متابعة/ علاء المفرجي
عاد الفيلم السوداني إلى منصات التتويج من جديد في المهرجانات السينمائية، بعد أن حصد فيلمان لمخرجين سودانيين الجائزة الأولى
بمهرجان الجونة في مسابقتي الأفلام الروائية الطويلة، والأفلام الوثائقية الطويلة. وفي ختام الدورة الثالثة للمهرجان مساء الجمعة فاز فيلم (ستموت في العشرين) للمخرج السوداني أمجد أبو العلاء بجائزة النجمة الذهبية في مسابقة الأفلام الروائية الطولية. وسبق لفيلم "ستموت في العشرين" ضمن مسابقة "أيام فينيسيا" بمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ76، حيث أثار الجدل بمجرد عرضه، حيث اعتبره البعض لوحات فلكلورية محلية ساحرة، لكنه يعاني من عدم وجود أسلوب واحد في بناء وتصوير المشاهد. الفيلم الذي استغرق تصويره حوالي شهرين في منطقة "الجزيرة" شمال الخرطوم، هو سابع فيلم روائي في تاريخ السودان، وأول فيلم روائي طويل لمخرجه ومؤلفه السوداني أمجد أبوالعلا، واشترك في كتابته معه يوسف إبراهيم. والفيلم مستوحى من قصة "النوم عند قدمي الجبل" للكاتب الروائي "حمور زيادة"، حيث يدور في عوالم صوفية، من خلال حكاية "مزمل"، الذي يولد في قرية سودانية تسيطر عليها أفكار الصوفية، ويقتنع هو والمحيطون به بنبوءة أحد المتصوفة التي تفيد بأنه سيموت في سن العشرين، فيعيش أيامه في خوف وقلق إلى أن يظهر في حياته المصور السينمائي "سليمان"، لتبدأ رحلة تنوير وأمل. مجلة "هوليوود ريبورتر" اعتبرت أن الفيلم الأول لمخرجه له روعة ساحرة، لكن هناك مشاكل في رسم شخصية البطل الرئيس، حيث أن "مزمل" الذي ينتظر الموت شخصية سلبية لا تفعل شيئا سوى انتظار ما سيحدث. وفاز فيلم (حديث الاشجار) بجائزة افضل فيلم وثائقي للمخرج صهيب جاسم الباري.. تدور أحداث الفيلم حول أربعة مخرجين سودانيين هم: الطيب مهدي، منار الحلو، إبراهيم شداد وسليمان محمد إبراهيم الذين تربطهم صداقة استمرت لخمسة وأربعين عاما. درسوا السينما بمصر وألمانيا وروسيا في الستينيات والسبعينيات ثم عادوا للسودان حاملين أحلامهم بنشر ثقافة السينما وصناعة الأفلام فأسسوا جماعة الفيلم السوداني في عام ١٩٨٩. بعد ثلاثين عاما من الافتراق والمنفى وتوقف السينما وإغلاق دور العرض، يجتمعون من جديد في وطنهم الثائر، المدمى ويحاولون إنعاش حلمهم عن طريق إعادة الحياة لدار عرض سينمائية مهجورة. يتعاملون مع التحديات التي يواجهونها بحس فكاهي كبير وببساطة. في أحد المشاهد يصعد أحدهم على سلم عملاق، لتنظيف شاشة العرض البيضاء بينما يسنده أصدقاؤه فيقول ساخرا: "تكنولوجيا".. "كيف يا ترى يتعامل الألمان مع هذا الموقف؟ لو كنا في ألمانيا لكنا وجدنا كرسيا آليا يصعد في ثوان من الأرض إلى قمة الشاشة".
اترك تعليقك