غياب جهود إعادة التأهيل في مخيمات عوائل داعش تهدد بعودة التنظيم من جديد

غياب جهود إعادة التأهيل في مخيمات عوائل داعش تهدد بعودة التنظيم من جديد

 بغداد / المدى

في سوريا، قريبا من الحدود المشتركة مع العراق تتجمع نساء عناصر داعش وأطفالهم في مخيمات تعتبر ماكنة لتوليد "تنظيم جديد" قد يربك الأمن في العراق وسوريا مستقبلا.

الأطفال الماكثون في المخيم قضوا ما يقارب عام كامل من دون ان يخضعوا لدورات تأهيلية، فيما ما تزال "دروس الحرب" وطرق التعامل مع الاسلحة ماثلة في اذهانهم نتيجة لما دربهم عليه التنظيم قبل انتهاء المعارك.

مقابل ذلك تواجه ادارة مخيمي عين عيسى والهول السوري مشكلات في محاولتها إعادة "دمج" الاطفال في المجتمعات لأنهم (الأطفال) يعودون لآباء من دول مختلفة أغلبها أوروبية ترفض قبول ابناء المسلحين حتى اللحظة، بحسب وكالة فرانس برس.

بقاء الاطفال في هذه المخيمات يصب في مصالحة داعش، إذ تعتبر المخيمات "مدارس" لتطبيع التطرف في أذهان الاطفال والنساء، فيما يخطط التنظيم للهجوم على المخيمين لتهريب الساكنين فيها، بحسب تقرير موسع نشره معهد واشنطن قبل ايام. 

في "عين عيسى" تحيط سيدة بأطفالها الثلاثة وتقول: لا يسمح لهم بالذهاب الى المدارس كل ما في اذهانهم كيف يفخخون وكيف يفجرون وكيف يستخدمون الأسلحة. وفي الخيمة المجاورة يتجمع اطفال فقدوا آبائهم المسلحين وأمهاتهم خلال عمليات التحرير، فيما تعكف نساء متطوعات على رعايتهم، وعند الغداء يجلس الصغار على الأرض ويغمسون قطعة الخبز في أطباق من المعدن الأبيض تحتوي على خضار مطبوخ.

احدى المتطوعات قالت انه من اصعب المواقف هو عندما يتذكر الأطفال آبائهم وكيف قتلوا خلال معارك التحرير "قتلوا امام اعينهم" كل ما يخص الحرب هو ماثل في مخيلتهم وقد لا ينسوه. وهذا كاف لانتاج جيل جديد يحمل عقيدة القتل والإرهاب.

قوات سوريا الديموقراطية اعلنت في آذار نهاية "الخلافة" مع استعادة السيطرة على الباغوز، آخر معقل للارهابيين الذين بسطوا سيطرتهم على مناطق واسعة من الأراضي السورية والعراقية في عام 2014.

وأسفر الهجوم الذي شنته هذه القوات، المدعوم بضربات جوية من قبل التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، عن مقتل المئات، وأدى إلى فرار عشرات الآلاف من الأشخاص - بما في ذلك عائلات التنظيم.

وتضم المخيمات حوالى 12 ألف اجنبي، بينهم 8 آلاف طفل و4 آلاف امرأة، وفقا للإحصاءات الرسمية. وبينهم مئات من الأطفال غير المصحوبين أو منفصلين عن أسرهم وفقا للأمم المتحدة.

ويحذر المسؤولون بانتظام من أن الأطفال قد يكونون "قنابل موقوتة" في حال لم تقم بلدانهم باستعادتهم من أجل إعادة تثقيفهم وإدماجهم في بلدهم الأم. جلال العياف، المسؤول عن إدارة مخيم عين عيسى يقول: "المنظمات للأسف الشديد لم تقدم لهم أي شيء نهائيا" مشيرا إلى أن بعضهم اضطر لدخول المشفى.

وأضاف "نحن نطلب الملابس والطعام" مؤكدا على أهمية "التأهيل الفكري" من أجل "إعادتهم الى الفكر الأساسي وإزالة فكر داعش منهم".

وتم نقل الجميع تقريبا من قرية الباغوز، آخر معاقل التنظيم في أقصى شرق سوريا. ولا يزال الأطفال يعانون من اضطرابات أعمال العنف، في ظل غياب الدعم النفسي.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top