محمد كاظم مزعل: صفاء لم يتخاذل في تايلاند.. ولن يجد النبّاش مستوراً يفضحنا
لم اتسلّم رواتب موظفي اللعبة وبخلافه سأمثل أمام القضاء
بغداد / إياد الصالحي
أكد محمد كاظم مزعل رئيس اتحاد رفع الأثقال أن بطولة العالم للرجال والنساء التي جرت في بتايا التايلاندية للفترة من 18- 27 أيلول 2019
تعتبر من البطولات القوية، المؤهلة الى أولمبياد طوكيو 2020، وكان فارق المستوى بين الرباعين كبيراً عن البطولات السابقة، إذ بلغ عدد الدول المشاركة 87 دولة، كنا نتمنى أن تثمر مشاركة منتخبنا الوطني عن نتائج جيدة، لكن سوء الحظ حال دون تحقيق ذلك.
وقال مزعل في حديث خاص للمدى بُعيد عودة البعثة ظهر أمس الأول السبت من تايلاند:" شارك منتخبنا بالرباعين أحمد فاروق وزن 81كغم، وصفاء راشد وزن 89كغم، ومهند عبد الحسن وزن 102كغم، وسلوان جاسم وزن 109كغم، علماً لم يكن الهدف من مشاركة سلوان المنافسة في البطولة، بل لغرض الفحص فقط حسب القانون الدولي لمن يشترك في ست بطولات عليه أن يجري الفحص في أربع منها، وتحسب له المشاركة لاستيفاء شروط التأهيل".
إصابة صفاء
وأضاف: لم نوفّق في البطولة بشهادة رئيس اللجنة الأولمبية رعد حمودي الذي حضر لمشاهدة الانجاز العراقي لأنه واثق من عمل اتحاد الأثقال في تأهيل الرباعين الابطال حيث كان استعداد صفاء راشد يؤهله لانتزاع الميدالية الذهبية بحظ وافر، لكنه أصيب قبل يومين من بدء المنافسة، وقال لا استطيع الاستمرار لوجود ألم شديد في الظهر، ولما تم عرضه على طبيب مختص تبيّن وجود مضاعفات لإصابة سابقة في إحدى الفقرات، ما شكّل ذلك صدمة كبيرة لنا، ولا صحّة لمن روّج خبر إتهام الاتحاد لصفاء بأنه متعمّد أو خائن للمهمة الوطنية، صفاء ابن العراق، ونراهن عليه لتحقيق المزيد من الانجازات مستقبلاً".
وأوضح:" تم زيادة وزن صفاء الى 89كغم، وظهرت بعض الأصوات المعارضة تشير إلى أن هذا الوزن غير أولمبي، وهؤلاء يجهلون القانون، من حق صفاء المشاركة في وزنين غير أولمبيين وأربعة أوزان أولمبية، وسبق له أن شارك في وزن 81كغم، ونخطّط للعمل معه بوزن 96كغم، ولدينا وقت طويل لنؤهله على النجاح".
صحّة الأبطال
وتابع:"كانت إجراءاتنا فورية بخصوص إصابة صفاء للرد على من وصفه بالمتخاذل، وتم عمل أشعة لظهره بمبلغ 800 دولار من مصاريف البعثة، مثلما أنفقنا 13 ألف دولار على عملية جراحية أجراها زميله سلوان جاسم في قطر لإصابته في الساعد بسبب وجود عصب ضعيف معرّض للقطع، فصحّة الابطال تهمّنا ولن نتخلى عنهم، وأتذكّر يوم كنت لاعباً تعرّضتُ الى إصابة في الكتف وخضعت لعملية جراحية على يد الطبيب فالح فرنسيس كلّفتني مليون و600 الف دينار من مالي الخاص وكان ذلك عام 1992 قبيل المشاركة في بطولة العالم التي ضيفتها ألمانيا العام نفسه، ولم يُسهم أحداً في دفع المبلغ لا الوزارة ولا الأولمبية ولا الاتحاد آنذاك".
ثقة .. واِرتباك
وذكر مزعل :"إن الرباع أحمد فاروق 81كغم حقّق المركز السابع عشر بين رباعي العالم بالنتر، والعشرين بالخطف، وأدّى التنافس بروحية قوية، ولو عُدنا الى مقطع الفيديو سنجد الثقة العالية على وجه فاروق التي مكّنته من الرفع بمهارة، أما الرباع مهند عبدالحسن 102كغم فقد أصابه الاِرتباك قليلاً، وهو صاحب خبرة ودراية، ورفع الثقل بمهنية مغبطة، وصراحة لم نعوّل عليه كثيراً هو وزميله أحمد فاروق، فتم اصطحابهما لدعم زميلهما صفاء راشد بهدف عدم تركه يتمرّن لوحده".
نقاط كوريا
وبخصوص مدى تأثير نتيجة بطولة العالم على حظوظ رباعينا في التأهل الى أولمبياد طوكيو 2020، قال:"الرباع أحمد فاروق شارك في ثلاث بطولات من ست، جامعاً أكثر من 1000 نقطة في هذه البطولة، وبالنسبة لصفاء راشد أبلغته أن ينسى ما واجههُ في تايلاند ويجهّز نفسه للمشاركة في بطولة آسيا للشباب في كوريا الجنوبية 15 تشرين الأول المقبل، ومع إنه لا يمكن مشاركة المتقدّمين فيها، قررنا خوض صفاء المنافسة لجمع 500 نقطة تضاف إلى نقاط التأهيل لطوكيو، وهي فرصة لنخفّف الضغط عليه، وصراحة لو نال صفاء المركز السابع أو الثامن في بطولة العالم لضمن بطاقة التأهل لأولمبياد 2020 حتى وإن لم يحقق إحدى الميداليات الملوّنة، وعليه ليس من السهل التفريط بالنقاط في المرحلة المقبلة فالتعويض صعب بعدها".
