على هامش الاستعداد لإقامة معرض العراق الدولي للكتاب

على هامش الاستعداد لإقامة معرض العراق الدولي للكتاب

مثقفون: أثبتت "المدى" في العقود المنصرمة أنها أهل لخلق واقع ثقافي رصين ومتسع

استطلاع/ علاء المفرجي

- 4 -

في ضوء استعدادات (المدى) لإقامة معرض العراق الدولي للكتاب دورة الشاعر مظفر النواب .. استطلعت المدى آراء عدد من المثقفين العراقيين

 

حول أهمية أن تقيم المدى معرضاً للكتاب، وما تأثير هذه الفعالية في المشهد الثقافي العراقي وكانت إجاباتهم.

منى سعيد: سياحة فكرية ثرية

لطالما شكل معرض بغداد الدولي في طفولتنا نافذة للانطلاق نحو العالم والوثوب لقارات وجزر ودول دارت في الأحلام، وشاهدنا صورها عبر الكتيبات الصغيرة أو" البروشورات" التي تلقفناها من العارضين بلهفة واشتياق.

وعند الكبر تشاء الصدفة ، مع كثير من السعي والاجتهاد، أن تتحقق بعضاً من تلك الرؤية ، ونشاهد عن قرب بعض منها ونستمتع بما جادت الطبيعة والبشر من جمال ورقي وبهجة.

ويقدم معرض بغداد الدولي هذه المرة جولة فكرية أخرى أكثر بهاء وغنى، لم يكتف بتقديم البروشورات عن الدول ومنتجاتها ، إنما يقدم نتاجاً أدبياً وفكرياً لكتّاب وعقول قارات الأرض أجمع، عبر معرض العراق الدولي للكتاب الذي تقيمه دار المدى للطباعة والنشر للمرة الأولى على أرضه للفترة بين 11-21 كانون أول المقبل.

مؤكداً ستكون سياحة ثرية بين النتاج الإنساني الفكري و الأدبي الذي سعت المدى لتقديمه في هذا الظرف الحرج لبلادنا بمواجهة قوى الظلام الساعية لتجهيل وتسطيح وتغييب العقول، متخذة من الدين والعادات والتقاليد البالية أوجه تخلف وبلادة بدلاً من التنوير والإضاءة.

ولاشك هو صراع شرس بين إرادة من يبني العراق ويعيد أمجاده التاريخية في العلم والمعارف والفنون، وبين من يبغي إطفاء شمعته وتخلفه مادياً ومعنوياً، ولعل تدني مستوى التعليم وتفشي الأمية خير دليل على آثام السياسات الخاطئة التي نعيشها منذ عقود.

وليس بجديد على دار المدى وهي تحمل لواء التنوير بمواجهة هذا التخلف عمليا دونما ادعاء أو سفسطة كلام سواء عبر صحيفتها اليومية ، ونشاطات مكتبتها في شارع المتنبي، أو معارض كتبها في أربيل والبصرة.

كلنا شوق بانتظار هذا المهرجان الثقافي والذي لن يجمع الكتب بالجمهور حسب، بل بزواره من المؤلفين والكتاب ممن ستكون لنا معهم لقاءات مباشرة نستنير منهم ، ونمضي معهم في دروب ترميم انتكاساتنا وإعادة ما تهدم.

سناء الطالقاني: تأصيل لقيمة المعرفة والنتاج المعرفي

اكتسبت مؤسسة المدى موقعاً فعلياً في الميدان الثقافي والمعرفي جعلها تتصدر هذا المشهد لإثراء تنوع مصادر الفكر والإبداع وجعلها صاحبة سبق للريادة لسنوات مما أكسبها خبرة ومصداقية في مسيرتها الجادة في جو يتسم المشهد الثقافي بالتناقض والالتباس. ومشاركتها إضافة نوعية في تحريك وتحفيز هذا المشهد لآفاق جديدة كون إقامة معرض للمدى أداة هامة لاستمرارية وديمومة الكتاب ذو طابع نوعي يتلمس شحذ الفكر بإضافات جديدة مبدعة .

وهو شكل من أشكال التواصل الاجتماعي بين المؤلف والجمهور واعتبره فعلاً ثقافياً ومعرفياً لتأصيل قيمة المعرفة عبر التواصل المباشر والحيوي وفعلاً تنويريا نحن بأمس الحاجة اليه لإشاعة المعنى المتأصل لنوعية الإسهامات والكتاب ليأخذوا حيزاً أكبر..

