بغداد/ المدى
يراهن المحتجون السلميون في بغداد، على اجبار قوات الأمن على اغلاق جسر باب المعظم بعد ساعات من اغلاق جسر الشهداء. وسبق لقوات الامن اغلاق جسور الجمهورية والسنك والاحرار خلال الايام الماضية.
ستراتيجية المتظاهرين هي اغلاق جميع الجسور التي تربط جانبي العاصمة بغداد، وهو توجه في حال نجاحه سيقطع الحركة ويضعف السلطة كثيراً ــ بحسب متظاهرين- في وقت لم يبد ان قطع الطرق التي تربط المناطق ببعضها صباحا تجدي نفعاً خصوصا بعد موقف القضاء باعتقال الفاعلين. يوم الاثنين اراد المتظاهرون قطع جسر الاحرار فباغتوا قوات الامن واقتحموا الجسر بالتزامن من سيطرة محتجين آخرين على النفق الواقع في منطقة العلاوي حيث مقر الحكومة وشبكة الاعلام العراقي.
وقبل ان تنطفي النيران التي اشعلها المحتجون على الجسر وفي الشوارع القريبة من مقر الحكومة عاد المتظاهرون ادراجهم وعادت قوات الامن التي انسحبت مسبقا لتسلم الامن في المنطقة، ثم اغلقت القوات الامنية الجسر بالحواجز الكونكريتية.
خلال العملية سقط المئات من القتلى والجرحى من المتظاهرين ومن عناصر في قوات الامن كانوا متعاطفين مع المحتجين برصاص موجه من الجانب الذي تمسكه السلطات. واعلنت مفوضية حقوق الانسان حينها مقتل 3 وجرح 150 آخرين. وقال قائد عمليات بغداد الفريق الركن قيس المحمداوي في تصريح لقناة العراقية حينها إن "إساءة كبيرة حصلت في حادثة جسر الاحرار نفذها مندسون". وأضاف قائد عمليات بغداد، أن "قطع الطرق غير مشروع ويضر بالتظاهرات"، داعيا المتظاهرين ذوي "المطالب المشروعة" إلى "عدم قطع الطرق والتعرض للقوات الأمنية".
ويبدو ان المتظاهرين غيروا قليلا قواعد التقدم على جسري الشهداء وباب المعظم فيما ابقوا الهدف هو إغلاق الجسور الحيوية.
وفي ساحة الرصافي تناولت وسائل الاعلام مقاطع فيديو توثق رمي متظاهرين، قوات الامن بالحجارة.
وقال متظاهر رفض الكشف عن اسمه لـ(المدى) ان "مواجهات استمرت منذ فجر يوم الاربعاء استخدمت خلالها قوات مكافحة الشغب الرصاص الحي لتفريق متظاهرين حاولوا عبور جسر الشهداء وهو الجسر القريب من ساحة الرصافي". واضاف ان "اعداد الضحايا كبيرة جدا. والتك تك وسيارات الاسعاف تعملان بكل طاقاتهما لنقل القتلى والجرحى"، مؤكدا "سقوط عدد من القتلى" يضافون الى الـ260 قتيلا الذين سقطوا برصاص قوات الامن ورصاص الاذرع المحتمية بظل الحكومة والقنابل الدخانية.
واوضح المتظاهر ان "المحتجين قطعوا الجسر باستخدام الحواجز الحديدية و(جنابر) الباعة الجوالين، فيما تحصنت القوات الامنية خلف كتل كونكريتية نصبتها فوق الجسر".
وفي باب المعظم، استمرت قوات مكافحة الشغب بتفريق المحتجين عبر الرصاص الحي والقنابل الدخانية التي اشارت منظمات دولية لحرمة استخدامها.
وقال احمد، متظاهر بعمر 30 عاما ان "النفق القريب من جسر باب المعظم مغلق بالكتل الكونكريتية ولا يسمح لاحد بالاقتراب منه سواء كان متظاهراً أو لا، فيما تتواجد قوات مكافحة الشغب باعداد كبيرة على الجسر وتواصل اطلاق الرصاص الحي".
وبحسب بعض الروايات فان مدينة الطب اغلقت ابوابها بسبب التوتر، وأكد المتظاهر ذلك، في حين لم يتسن لـ(المدى) التأكد من مصدر مستقل.
واشار متظاهر آخر يدعي ان اسمه علي يغطي وجهه بقناع مضاد للغاز المسيل ان "قوة اغلقت الجسر من جانب الكرخ، فيما خرجت قوة أخرى من مقر وزارة الدفاع القديمة المقابل لمدينة الطب وفتحت النار على المحتجين قرب الجسر وفوق نفق باب المعظم أيضاً".
ولفت علي الى ان "المتظاهرين بدأوا برشق قوات الامن بالحجارة"، وأكد علي الذي تحدث لـ(المدى) في الساعة الرابعة مساءً، ان "قوات الامن لم تغلق جسر باب المعظم بالكتل الكونكريتية على غرار ما فعلته في جسور الشهداء والجمهورية والسنك والأحرار، لكنها تتواجد باعداد كبيرة فوقه". بدوره، قال عبد الكريم خلف، المتحدث العسكري باسم القائد العام للقوات المسلحة عادل عبد المهدي في مؤتمر عقده تزامنا مع الاحداث ان "عددا قليلا جدا من المتظاهرين يحاول التخريب. عددهم قليل جداً لا يؤثر على حركة الاحتجاج في ساحة التحرير".
وتوعد المتحدث العسكري باعتقال كل من يحاول قطع الطرق او التظاهر خارج ساحة التحرير وهو امر يفسر اطلاق الرصاص الحي على متظاهرين حاولوا عبور جسري الشهداء وباب المعظم. وفي ساحة التحرير تبدو الاوضاع طبيعية حيث يواصل الفنانون رسم الصور الكاريكاتيرية الناقدة للسلطة، فيما ينادي سائق تك تك ساخرا عبر مكبر صوت ثبته بعربته: "منو شاف (رأى) عبد المهدي".