نفقات 125 مليون دينار
وبخصوص دور وزارة الشباب والرياضة ولجنة تنفيذ القرار 140 في دعم مشاركة الربّاعين، أكد مزعل:" لم يقصّرا مع اتحاد رفع الاثقال، وسهّلا مشاركة منتخبنا الوطني في بطولة تايلاند بفترة مناسبة، علماً أن اتحادنا تسلّم 125 مليون دينار منذ حدوث مشكلة اللجنة الأولمبية مع الحكومة في شباط الماضي حتى الآن، منها 50 مليون سدّدتْ لمعسكر أذربيجان، وقبل فترة تسلّمنا 75 مليون، منحنا 13 ألف دولار منها للرباع سلوان جاسم لنفقات عمليته الجراحية، فضلاً عن مصاريف معسكر أربيل لمدة عشرة أيام مع تذاكر الطيران، وكذلك تم الانفاق على مشاركة المنتخب في بطولة العالم بتايلاند بحدود 40-45 مليون دينار، وسنقدّم وصولاتنا بهذه المبالغ الى الوزارة، والمتبقي نودِعه في حساب الاتحاد بالمصرف، وأود الإشارة هنا إلى من يتّهمنا بأننا تسلّمنا رواتب أشهر أيلول وتشرين الأول وتشرين الثاني وكانون الأول لعام 2018، فالسجلات موجودة في الأولمبية والوزارة وإذا تبيّن صرف هذه المبالغ فأنا أسلّم نفسي بالحال إلى القضاء".
غياب نسوة الأثقال
وردّ مزعل على تساؤلنا بشأن أسباب غياب بطلات اللعبة عن منافسات العالم، بقوله:" أرتأى عباس أحمد مدرب منتخبنا النسوي لرفع الأثقال المشاركة في بطولة آسيا كخيار أفضل من بطولة العالم، وهو رجل مهني ويتصرّف بعقلية احترافية، وأكد لنا عدم القدرة على تأهيل بطلاتنا الى العالمية بسبب عدم وجود مشاركات سابقة لهنّ كي يجمعن نقاطاً مثل حالة الرباع أحمد فاروق، لدينا اليوم أكثر من بطلة مثل الشقيقتين (هدى وهديل) سالم وأخريات من أربيل يمتلكن مهارات جيدة، لكن نحتاج الى وقت طويل لزجّهن في بطولات قارية كي يصبحن جديرات بالمشاركة بين أفضل بطلات العالم".
طرح الثقة
وعن التحرّكات الخفية لطرح الثقة باتحاد رفع الأثقال، أكد مزعل:"برغم إيماني أن أي إجراء من هذا النوع يعد باطلاً حسب القانون، إلا إني أوجّه رسالتي لكل من يروم التهيئة لإقامة الانتخابات لا ضير في ذلك، إن كان جديراً بالمهمة ويستطيع إدارة الاتحاد أفضل منا، ليأتي ونسلّمه الاتحاد، لا أن يلجأ إلى طرق النبّاش وراء الناس بطرق لا قانونية ولا شريفة ولا مهنية ولا طبيعية، فلا سر ولا مستور نخشى أن يفضحنا، وحتى لو كان المتحرّكون في الخفاء من أهل اللعبة إلا أننا نعرف طموحاتهم أكبر من أحجامهم، وأسدي نصيحتي لكل من يمثل لعبته في المكتب التنفيذي للأولمبية أن يخدم الرياضيين ويسعى الى تطوير نتائجهم، لا أن يبحث عن أساليب لطرح الثقة بطمع الاستئثار بالمنصب فقط".
المركزية ومظلة القانون
وأكد مزعل:"أن رياضتنا بحاجة الى المركزية القوية المتحكّمة بالجميع تحت مظلّة قانون نافذ يحمي مصالح الاتحادات، ونتمنى أن يُسنّ قانون أولمبي جديد يُنهي مشاهد التناطحات التي لا تليق برياضيين عراقيين يفخرون بقِدم إنشاء اللجنة الأولمبية العراقية عام 1948 واعتراف الأولمبية الدولية بها العام نفسه، وهي سمعة غير محمودة خارجياً ولا يستحق أهل بلدنا أن يتعرّض للنقد بسبب أبناء الرياضة".
لا تفاؤل مع ظروفنا
واختتم محمد كاظم مزعل حديثه قائلاً:" صدقاً لا يوجد أيسر من مهمة تحقيق ميدالية أولمبية للبطل في أي بلد، نحتاج الى ربّاع صاحب طموح مثل صفاء راشد، فالرباع المصري محمد إيهاب (29عاماً) صاحب برونزية أولمبياد ريو 2016 بوزن 77كغم، إضطر أن يبيع شقته بأثاثها من أجل المشاركة في الدورة الأولمبية وتحقيق الإنجاز الكبير ولم يتلق دعماً من الدولة، وهناك عداءة من جنوب أفريقيا قرّرت أن تخطف ميدالية ذهبية أولمبية برغم أنها تقطن في حي فقير، وحققت ذلك ومُنحت خمسة آلاف دولار وزّعتها على أبناء القرية، فمتى ما نصل الى هذا الرقيّ في التفكير سنحقق أغلى الأمنيات، أما الآن دعني أصارحك لستُ متفائلاً بتحقيق منجز ميدالية أولمبية تاريخية للعراق في ظل الظروف الراهنة .
اترك تعليقك