حول أهمية أن تقيم المدى معرضاً للكتاب، وما تأثير هذه الفعالية في المشهد الثقافي العراقي وكانت إجاباتهم

لميس كاظم: دورالمدى في رفد الثقافة العراقية

إن أهداف تنظيم أي معرض للكتاب هي التي تحدد هويته، مساره، نشاطه، ونتائجه. هناك فرق كبير بين مؤسسة ثقافية تسعى لإقامة معرض كتاب ثقافي يعمق محتوى الكِتاب النوعي ويُنشط الوعي الثقافي، وبين مؤسسة تنظم معرض الكتاب يضم كتباً متنوعة غرضها تحقيق أعلى الأرباح. خلال السنين الماضية نُظمت معارض سنوية للكتاب في بغداد. وتتخللها نشاطات ثقافية محدودة لكنها لم تترك بصمة ثقافية مميزة تزيد من عدد الحاضرين والمشاركين. إنما أمست نشاطًاً روتينياً. 

يمر العراق بفترة ثقافية عصيبة تتسم بالتصحر الثقافي والتعليمي ما يجعله بأمس الحاجة لمعرض كتاب يعزز الهوية الثقافية ويرفد القرّاء بكتب ذات دلالات إنسانية وفلسفية وأدبية. 

انطلاقاً من مسؤولية مؤسسة المدى الثقافية أقدمت عام 2006 على تنظيم معرض أربيل الدولي للكتاب الذي تكلل نجاحه منذ انطلاقته الأولى وحصد نتائج إيجابية انعكست جلياً بالمشاركة والحضور. عام 2018 استقطب المعرض مئات الكتاب والأدباء العراقيين والعرب والأجانب، وحقق مشاركة 300 دار نشر عربية وأجنبية من 17 دولة. عزز هذا النجاح المستمر دورها المُلتزم في رفد الثقافة العراقية بكتب ونشاطات إعلامية متنوعة. من هنا تكمن أهمية مؤسسة المدى في تنظيم معرض الكتاب. 

سعت مؤسسة المدى إلى توسيع نشاطها في عموم العراق. إذ أعلنت عن تنظيم معرض العراق الدولي للكتاب في بغداد عام 2020. وسيعقبه معرض الكتاب في البصرة. هذه الفعاليات ستنشّط الحراك الثقافي في عموم العراق والارتقاء بالكِتاب والكُتّاب والمبدعين والصحفيين العراقيين إلى ناصية الانتشار الأوسع وتبادل الخبرات، وتيسير توزيع واقتناء الكتب. 

انسجاماً مع هدف المعرض الثقافي أعلنت مؤسسة المدى أنها ستوظف جزءاً من ريع مبيعات المعرض لتزويد الجامعات الحكومية والمكتبات العامة بالكتب والإصدارات العراقية والعربية والأجنبية. وستدعم أنشطة المثقفين والمنظمات الثقافية. وستنشر كتاباً يومياً يوزع مجاناً مع جريدة المدى خلال أيام معرض العراق الدولي للكتاب 2020. إن هذا الهدف تحديداً يمنح مؤسسة المدى، دون غيرها، الريادة في تنظيم معارض الكتاب في عموم مدن العراق.

أتمنى لمؤسسة المدى النجاح في هذه المهمة والمضي قدماً نحو تحقيق أهدافها القادمة.

عبد الرحمن عناد: أختيار نافع في عالم الثقافة 

تمثل إقامة معرض للكتاب مناسبة تتضمن العديد من المزايا الأيجابية ، فالمعرض في حد ذاته مهرجان ثقافي ، يتيح لزواره من القرّاء الفرص للأطلاع على كل جديد في عالم نشر الكتب ، مثلما يمثل حدثاً ثقافياً بخصوصيته المعروفة ، حيث يتم من خلاله عرض العناوين الكثيرة في المجالات كافة ، كما يتضمن - في الغالب - حفلات توقيع الكتب من قبل مؤلفيها ، وعقد الندوات التي تثار وتناقش فيها ومن خلالها أفكار ومواضيع مختلفة ، غير أتاحة فرص التعارف بين الناشرين والمؤلفين ، وحتى الزوار من القرّاء . 

