية ومع ذلك يواجهون مصاعب كثيرة من أجل استحصال دعم مالي من لجنة القرار 140 التي تحوم حولها شبهات التقصير في عملها من خلال تشكّي رؤساء الاتحادات من تأخر اصدار الموافقات على صرف مبالغ تعزّز خطة تحضير الابطال للاولمبياد، بينما اللجنة هذه تلزم الصمت أزاء هدر مليون و200 ألف دولار على عقد لم يستفد المنتخب الوطني منه، ولو كان كاتانيتش جيداً ومصدر ثقة فنية لتجديد العقد لماذا يشترط الاتحاد وجود مدرب مساعد ومحلل فني وربما مستشار للعمل معه؟

إن صراحة الخبير الرياضي د.باسل عبدالمهدي في الحلقات الثلاث من حديثه مع الزميل د.عمار طاهر في صحيفة الزمان جاءت بتوقيت مهم جداً وهو يشير الى ( وجوب حصول إجراء مستقبلي على اتحاد القدم سواء حكومي أو غير حكومي لأن البقاء على الوضع الحالي لا يمهّد لمستوى كروي عراقي يستحقه بلدنا، ويجب أن يعي ويتقبّل أصحاب القرار في اتحاد كرة القدم أن بقائهم على مثل هذا النظام لمدة أربع وخمس سنوات متتالية، هي عملية تخريب حقيقية للعبة ومستوياتها) وهذا مؤشر حقيقي متفق عليه من أغلب المراقبين لإدارة اللعبة، ويلقي المسؤولية الكبيرة على من يتعامل رسمياً مع الاتحاد من ناحية منح المال لغياب السياسة الحكيمة في إنفاقه، والحكومة ممثلة بلجنة تنفيذ القرار 140 مقبلة على ورطة كبيرة إذا ما أقدمت على مصادقة العقد المعدّل لكاتانيتش كون المال يمنح من خزينة الحكومة المرهقة بأولويات تتقدم على استحقاق كاتانيتش ويمكن أن يستحصل اتحاد كرة القدم قيمة العقد من المنح القارية والدولية وعوائد نقل الدوري والشركات الراعية وغيرها من المدخولات التي لا علاقة لها بالخزينة. 

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top