مخيمات عوائل التنظيم تهدد بأكبر عودة لداعش بعد التحرير

مخيمات عوائل التنظيم تهدد بأكبر عودة لداعش بعد التحرير

ترجمة / عدوية الهلالي

على الرغم من تحرير الباغوز - آخر معقل لداعش في سوريا – فمن الواضح ان داعش لايزال نشطا في تلك المنطقة.

في السادس عشر من ايلول، وجه خليفة داعش أبو بكر البغدادي رسالة صوتية اذيعت على شبكة تليغرام الى اتباعه يدعوهم فيها الى انقاذ اخوتهم واخواتهم من المحتجزين في المعتقلات وعوائلهم التي تعيش في مخيمات النازحين. وقد جاء خطابه الثاني بعد بثه شريط فيديو في نيسان والذي يمثل اول ظهور له منذ خمس سنوات.

ويبدو ان ضياع أراضيه لم يؤد الى نهاية داعش، ففي شهر آب ذكرت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) ان التنظيم عاود الظهور في سوريا ويعمل على تعزيز نفسه في العراق، وكان داعش قد توقع منذ عام 2016 انه سيعاود التمرد من جديد عندما اعلن المتحدث الرسمي للتنظيم في ذلك الوقت في خطابه ان داعش قد يفقد مدنه ويتعين عليه العودة الى الصحراء لكنه سيعود من جديد.

ويقول ماتيو بوكستون وهو استاذ في التاريخ ومتخصص في الحركة الارهابية: "تتيح هذه الاعداد اليوم قيادة منظمة ودعاية لن تتوقف أبدا وكنز حقيقي للحرب"، اذ تقدر الامم المتحدة الموارد المالية للتنظيم ما بين 50 و300 مليون دولار.

ولكي يحافظ على قيادة مستقرة وشبكة منظمة، استقر داعش في المناطق التي يصعب الوصول اليها او المناطق المتنازع عليها في العراق.

ففي العراق، يوجد داعش بشكل خاص ما بين إقليم كردستان والاراضي التي تسيطر عليها بغداد، اما في سوريا، فقد استفادت من الحرب ومن تفتت القوات المواجهة لها، اذ "يوجد العديد من الخلايا في المناطق التي تسيطر عليها القوات الديمقراطية السورية لكنها تتقدم أيضا في المناطق التي يسيطر عليها نظام بشار الأسد، حتى درعا في الجنوب"، وفقا لماتيو بوكستون. اما قيادة المجموعة فتختبئ على الاغلب في صحراء البادية أو (صحراء سوريا) بين سوريا والعراق.

وكان وزير الدفاع الفرنسي فلورنس بارلي صرح في صحيفة الفيغارو في 19 أيلول بأن سبعة انفجارات تحمل توقيع داعش كانت قد وقعت في الرقة مابين 5 و6 آب .

من جهته، أوضح وسيم نصر، المتخصص بملف التنظيم ومؤلف كتاب (الدولة الاسلامية) أن تجمعات داعش تتزايد في جنوب العراق حيث لا يملك التحالف الحق بالقيام بضربات جوية.

يوجد ما بين 14,000- 18,000 مسلح مازالوا نشطين بحسب البنتاغون ومن المرجح ان العدد يزداد، في حين ان التنظيم لايزال يسعى الى التجنيد. 

ففي سوريا، لعب تنظيم داعش على وتر التوترات العرقية بين الكرد الأغلبية في جبهة القوى الديمقراطية والعرب الذين لا يقبلون بهيمنة هذه القوات. ويرى ماتيو بوكستون ان مخيم (الهول) في سوريا يعد قنبلة موقوتة، ذلك ان داعش يستعيد الاموال ويحافظ على النساء اللواتي بقين مخلصات للخلافة ويعلمن أطفالهن مبادئ التنظيم، وهنالك مابين 70000 شخص مكدسين هناك، منهم 50000 شخص دون سن الثامنة عشرة، فهم الهدف المطلوب لدى التنظيم.

بعد سنوات من الاحتلال، حصلت الجماعة على دعم جزء من السكان في المناطق الريفية – العراقية خصوصا – مستفيدين من الشعور بالرفض لدى السنة، وظل داعش ينتظر ان يغادر الغربيون وتنهار التحالفات العرضية – كما يقول وسيم نصر – بمواجهة وجودها الخفي.

ومن الواضح ان الرد العسكري لن يستمر بل يبدو ان اعادة اعمار المدن واستقرار العوائل النازحة يشكل ضرورة ملحة لكي لا يسمح لشبح داعش بالظهور من جديد، ذلك ان التنظيم أصبح اقوى بكثير مما كان عليه قبل عام 2014، اذ اصبح علامة تجارية عالمية ولها فروع في جميع اركان العالم يقوم بتمويلها وتسليحها وتقديم الاستشارة لها، فمنذ بث تسجيل زعيم داعش وردت على شبكة التليغرام – حسب بوكستون- مئات الرسائل التي تتضمن الولاء والدعم من جميع انحاء العالم.

بقلم: ماتيلدا بلايو 

عن: صحيفة لاكروا الفرنسية 

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top