الاستقالة ضرورة لفضح خبايا الكراسي وانتشال كرة المآسي

الاستقالة ضرورة لفضح خبايا الكراسي وانتشال كرة المآسي

 شرار حيدر: هاجمني الغارقون في خطايا التزوير .. والاتحاد يسرّب القضايا السلبية ضدي!

 تفاوضنا مع كاتانيتش فوق الشبهات.. وحرب السماسرة خاسرة

 لا توجد عدالة في توزيع أموال الدولة.. والتربية تحجب عنا الدعم منذ 5 سنوات

 

بغداد/ إياد الصالحي

 

- الجزء الثاني –

 

أكد شرار حيدر رئيس نادي الكرخ الرياضي أنه غير نادم بـاتخاذ قرار الابتعاد عن عمل اتحاد كرة القدم بعدما حسم استقالته من منصبه كنائب أول لرئيس الاتحاد كانون الأول 2018 في التوقيت المناسب إيماناً منه أن مبادئ اصلاح المنظومة التي نادى بها لن تنفذ، مشيراً إلى أن قناعته بالاستقالة جاءت في ظل اختلافه الواضح مع بعض اعضاء الاتحاد في الغايات والأهداف واسلوب العمل والنوايا وطريقة التفكير وعدم الجدية في تصحيح الأخطاء.

وقال شرار في حديثه للمدى:" جاءت استقالتي حِفاظاً على عدم عرقلة عمل المؤسسة، وما دفعني للتعجيل بالابتعاد عن عمل الاتحاد أن معلومات كثيرة في قضايا سلبية كانت تسرّب ضدي ضمن قنوات مغلقة وأحمَّلْ مسؤوليتها وهي ليست صحيحة، أي ما يتحقق من أشياء إيجابية يُحجب أسمي فيها ويُكرّس فقط للسلبيات، فانسحبت بهدوء دون أن أسيء لزملائي، وتمّت المصادقة على الاستقالة في اليوم التالي، وكأن بعض الاعضاء كان يترقبها".

 

 

ضغوط سلبية

واضاف: من الأمور التي ضغطت بشكل سلبي على عملي وقرّرت أن أنهي مشواري في الاتحاد هو مسألة التصدّي لمنع قرار زيادة الدوري الى 28 وضحّيت بفريقي الكرخ بعدم مشاركته الموسم قبل الماضي، وأكدت على ضرورة هبوط فريقين برفقة أربيل مع أن الموسم مخصّص للتراخيص وعدم وجود هبوط للدرجة الأولى، ثم موضوع استقلالية اللجان كنت من أشد المطالبين بذلك وسط تمسّك اعضاء الاتحاد بها بذريعة أنها جزء من حقوقهم المثبتة في النظام الاساس وكأنه ملحقة مع كراسيهم، وكذلك احتضان الكفاءات وعدم معاداة الرموز مثل الكابتن عدنان درجال الذي عُدّ خائناً ومزوّراً، مثل هكذا تعامل مرفوض، بل مُشين أخلاقياً ومهنياً"!.

 

حل ثلاثة منتخبات

 

ولفت الى أنه "من الأمور التي أفتخر بها هي مساهمتي في الحدّ من مأساة التزوير التي عانى منها العراق مدة خمسة عقود حيث حمّلني بعض اعضاء الاتحاد والمدربين مسؤولية حل ثلاثة منتخبات كوني رئيساً للجنة المعنية بذلك، وتحمّلت تبعاتها لثقتي بعملي، مع أن القرار اتخذ بالاجماع في الاتحاد ولا عزاء لمن هاجمني في البرامج التلفازية لأنهم غارقون بخطيئة جُرمهم بعلمهم وسكوتهم على التزوير".

ويرى شرار أن "تقصّي إعلامنا عن ملف التزوير كان قوياً ومؤثراً في فضح اللاعبين المزورين، واصبحت صورتنا سيّئة أمام العالم بتحقيق انتصارات وهمية مع بطولات الفئات ونخرج بهزائم مريرة مع الكبار، والفضيحة تفاقمت بعد أن تم اكتشاف مهاجم بارز أنه كان يلعب باسم شقيقه، ولاعب آخر زوّر عمره أربع سنوات وانتزع حق موهوب بعمر سليم، وتم التلاعب بالبيانات الاساسية في المدارس الابتدائية كي لا يكتشف العمر الحقيقي، وهناك من اتخذ التزوير عملاً للارتزاق من خلال وساطته بين اللاعب والمدرب وبعض الضباط والمسؤولين عن اصدار الوثائق الرسمية، كلا ثم كلا ثم كلا للتزوير.. قلتها بصوتٍ عالٍ ولم اسكت.. سمعتنا أولاً".

