ترجمة/ حامد أحمد
الناس في بغداد يخشون من ان الحرب القادمة بين الولايات المتحدة وايران ستحدث في العراق الذي لم يكد يرجع لحالة السلم بعد هزيمة داعش.
التحذير من أن العراق قد ينجرف لمثل هكذا صراع بدأ يزداد بسبب هجمات اخيرة بطائرات مسيرة على قواعد فصائل الحشد الشعبي المتهمة من قبل الولايات المتحدة بانها تعمل بالوكالة لصالح ايران. ابو آلاء الولائي، زعيم كتائب سيد الشهداء، وهو احد فصائل الحشد الموالية لايران قال في لقاء مع صحيفة اندبندنت البريطانية في بغداد "التطور الجديد هو ان اسرائيل دخلت على خط الصراع في العراق". وقال ان ثلاث طائرات مسيرة اسرائيلية قصفت بتاريخ 12 آب احدى قواعده في العاصمة بغداد متسببة بانفجار ما مقداره 50 طنا من الاسلحة .
إن احتمالية وجود تورط اميركي او اسرائيلي هو الذي من شأنه ان يثير أزمة سياسية في العراق .
أبو آلاء يقول ان هناك تقريرا حكوميا عراقيا عن الضربة الجوية غير منشور يكشف بان الطائرات المسيرة الاسرائيلية قد أطلقت من قاعدة اميركية في المنطقة التي تسيطر عليها القوات السورية الكردية في شمال شرقي سوريا .
ومضى أبو آلاء بقوله "رادارات عراقية تعقبت احدى الطائرات المسيرة الثلاث التي كانت تسير بسرعة 140 كم بالساعة، خلال وبعد الهجوم ."
وعندما سُئل فيما اذا ستقوم كتائب سيد الشهداء بمهاجمة القوات الاميركية حال وقوع حرب بين الولايات المتحدة وايران، اجاب أبو آلاء: "بالتأكيد نعم ."
وعبر أبو آلاء عن حماسة إزاء حرب الطائرات المسيرة، مشيرا الى ان نجاح هجوم الطائرات المسيرة على منشآت النفط السعودية في 14 أيلول يجعل من اراضي المعارك متعادلة أكثر بالنسبة لجماعات مسلحة مثل فصيله. وأكد قائلا "نحن نعمل ليلا ونهارا لتطوير طائرات مسيرة بحيث يمكن تجميعها داخل غرفة نوم ."
مستقبل الحشد الشعبي كدولة موالية لايران داخل دولة تعد قضية جوهرية ضمن الصراع على النفوذ في العراق بين ايران والولايات المتحدة. واشنطن تدفع تجاه تحجيم دور الحشد أو حتى إزالته ولكن من المحتمل ان تثبت هذه الجهود عدم فاعليتها او حتى انها تأتي بنتائج عكسية. الحشد هو تنظيم سياسي وكذلك عسكري وله قواعد راسخة في العراق بحيث ليس هناك مجال للولايات المتحدة ان تفعله للتقليل من نفوذه. ممثليه في البرلمان حققوا نجاحا في الانتخابات العامة الاخيرة عام 2018 واسناده مهم لاي حكومة عراقية مستقرة .
منذ الحاق الهزيمة بداعش مع استعادة الموصل عام 2017 والعراق يعيش مرحلة هدوء واستقرار نسبي. مئات السيطرات الامنية والجدران الكونكريتية اختفت من العاصمة بغداد وعلى نحو كبير. المدينة تبدو الآن مليئة بالمطاعم والاسواق الجديدة والشوارع مزدحمة بالناس لحد ساعات متأخرة من الليل. ولكن كثير من العراقيين يتساءلون كم من الوقت سيستمر هذا الحال اذا ما تصاعدت المواجهة بين أميركا وايران لحد حرب تبادل اطلاق نار . وقال احد الموظفين المدنيين من بغداد "كثير من اصدقائي قلقين من احتمالية وقوع حرب أميركية ايرانية بحيث انهم يستخدمون مكافأة نهاية خدمتهم في الدولة لشراء بيت في تركيا ."
العراق هو المكان الذي قد تحاول فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الاخذ بالثأر ومن المحتمل ان يكون هدفهم الرئيس الحشد. هذا قد يستفز بالمقابل هجمات على قواعد اميركية التي تبدو اهداف سهلة في عصر الطائرات المسيرة.
العراقيون متخوفون من فكرة صراع عسكري آخر، لانهم يخشون من انها بأي حال من الاحوال ستتجه نحوهم .
عن: أندبندنت
اترك تعليقك