بغداد/ المدى
توسعت رقعة الاضرابات وقطع الطرق في اليوم الثاني لـ"الاضراب العام" الذي دعا اليه محتجون، متضمنة جسور حيوية في بغداد والمثنى واغلاق دوائر حكومية في النجف والديوانية ومحافظات اخرى.
بالمقابل وصفت وزارة الخارجية الاعتداء على البعثات الدبلوماسية بـ"الخطر الاحمر"، في تعليقها على احداث حرق محتجين غاضبين مساء الاحد، اجزاء من القنصلية الايرانية في كربلاء، فيما سجلت دوائر حقوقية سقوط 15 شخصا بين قتيل وجريح في تلك الاحداث.
وارتفع امس، عدد المناطق التي جرى فيها قطع للطرق في بغداد لتنفيذ الاضراب العام، لتصل الى 21 منطقة وجسر بينها جسر الاحرار، وسط العاصمة، والمؤدي الى مناطق الاحتجاج، في محاولة من المتظاهرين لزيادة الضغط على الحكومة لاعلان الاستقالة واجراء انتخابات مبكرة.
وشهدت مناطق الشعلة، البياع، الشعب، الدورة، ابو دشير، البلديات، والزعفرانية اغلاقا لبعض شوارعها في وقت مبكر من صباح يوم امس، فيما قام محتجون بوضع عوارض حديدية وجذوع النخيل لمنع السيارات من العبور من بعض مقاطع شارع محمد القاسم السريع، وفي المساء أغلق المتظاهرون نفق العلاوي وسط انتشار أمني كثيف.
وبحسب شهود عيان تحدثوا لـ(المدى)، فان القطع شمل ساحة بيروت، جسر البنوك، الامين الثانية، جسر الطالبية والقناة، بالاضافة الى مناطق حي العامل، والعبيدي، وباب الشيخ، فيما نصب محتجون خيمة في وسط الشارع القريب من ساحة مظفر في شرقي العاصمة.
وكان المحتجون قد نجحوا صباح الاحد الماضي، باغلاق اكثر من 10 مناطق في بغداد، قبل ان تقوم القوات الامنية بعد ساعات بافتتاح اغلب الشوارع، باستثناء سريع الدورة الذي عاد المتظاهرون لإغلاقه اكثر من مرة.
بالمقابل قال احمد، وهو موظف في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في تصريح لـ(المدى) امس، ان عددا من موظفي العلوم والتكنلوجيا التابعة للوزارة في منطقة الجادرية "اضربوا عن الدوام وخرجوا للاحتجاج امام الدائرة".
واكد الموظف أن هناك تهديدات من بعض الوزارات للموظفين بفرض "عقوبات صارمة" ضد المضربين عن الدوام قد تصل الى حد الفصل.
وكان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي قد دعا المتظاهرين المناهضين للحكومة إلى إعادة فتح الطرق والمساعدة في إعادة الحياة الطبيعية إلى البلاد.
وقال عبد المهدي في بيان نشر مساء الأحد إن "الاحتجاجات أدت إلى توقف العاصمة بغداد وجزء كبير من جنوب البلاد"، مضيفا أن "الاضطرابات كلفت الاقتصاد مليارات الدولارات".
واستمر في بغداد اضراب طلبة المدارس عن الدوام مع تمديد نقابة المعلمين الاضراب حتى الاحد المقبل، في وقت تعرض فيه النقيب عباس السوداني الى حملة تشويه في بعض الحسابات المزيفة في "فيسبوك"، وانباء عن اقامة الحكومة دعوة قضائية ضد الاخير لـ"تعطيله الدوام".
على جسر الجمهورية
بالمقابل حذر المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة امس الاثنين، من انهيار جسر الجمهورية وسط بغداد، عازيا سبب ذلك الى "حرق وتدمير الوسادات المطاطية للجسر".
وقال اللواء عبد الكريم خلف في خبر عاجل بثه التلفزيون الرسمي، إن "إهمال وحرق وتدمير الوسادات المطاطية لجسر الجمهورية ادى الى حصول خلل في جسم الجسر قد يؤدي الى انهياره".
واشار المتحدث باسم عبد المهدي الى أن "هناك حرقا ممنهجا وموثقا منذ انطلاق التظاهرات لدعامات جسر الجمهورية".
ومنذ ايام يقف محتجون تحت الجسر في محاولة العبور للوصول الى المنطقة الخضراء، فيما ترد قوات مكافحة الشغب بشدة على اي محاولات لتقرب المتظاهرين من المنطقة الحكومية.
امس اثار فيديو بثه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، الجدل عن السلاح المستخدم من القوات المسؤولة عن حماية جسر الجمهورية. واظهر الفيديو تهشم رأس احد المراهقين المحتجين قرب الجسر بعد اصابته بسلاح مجهول من قبل القوات، رُجح بانها اطلاقة قناص بعيدة المدى.
4 إرهاب
وعن اجواء الاضرابات، فقد اغلق محتجون عددا من الدوائر الحكومية والخاصة ايضا، وكذلك في الديوانية، بينما استطاع محتجون قطع 3 جسور في المثنى من اصل ستة، وهي جسور (الشهداء، المفوضية، والخضر).
اما في البصرة فقد اكدت قيادة العمليات في المحافظة بانها استحصلت الموافقات القانونية لاعتقال المتسببين في قطع الطريق المؤدية للموانئ.
واكدت القيادة في بيان انها "استحصلت الموافقات القانونية من السلطة القضائية باعتقال المتسببين في قطع الطريق المؤدية إلى الموانئ العراقية وحسب المادة الرابعة من قانون الإرهاب"، لافتة الى ان "القوات الأمنية ستقوم بعمليات دهم وتفتيش والبحث عن المطلوبين والمتسببين بقطع الطريق".
وتابعت القيادة بانها "لن تسمح بالتعدي والتأثير على الموارد الاقتصادية للعراق لأنها ملك لجميع العراقيين وليست ملكا لشخص معين".
قنصلية إيران
وفي كربلاء، قال ناشطون في المدينة لـ(المدى) إنه تأكد حتى الآن "مقتل 3 اشخاص" في احتجاجات مساء الاحد امام القنصلية الايرانية في المحافظة.
واكدت مفوضية حقوق الانسان تلك الارقام، وقالت في بيان، امس، انه اثناء محاولة المتظاهرين الدخول الى القنصلية "حدث اصطدام من القوات الامنية ادى الى "جرح 12 آخرين".
واكد احد الناشطين في المدينة الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ(المدى)، ان "المتظاهرين حاصروا مبنى القنصلية الايرانية في منطقة الاسكان بشكل كامل"، مؤكدا انه "تم احراق اجزاء منها قبل ان يقوم المحتجون بالدخول".
واضاف انه اثناء دخول المحتجين "بدأت القوات الامنية باطلاق الرصاص بعد فشل قوات مكافحة الشغب بالسيطرة على الموقف، ما ادى الى سقوط قتلى وجرحى".
الى ذلك دانت وزارة الخارجية ما وصفته "الاعتداء" على القنصلية الايرانية من قبل متظاهرين، مؤكدة التزامها بـ"حرمة البعثات الدبلوماسيّة".
وأضافت الوزارة في بيان امس، أن "أمن البعثات والقنصليات خطً احمر لا يُسمح بتجاوزه، وأن السلطات الأمنية قد اتخذت جميع الإجراءات لمنع أيّ إخلال بأمن البعثات".
وبين ناشط في كربلاء وهو طالب جامعي، ان القتلى في حادث القنصلية "هم 3 شباب، اثنين منهم من مواليد بداية التسعينيات، والثالث من مواليد عام 2000".