وعندنا تتميز دورات إقامة معرض المدى للنشر ، كونها مناسبة لها خصوصيتها المحلية ، كضرورة لأتاحة التواصل في عالم النشر ، وتحقيق النفع المرجو ؛ بتقديم مستجدات المعرفة الى القرّاء العراقيين ، وبشكل مباشر وواسع ؛ تطرح فيه ومن خلال معروضاته ، قضايا فكرية وثقافية واجتماعية ، يفيد منها القارئ العادي المحب للأطلاع : مثلما يفيد منها القارئ المتخصص في بحثه المشروع عن كل ما هو جديد لأعانته في دراساته ومساره البحثي . 

وليس هناك من شك في أن معارض المدى قد أسست - وما تزال - لتقليد ثقافي مطلوب على المستوىيين المحلي والعربي ، يؤكد ضرورته وقدرته على تحقيق التواصل والنفع العام ، وهو يؤشر في ذات الوقت حركة إيجابية في الوطن ، تسهم في تحفيز الحراك الثقافي وتنشيطه ، وعرض الأفكار الجديدة في عالم الْيَوْمَ المتسارع الخطوات . 

إن إدامة إقامة المعارض كنهج ثابت ومدروس ، لابد أن يسهم بالنتيجة في تأصيل وتطوير الذائقة الثقافية للمواطن ، كما هي تأكيد على قيمة الكتاب المطبوع ، وقدرته على التواصل والمنافسة في عالم التكنولوجيا : التي أتاحت فرص سرعة وسهولة الحصول على الكتب الألكترونية أمام القرّاء أينما كانوا : إضافة الى مجانيته ذات الأغراء المتزايد لقطاعات القرّاء . 

وأمام هذه الظاهرة الثقافية التي تمثلها معارض دار المدى ، لابد أن ترد في ذهن القارئ المتابع مجموعة من الملاحظات والمقترحات ؛ التي تتولد لديه من خلال متابعة أقامة هذه المعارض ، ومنها على سبيل المثال : محاولة تقديم الكتب بأسعار مناسبة للقارئ ، تكون مجدية للناشر تحقيقاً للنفع المتبادل والمرجو ، اختيار العناوين ذات الصِّلة بالمحلية التي يستهدفها المعرض ، والتي من خلالها ينفتح الطريق لها عربياً وعالمياً ، مع تأمين تقديم كل ما هو مستطاع من الجديد النافع ، وهو ما يشبه عملية مساعدة القارئ في الأختيار : الذي يُؤْمِن له عدم إضاعة نقوده ووقته وجهده في البحث والأختيار ، استثمار أوقات هذه المعارض في فعاليات ثقافية مكملة ، والحرص على إستبيان أراء الزوار والقراء بخصوص المعروض من الكتب والتعرف على مقترحاتهم وأنطباعاتهم . 

أخيراً لابد من توجيه التحية للقائمين على دار نشر المدى على مثل هذا المجهود الأيجابي في ساحة الثقافة العراقية المعروفة بشهيتها المزمنة للقراءة .