وشكل من أشكال الصداقة بين البشر والكتاب وهو مجس حقيقي وتماس مباشر لاستخلاص نوعية المنشور والإقبال عليه على أساس كل ما هو جديد ومبتكر .

كذلك يستفيد الزوار من وجود مثقفين وشخصيات بارزة يشاركون في ندوات ومحاضرات وأمسيات، وورش عمل أدبية، إضافة إلى حفلات توقيع الكتب. وقد برهنت مؤسسة المدى عمق صلاتها بالمثقفين من شتى التوجهات وحتما هذا سينعكس في عمق المناقشات والتداول المعرفي.وهو فرصة رائعة تجمع كل ما يخص صناعة النشر والأعمال العالمية والإقليمية والوطنية تحت سقف واحد لتعكس اياما مميزة في دنيا الثقافة. 

خطوة على الطريق الصحيح و أن اجتياز الاختبارات هو خير نجاح وتطلع نحو الأفضل في تسويق المعلومة وإشاعة القراءة للجميع .

ولا شك أن الجميع يستشعر من خلالها أهمية الثقافة والإطلاع على مستجدات الثقافة، وأهمية الكتاب والقراءة، إذ إن إقامة المعارض تحفظ للكتاب قيمته وأهميته ودوره البارز في تطور الإنسان وتعلمه. إن دخول موسسة المدى في ميدان المعارض للكتب أجده مكسباً وإضافة نوعية للدور الثقافي والاجتماعي على منصة أكبر سينتظرها الجمهور بشغف.

كاظم سلوم: البحث عن العناوين الجديدة والمثيرة

تكمن أهمية قيام المدى بتنظيم معرض للكتاب، بالخبرة التنظيمية العالية لديها باقامة مثل هكذا معارض، حيث سبق وان شاهدنا دورات متعددة لمعرض كتاب أربيل وكم العناوين الكبير، ونوعها المختار بعناية، الموجود فيها، كذلك المشاركة الواسعة لدور النشر العربية المختلفة، وأتوقع أن تشارك أيضاً في المعرض الجديد، كذلك فان توجيه الدعوة لأسماء ثقافية وفنية وإعلامية، تشكل فرصة للقاء بهم، من خلال الندوات المزمع عقدها، كل ذلك يشكل أهمية للقراء، الذين يبحثون عن العناوين الجديدة والمثيرة.

شاكر حسن راضي: اقترح إقامة مسابقات للكتاب

أن تقيم دار المدى معرضاً للكتاب، أمر ممتاز وهي فرصة لاستقطاب دور نشر متميزة لكن المشكلة تكمن في كثرة المعارض في المنطقة خلال فترات زمنية متقاربة. ولذلك يفضل تنظيمها في توقيتات مختلفة. أما المشاركة والنشاطات فيجب أن تطور وتعدل بحيث لا يكون المعرض المقترح تكراراً للمعارض الأخرى. ولابد أن يكون للمؤلفين والجمهور ودور النشر دور مختلف في الترويج لثقافة الكتاب في زمن الإنترنت والكتب الرقمية..وعليه لابد من أخذ آراء هذه العناصر المختلفة. اليوم كنت في المؤتمر الصحفي الخاص بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، واستعرض مدير المهرجان وهيئة الشارقه للكتاب أهم مميزات المعرض باعتباره من المعارض العالمية ،وتشمل النشاطات تنظيم دورات تدريب للناشرين، ومؤتمر الناشرين، ويستضيف المعرض جمهورية المكسيك كضيف شرف، وهذه نقطة مهمة يمكن تطبيقها لديكم، كما تشمل النشاطات استضافة دول تشارك لأول مرة، وهناك فعاليات متنوعة واستضافة مؤلفين وكتّاب مثل ستيف هارفي مقدم البرامج الأمريكي والكاتب التركي أورهان باموك، وانعام كچه چي..وغيرهم..واقترح إقامة مسابقات للكتاب الشباب وفعاليات للأطفال، ومعرض لكتب الطبخ، وسينما للأطفال.

