متابعة / المدى
ذي قار... المدينة التي انطلق منها حرف الكتابة الأول نحو العالم، العريقة بتاريخها، شهدت على مدى الأيام الستة من بداية تشرين الأول الجاري،
تظاهرات رافقتها احتجاجات غاضبة وعنف مفرط استخدم في قتل المتظاهرين واعتقالهم.
سجلت محافظة ذي قار، الحصيلة الأكبر بعدد القتلى المتظاهرين بعد بغداد. وحال حجب مواقع التواصل الاجتماعي جميعها وعلى رأسها "فيسبوك"، و"تويتر"، و"أنستغرام"، في عموم البلاد في اليوم الثاني من انطلاق التظاهرات، ومن بعدها قطع تام بخدمة الإنترنت، دون نقل الحقائق، والتسجيلات المصورة للتظاهرات التي خرجت للمطالبة بالحقوق، وفرص العمل. ونشرت (سبوتنيك)، تسجيلات مصورة، حصلت عليها بشكل خاص، للتظاهرات التي شهدتها محافظة ذي قار، التي أسفرت عن مقتل 19 متظاهرا، وإصابة أكثر من 300 شخص بجروح متفاوتة، بحسب احصاءات رسمية.
وتظهر التسجيلات المصورة، قيام قوات "حفظ الشغب"، بإطلاق الرصاص الحي، لقمع التظاهرات، وملاحقة المتظاهرين، لتفريقهم، ما أدى إلى وقوع القتلى والجرحى، وهو ما دفع المحتجين إلى الغضب واقتحام مبنى المحافظة، وإشعال النار فيه، وكذلك اقتحام مقرات الأحزاب الإسلامية التي استخدم عناصرها الرصاص الحي أيضا في استهداف المتظاهرين. وشكل المتظاهرون سريرا بشريا لالتقاط المحتجين الذين رموا أنفسهم من سطح مقر منظمة بدر، بعدما حاصرتهم النيران التي أضرموها في المقر، في مركز ذي قار، وتم التقاطهم دون أذى.
ووثق المتظاهرون، قيام بعض عناصر قوات "حفظ الشغب" أو ما يطلق عليهم "سوات" من أعلى إحدى البنايات برمي أحجار السيراميك التي اقتلعوها من المبنى، لضرب المتظاهرين. كذلك اشار شهود عيان، ومتظاهرون، وناشطون، شاركوا في التظاهرات، الى أن حملات اعتقال واسعة مازالت تلاحق كل من شارك في التظاهرات، إضافة إلى الـ"مكاومة" العشائرية من قبل الأحزاب الإسلامية، لذوي المشاركين في التظاهر. وكان عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان، علي البياتي، قد أعلن في تصريح عن مقتل وإصابة أكثر من 400 شخص إثر قمع تظاهرات ذي قار. وأوضح البياتي أن 19 شخصا أغلبهم من المتظاهرين قتلوا، فيما أصيب 301 آخرون، بالرصاص الحي وقنابل الغاز المسيلة للدموع والهراوات التي استخدمت من قبل الأجهزة الأمنية في قمعها للتظاهرات. وكشف عن إصابة 85 منتسبا من الأجهزة الأمنية، بجروح، ونوه إلى أن عدد المتظاهرين الذين اعتقلوا بلغ 65 شخصا، وتم إطلاق سراحهم.