زهير بهنام بردى: ضخ الرواق الثقافي

لمعارض الكتب وجه تجاري وهذا ليس توجهاً إذا أقامته مؤسسة راعية، غالباً ما يكون طموحها ضخ الرواق الثقافي والمشهد والشارع بالمتنوع من الفكر الإنساني والإبداعي من علوم ومعرفة وأدب كما أرى في المعارض التباري بإحضار الثقافات الإنسانية على طبق ساخن وشعبها بتقديم الأفضل من ابداعات في مخاطبة الزائر المتنوع الذي حمل حلمه في اقتناء عناوينه الأقرب اختياراً هذه العلاقة التي بين المعرض الزائر تجسّدت فيما تعرضه المدى في معرضها في أربيل كما أنها تتوطد في كل معرض سواء كان قارئا أو منتجاً كما أن دور النشر يجب أن تضع نصب عينيها إدانة هذه العلاقة وتعرض ما هو أفضل وتكون ملمة بالواقع الثقافي والهم الإبداعي المكان والبلد الذي، تعرض فيه ويختص نتاجها الطباعي وكما للمعارض من توجه تجاري الإبداعي كذلك حال الزائر يجيء أما لتمضية الوقت في هذا القوس الضوئي الجمالي والدفء الذي يبعثه المعرض أو للثراء الفكري المعرفي الإبداعي الانساني فلا يد ان نهتم بأيام وأوقات وجمالية العرض وكذلك الاهتمام بنوع المعروض ودقة اختياره في الأجنحة التي المشاركة اعتبر وبعد أن حضرت مشاركاً في عدة معارض إقامتها دار المدى في اربيل وبنجاح اعترف به المشاركون من أصحاب دور النشر والأجنحة التي ضمتها تلك المعارض أنها قدمت انموذجاً متميزاً اشتروا بان جوهر الطموح في المعروض من معارض المدى هو في عرض وتقديم الحصاد الثقافي والفكري العالمي الإنساني الطباعي من أدب وفن وفكر في تقنيات طباعة متطورة وفكر إنساني خلاق علمي معرفي أكاديمي إبداعي كشكل من أشكال التنوع يعرضه الخطاب الورقي الذي سيبقى بعد أن غزت وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وكما أرى سيبقى الخطاب الورقي المحتوى في كتب ورقية الأفضل في التواصل الحضاري، في ضخ المشهد بكل جديد وقديم إبداعي مما أنتج وينتج في كل إضاءة حضارية إنسانية إبداعية هذا العالم الذي يقفز خطى ويسبقه الإبداع أيضاً منتجاً للعقل الانساني المبدع أقول اهتم بزيادة كتبك في المكتبة فإنها إزهارها كما تهتم بديكور المنزل وحديثها لأن الكتب حديقة فكرك.

عمار محمد: تظاهرة ثقافية مهمة 

يمثل معرض العراق الدولي للكتاب والذي ستقيمه مؤسسة المدى للثقافة والفنون في الفترة من 11 الى 21 كانون الاول المقبل تظاهرة ثقافية مهمة واضافة لرافد جديد في المشهد الثقافي العراقي لتعميق وتوسيع دور الكتاب والقراءة في حياة المجتمع . 

وبالتاكيد فان دور مؤسسة المدى باعتبارها نواة مشروع ثقافي طموح لنشر الكتاب وإشاعة ثقافة القراءة في المجتمع العراقي سيسهم في إغناء وإثراء الثقافة العراقية بالمزيد من المصادر التي تسهم فيها دور النشر العراقية والعربية مما ينعكس على المتلقي بمزيد من القراءة والمزيد من الخيارات الايجابية التي تطور وعيه في التعامل مع الواقع المضطرب سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وغيرها من المجالات. 

إن معرض الكتاب في الواقع جسر للتواصل الثقافي والحضاري بين الشعوب واقامته من قبل مؤسسة المدى يؤكد أهمية المشروع الثقافي الذي تضطلع به في ربط الثقافة العراقية بغيرها من الثقافات العربية والعالمية وبلورتها باتجاه التطور والتجديد وخلق وعي جديد ينسجم مع التحولات التي تشهدها البلاد على مختلف الاصعدة . 

لقد شهد العراق بعد عام 2003 موجات شديدة من العنف والتطرّف والارهاب نتيجة للتدخلات الخارجية ومشاكل وتراكمات الحقب السابقة وهو ما يتطلب في الواقع قراءة جديدة تستلهم التجارب التي عاشتها الشعوب التي مرت بظروف مماثلة ومحاولة حل تلك الاشكاليات بوعي يأخذ في الاعتبار الظروف التي تمر بها البلاد وبالتالي فان الانفتاح على العالم من خلال القراءة الواعية وتكثيف دور المثقف ووعيه في بناء المجتمع يتطلب المزيد والمزيد من الروافد التي تسهم في إعادة بناء الانسان العراقي من جديد ، ولهذا فان معرض الكتاب الدولي الذي تقيمه مؤسسة المدى يمثل خطوة أخرى في هذا الاتجاه للنهوض بالوعي الاجتماعي والحضاري للبلاد ويؤكد على مسؤولية المؤسسة الثقافية في أن تأخذ على عاتقها مهمة صناعة هذا الوعي .

موقع معرض العراق الدولي للكتاب: https://www.iraqintbookfair.com