 

 

الجميع يتحمّل التزوير

واستدرك "في زمن ناجح حمود لم أسكت على التزوير برغم عدم توفّر أدلة دامغة، فالجميع يتحمّل المسؤولية اللاعب وأسرته وبعض الأندية التي تسعى لتحقيق بطولات الفئات بلاعبين مزوّرين، وبعض إداريي المنتخبات الوطنية كانوا سبباً في تسهيل معاملات التزوير وكذلك مدربيها يعلمون بجريمة التزوير، وأن جوازات اللاعبين غير صحيحة، ووصل الحال الى نجوم كبار في المنتخب الوطني يتوسّطون لدى وزارة الداخلية من أجل إعادة بيانات جوازاتهم وفقاً لمواليدهم الصحيحة قبل التزوير!"

 

 

التنفيذية حسمت العقد 

وبشأن ما أثير من لغط عن رئاسته لجنة التفاوض للتعاقد مع المدرب السلوفيني ستريشكو كاتانيتش وملاكه المساعد، قال شرار "تبعات اللغط حول قيمة عقد كاتانيتش لم تكن سبباً في استقالتي مثلما اشيع للتهرّب من المسؤولية، فاللجنة فوق الشبهات وخاب سعي أحد الوكلاء في دبي لتشويه سمعتنا كجزء من حرب السماسرة للفوز بعقد مدرب العراق بعدما خسروا الفرصة إثر قرار اتحادنا بعدم التفاوض مع وكيل أعمال المدرب، بل مع المدرب نفسه، وهنا لا بد من التوضيح أننا تفاوضنا مع ثلاثة مدربين قبل كاتانيتش ولم نتوصّل الى حل لاسباب مختلفة، أما كاتانيتش فتم التفاوض معه في أربيل بحضور رئيس الاتحاد عبد الخالق مسعود، ولم يكن للجنتنا أي قرار بات في التعاقد معه، ووافق أعضاء اللجنة التنفيذية على مقترح لجنتنا وحسموا التفاوض معه وعملوا له مؤتمراً صحفياً وصاغوا قرار تسميته وبنود التعاقد".

 

 

منجز التفاوض المالي

وكشف شرار أن "لجنتنا الثلاثية لم تتفاوض مالياً مع المدرب وحده، بل كملاك متكامل يضم مدرب ومدرب مساعد ومدرب حراس ومدرب لياقة بدنية، كلهم بمبلغ مليون و200 الف دولار، وهذا يمثل إنجازاً كبيراً إذا ما علمنا أن مدربي بعض المنتخبات الخليجية يتقاضون وحدهم خمسة اضعاف هذا المبلغ، ولو جمعنا استحقاق المدرب العراقي مع ملاكه المساعد لمدة سنة واحدة سيكون الناتج مبالغ مهولة ومقاربة لما يتقاضاه السلوفيني ومساعديه، وصراحة لم أكن شاهداً على كثير من الأمور ما بعد حصول الموافقة على تسمية كاتانيتش من حيث صياغة بنود عقده والجلوس معه للتفاهم حول أجندته وإلى غير ذلك من إلتزامات خاصة بينه وبين الاتحاد لابتعادي عن الأخير بعد تقديم الاستقالة".

وشدّد شرار، على أن "اختيار كاتانيتش لم يأت اعتباطاً، بل لقناعتنا بمؤهلاته، فقد أهّلَ منتخب بلاده الى كأس العالم 2010 ثم عمل مع الإمارات وتعايش مع بيئة العرب واجتهد معها لولا سوء الحظ في مباراتيه مع منتخبي الكويت ولبنان، وثالثاً لكونه من أوروبا الشرقية التي عُرف عن انسجامهم الكبير مع العرب وقدرتهم على التطبّع معهم، واليوم كانت حصيلة عمل كاتانيتش جيدة بعد أن عمل على صناعة منتخب جُل عناصره محلية إثر مراقبته لهم في الدوري مثلما شهدت ذلك بطولة غرب آسيا التاسعة دون مشاركة المحترفين، وقدّمَ اللاعبون مستويات جيدة فيها، أما رضا الجماهير من عدمه أمر طبيعي، فمهمّة المدرب من أصعب المهام لأي منتخب في العالم".