علي الياسري: بطاقة تعريف ثقافية

يمثل معرض الكتاب بطاقة تعريف ثقافية تُعبّر عن مؤشرات حيز القراءة كجزء حياتي أصيل من سلوك الفرد الانساني، كما تقدم لمحة عن طبيعة التوجهات الفكرية الثقافية لشرائح المجتمع المختلفة، وهو اشبه بمكتبة مُحدثّة واسعة تضع بين يدي المهتمين ضمن حيز مكاني واحد أخر الإصدارات الادبية والعلمية وباقي صنوف المعرفة سواء كان القارئ من المختصين أو المهتمين. إن معارض الكتاب بشكلها المعاصر أقرب لورش علاقات تضم ليس فقط الكتاب بل مجاوراته من الفنون التي يمثل المعرض بأجوائه فرصة لجذب النظر اليها. بالاضافة الى النقاشات التي تصاحبها كجزء من لحظة حراك ثقافي. وهي بذلك تخرج من النظرة التقليدية اليها كمنفذ للبيع المباشر لجمهور واسع الى فضاء ينسج على مشتركات تعزز الذائقة وتُنمي الوعي.

إن معرض العراق الدولي للكتاب الذي تقيمه مؤسسة المدى واجهة حضارية مميزة على صعيد المساهمة في نمو البيئة المعرفية أو بناء العلاقات الثقافية بين القارئ ودور النشر والاهم بين القارئ والكتاب وواضعه بلقاءات مباشرة تُقرب بين الأفكار وتقدم كل جديد بما يعزز من التفاعل الحيوي لحرية الكلمة وأهمية توسعها. لقد دأبت المدى على أخذ الريادة في كونها أحد أقنية الوعي المؤثرة في بناء جسور التواصل بين إضاءات المعرفة والعقل العراقي والعربي على حد سواء.

عماد جاسم : قمية حضارية ومعرفية

تعودنا مؤسسة المدى دوماً على تنظيم أنشطة ثقافية ذات قمية حضارية ومعرفية ، ففي الوقت الذي كنا فيه نشد الرحال متجهين الى أربيل للمشاركة في معرض كتابها السنوي مستثمرين الحضور المميز لإعلام الثقافة والاطلاع على آرائهم وإطروحاتهم وآخر إصداراتهم ، نحتفي اليوم بمعرض المدى في ربوع بغداد التي اخذت ترتدي ثوباً جديداً من البهاء والرونق الزاهي في ظل توق العراقيين لمتابعة يومياتهم بعيدا عن هواجس القلق الامني ، وما نسمعه اليوم من خطط المشرفين على تنظيم هذه الفعالية العملاقة يدعو للفخر باستضافة اعلام الادب رالفكر والفنون عربيا ومحليا ، ونعتقد ان هكذا فعاليات ستكون فرصة رائعة اتبادل الخبرات ونتاقح الافكار والتجارب والاطلاع على المنتج العراقي في مختلف حقول الابداع وهي رسالة الى كل العالم ان بلادنا لازالت تبث اشعاع الجمال وتحتفي بجذورها الحضارية ولابد أن نعرف العالم أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة كما يقول محمود درويش, ولعل من الجوانب المضيئة لفعاليات هذا العام هو منح الفرص الجيدة لدور التشر المتنوعة ومساهمة ناشطين شباب بالترويج للكتاب العراقي المغيب عربياً ولابد من تساهم المؤسسات الحكومية لانجاح فعالية بهذا الحجم وهذا العطاء.

ضيف يزن يونس: تجربة رائدة

معرض المدى للكتاب الدولي بغداد في كانون الأول المقبل، وهو يعود من جديد تنظيمياً لمؤسسة المدى وهو له أهمية بالغة في رفد المتلقي البغدادي بالخصوص والعراقي بالعموم بالكتاب الورقي حيث تعد بغداد قبلة لمثل هكذا تظاهرات أدبية؛ وعلى غرار معرض أربيل الدولي للكتاب والذي دأبت على إقامته مؤسسة المدى بالتعاون مع إقليم كوردستان العراق ها هي اليوم تقيمه في بغداد، فتجربة المدى الرائدة بمثل هكذا كرنفالات تعطي جرعة أمل كبيرة للمتلقي العراقي ، أن بغداد تعود وبقوة حاضنة للثقافة الدولية.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top