بغداد/ وائل نعمة
في توقيت حرج للغاية تسببت واشنطن بإثارة الجدل داخل العراق بخصوص مستقبل قواتها التي انسحبت مؤخرا من مناطق شرقي سوريا ودخلت قبل يومين الى إقليم كردستان العراق.
فيما ينوي البرلمان سؤال الحكومة عن مدة بقاء القوات الامريكية واماكن انتشارها.
يأتي ذلك في وقت تنشغل فيه الحكومة والقوى السياسية بازمة الاحتجاجات التي من المرجح ان تستأنف يوم الجمعة المقبل، وسط دعوات لانهاء الفساد والمحاصصة وتوفير الخدمات.
وتركت القوات الامريكية التي عبرت نهار الاثنين باتجاه دهوك، فراغا في مناطق شرق سوريا يقول عنها مسؤولون عراقيون بإنها تشهد نشاطاً لـ"داعش".
ويقول نائب عن الانبار طلب عدم نشر اسمه في اتصال هاتفي مع (المدى) امس ان "من مصلحتنا بقاء تلك القوات في العراق (..) ستكون قريبة من المناطق التي انسحبت منها لمراقبة داعش".
امس، أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية في بيان، أن جميع القوات الأمريكية التي انسحبت من سوريا حصلت على موافقة لدخول المنطقة الكردية بالعراق ثم مغادرة العراق، وأكد البيان، الثلاثاء، أنه "لم تصدر أي موافقات على بقاء تلك القوات (الأمريكية) داخل العراق".
بدوره، قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، يوم امس الثلاثاء إن واشنطن تهدف إلى إعادة القوات الأمريكية المنسحبة من سوريا إلى الولايات المتحدة لا أن تبقيها في العراق "لمدة طويلة".
وقال إسبر من أمام بطارية لصواريخ باتريوت في قاعدة الأمير سلطان الجوية قرب الرياض بالسعودية "الهدف ليس البقاء بالعراق لمدة طويلة، الهدف هو سحب جنودنا وإعادتهم إلى الديار في نهاية الأمر".
وأضاف أن التفاصيل بشأن الوقت الذي ستمضيه القوات الأمريكية في العراق لم يجر بحثها بعد وأنه سيجري مناقشات مع نظيره العراقي اليوم الأربعاء.
وأعلن الرئيس ترامب في وقت سابق أن "قوات الولايات المتحدة التي تخرج من سوريا سيعاد نشرها الآن وتبقى في المنطقة لمراقبة الوضع ومنع تكرار ما حدث في عام 2014، عندما اندلع التهديد المهمَل لداعش في جميع أنحاء سوريا والعراق".
وأعلنت الولايات المتحدة الأحد الماضي سحب ألف جندي أميركي منتشرين في شمال وشرق سوريا، بعد خمسة أيام من الهجوم التركي على المقاتلين الكرد، من قاعدة على أطراف المنطقة العازلة التي تعمل أنقرة على إنشائها.
بين الإقليم والأنبار
ويقول هه ريم اغا، وهو عضو في لجنة الامن والدفاع في البرلمان ان "القوات الامريكية دخلت بموافقة اقليم كردستان وحكومة بغداد"، مشيرا الى انها "ستبقى بشكل مؤقت في معسكرات في الاقليم والانبار".
وعلق إقليم كردستان، امس الثلاثاء، على قرار سحب القوات الأميركية من مناطق شمال سوريا، مشيدا بدور القوات الأميركية في "حماية" الإقليم.
وقالت رئاسة الإقليم في بيان نشرته وسائل اعلام كردية: "كان لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية دور رئيس في حماية ومساعدة مواطني إقليم كردستان، بدءاً بفرض منطقة حظر الطيران في العام 1991 فإسقاط النظام البعثي في 2003 وهزيمة تنظيم داعش الإرهابي في السنوات الأخيرة، وقد قدمت في هذا السبيل التضحيات ودافعت عن إقليم كردستان جنباً إلى جنب مع قوات بيشمركة كردستان".
وأضاف: "لذا لا ينبغي أن ننسى دور وكفاح التحالف، وخاصة الجيش الأميركي، ونخلط بينهما وبين قرار سياسي غير مرغوب، وإن إقليم كردستان يكرر شكره وتقديره لقوات التحالف والجيش الأميركي، ويقيم عالياً كفاحهم وتضحياتهم".
وخرجت عشرات العربات العسكرية الخاصة بالجيش الامريكي من سوريا وسط غضب من السكان الكرد هناك، اذ قام بعضهم برميهم بـ"الخضراوات العفنة" بحسب ما نقلته بعض الوكلات الغربية، بسبب شعور الكرد بتخلي واشنطن عنهم وتركهم لتركيا.
مخاوف
ويقول النائب الكردي هه ريم اغا ان انسحاب القوات الامريكية من شرق سوريا سيؤدي الى "تغيير ديموغرافي في تلك المنطقة ويترك الباب مفتوحا امام تنظيم داعش الذي مازال متواجدا في مناطق دير الزور".
ويعتقد النائب ان "داعش سيقوم بالضغط للدخول الى العراق"، فيما اعتبر ان تحرك الحكومة العراقية باتجاه الحدود خلال الايام الماضية "امر غاية بالأهمية لمنع المتسللين".
وقبل يومين اكد نائب في نينوى تمكن عدد من مسلحي "داعش" من عبور الحدود، وهو امر نفاه المحافظ منصور المرعيد.
امس، هاجم مسلحون حقول علاس شرق تكريت، في اعنف هجوم تعرضت له الحقول منذ نحو اكثر من عام، كما قالت خلية الصقور التابعة لوزارة الداخلية انها اشتبكت مع "داعش" في تلال حمرين.
من جهته يؤكد علي الغانمي، وهو عضو آخر في لجنة الامن في البرلمان، وجود "ثغرات" في الحدود و"ضعف في الاجهزة الامنية والدفاع الجوي" مما قد يسمح بعبور المسلحين من سوريا.
ويضيف الغانمي في تصريح لـ(المدى) انه على الرغم "وجود قوات قتالية في العراق تساعد على سد تلك الثغرات لكنها ستواجه رفضا من اغلب القوى السياسية".
واكد النائب ان مجلس النواب سيسأل الحكومة مع استئناف جلسات البرلمان عن "مدة بقاء القوات الامريكية في العراق وتوزيعها الجغرافي".
اترك تعليقك