 

 

تقييم المدرب

وعن تقييم المدرب بعد أول مباراة أمام البحرين، قال "ليس لنا حق في محاسبة كاتانيتش على نتيجة مباراة المنامة في أول مهام الأسود في تصفيات كأس العالم 2022 بسبب عدم توفر فرصة لتدريب المنتخب إلا قبل ثلاثة أيام في ملعب نادي الكرخ بالتحاق تسعة لاعبين فقط لتعذّر ارسال الاندية الخارجية لاعبيها قبل 72 ساعة من المباراة حسب التعليمات، ثم إن دورينا لا يؤهّل لاعباً مرموقاً على مستوى المنتخب الوطني والتوضيح هنا يطول، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن اتعاطف مع كاتانيتش فقد آلت مباراة البحرين الى خيبة أمل والمستوى والأداء كانا سيّئين وخياراته الفنية كانت سيئة جداً، وهنا استغرب مهاجمة المدرب فقط وعدم محاسبة أداء اللاعب السيئ! لماذا لا يُحاسب هؤلاء على مستواهم لا سيما أن بعضهم محترف وآخر يلعب في فريق جماهيري يمنحه مبالغ طائلة، لا بد أن نحكم بانصاف فالاحصائيات صادمة ولا تعد، كم تمرير سليمة وكم تسديدة مؤثرة نحو الهدف وكم هجمة منظمة، وكم كرة فقدت من دفاعنا، كل هذه تؤكد أن لاعبنا لم يتمرّن بجدية ولا بد من محاسبته مستقبلاً".

وعدّ شرار مجموعتنا في تصفيات كأس العالم 2022 بالصعبة، مبيناً أنه " لم تزل أحلامنا وبطولاتنا أسيرة الفوز بكأس الخليج والعالم العسكري ومرديكا، بينما العالم يتطوّر بسرعة، وهناك من يصرف مليارات الدولارات لصناعة منتخب قوي ويجلب مدربين أجانب للاستفادة من خبراتهم، إلا نحن نعده عدوّاً ونهاجمه إذا ما أخطأ قليلاً، وهذا الأمر يقوّض الثقة به ويحبط معنوياته".

 

 

المدرب الوطني المساعد

وعزا شرار قبول كاتانيتش تعديل عقده مع الاتحاد قبل أيام من بدء تصفيات المونديال بضمّه مدرباً وطنياً لملاكه الى اسباب مختلفة منها قناعة المدرب بوجود خلل في الملاك التدريبي المساعد الذي اختاره أو وجود ملاحظات فنية متفق عليها بينه وبين الاتحاد، وفي كل الاحوال لا بد من وجود مدرب محلي يكون همزة وصل بين اللاعبين وكاتانيتش يُطلعه عن بعض الأمور في التدريب أو المباراة ويقدم نصيحة ربما غفل عنها، وأيضاً كدعم معنوي يشعر اللاعبين أن هناك لغة مشتركة تجمعهم مع المدرب المساعد يمكن مساعدتهم في تذليل مسألة ما خلال التصفيات".

 

 

انتظروا.. واحكموا

وعن مطالبة البعض بعودة المدرب الوطني، تساءل شرار "هل أن العودة الى المدرب الوطني يُلزم الجميع بالصمت حتى نهاية المرحلة الثانية، هل سَلمَ باسم قاسم وحكيم شاكر وراضي شنيشل وأكرم سلمان ويحيى علوان من حرب النُقاد في الإعلام والفيسبوك؟ إن أحد أهم أهداف التعاقد مع كاتانيتش هو تحقيق التأهل الى كأس العالم، فكيف تتم إقالته بعد أول مباراة في التصفيات؟ هذا خطأ فادح، انتظروا نهاية مرحلة الذهاب وأحكموا".

 

 

ديون متراكمة

وعن استعداد إدارة نادي الكرخ للموسم الحالي، قال "إدارتنا قادرة على العمل بالممكن في ضوء الظروف الصعبة التي تدفع الحكومة أحياناً لاتخاذ قرار التقشف العام، ومع ذلك لا بد من القول إن وزارة التربية تخلّت عن تعهداتها على مدى خمسة مواسم لم تمنح نادي الكرخ ديناراً واحداً، وتراكمت علينا الديون لاسيما في موضوع التراخيص حيث أن جميع اللاعبين وقعوا عقودهم ودفعوا الرسوم الضريبية في مقر الوزارة وسُلّموا الإيصالات ولم تفِ الوزارة بشيء، علماً أننا اتخذنا قراراً إدارياً قبل اربعة مواسم للعمل بالراتب الشهري في النادي، ولم نستطع إنهاء ملف الديون البالغ أربعة مليارات ونصف المليار دينار لموسمين خاصة بعقود ألعاب كرة القدم والسلة واليد ومشروع بناء ملعب النادي وفقاً لضوابط لجنة التراخيص مع انه ظهر من أجل أندية العاصمة ونال اعجاب الوسط الرياضي".

 

 

لاعبون مغمورون

وبيّن أن فريق الكرخ فقد هذا الموسم سبعة عشر لاعباً من خيرة اللاعبين الذين بذلنا جهوداً كبيرة من أجل بروز إمكانياتهم، ومبدأنا أن كل من لا يرغب في اللعب لنادينا لن نتمسّك به مهما كان حجمه، البعض وافقنا على تمثيلهم اندية اخرى بمقابل مادي، وآخرون استغنينا عنهم بلا مقابل، المهم اليوم استقطبنا لاعبين شباب من دوري الدرجة الأولى، وعمل معهم الملاك التدريبي بجهد مضاعف خلال الشهرين الماضيين مع قناعتنا أن هؤلاء المغمورين سيكون لهم شأن كبير بالرغم من انهم يتقاضون رواتب شهرية تتراوح بين (750 ومليون ونصف المليون دينار).

 

 

مقترح عبطان

وأكد شرار: "لا توجد عدالة ومساواة في توزيع المال العام على الأندية، وكان هناك قرار لمجلس الوزراء على خلفية مقترح وزير الشباب والرياضة السابق عبد الحسين عبطان من أروع القرارات التي مرّت بها الاندية العراقية، بموجبه تمنح اندية المؤسسات ملياري دينار سنوياً خمسين بالمئة تخصّص للبنية التحتية المعدومة عند أغلبها، ما معنى أن مليار دينار فقط سيخصص لفرق النادي ويؤسّس لنظام شبه الاحتراف، وتُعامل كل المؤسسات سواسية بالأموال، وبهذا ستبرز الإدارة الصحيحة، لكن القرار لم يُنفذ للاسف".

 

وتساءل: كيف تسمح الدولة أن يتمتع ناد تابع لمؤسسة رسمية بميزانية سنوية تتراوح بين 10 الى 12 مليار دينار ويسمح لها أن تستقطع مبالغ من موظفيها لدعم النادي، بينما نادٍ آخر تابع لمؤسسة رسمية أيضاً لا يحصل على الميزانية ولا نسبة الاستقطاع بذريعة عدم وجود سند قانوني برغم أن المؤسستين تتبعان الدولة والضوابط والتعليمات نفسها؟!".

 

وقفة مع الإعلام

واختتم شرار حيدر حديثه: "نشعر بفخر كبير دون مبالغة بوجود إعلام حقيقي يجابه الأزمات بقوة وإيمان وبشرف المهنة ونزاهة الضمير لفضح الفساد وتقويم الاعوجاج الذي يصيب بعض الاتحادات والأندية وحتى المؤسسات القيادية، ويقف بحزم لانتشال الرياضة العراقية دون أن يُعطي حُكم منحاز الى طرف ما، هذا الإعلام يرفع الرأس ويُحترم ومتمثّل في عديد الإعلاميين المؤثرين، ويقابله إعلام الإثارة والاستفزاز والابتزاز بنسبة قليلة مدعوم من بعض المؤسسات التي تمتلك المال ودورهم مكشوف في الوسط الرياضي، وهناك ظاهرة خطيرة يجب أن يوضع حدّ لها من اصحاب المهنة وهي بروز إعلاميي الفيسبوك ويقدمون انفسهم ضمن الحراك المهني! والصحيح هُم نشطاء أو مدوّنون في مواقع التواصل، وبالتالي لا بد من إعادة النظر في هذه الحالات لمصلحة الرياضة والإعلام".

 

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top