اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > خصوبة بصرية ذات طابع كلاسيكي فريد

خصوبة بصرية ذات طابع كلاسيكي فريد

نشر في: 12 نوفمبر, 2019: 09:14 ص

ضحى عبدالرؤوف المل

تعطي لوحات الفنان ” أدوارد ليغران” ( Edouard Legrand) قيمة لونية لا تنحرف عن التدرجات القوية من الناحية الفنية .

إذ تضفي الحركة على رمزيات الألوان خصوبة بصرية ذات طابع كلاسيكي فريد تنغمس مع وضوح التعبيرات، والتذوق المصاحب للاوعي الكلاسيكي المؤثر على الضبط البصري من خلال الايحاء الضوئي للمشاعر المنبعثة من الأشكال ، المندمجة مع الألوان بقوة التعتيق خاصة للالوان الحارة ذات المصطلحات المختلفة، بمكوناتها الضوئية البديلة للخطوط الوهمية. او للخطوط المبطنة من خلال التكثيف للغوامق، وترك الفواتح تحت سلطة الضوء الذي يتلاعب به "ادوارد ليغران " عبر الطبقات المؤثرة التي يعتبرها اللغة البصرية الحقيقة، لخلق الكثير من المحاكاة او الاحرى الاستفزازات الحسية لحفظ التراثيات او المشهد بحيثياته القديمة او الاستشراقية ان صح القول. فهل وحدانية الريشة في رسومات ليغران هي لتحليل المشهد ووضعه واقعيا امام دينامية اللباس للاشخاص الذين في اللوحة؟ ام هي لغة استشراقية لربط التقنيات التشكيلية مع تاريخية اللوحة واهميتها ؟ 

تفاصيل متأصلة في ألوان تمثل حضارة شرقية ذات تداخلات نسائية مشرقية تمثل حياة المرأة بفلسفة تشكيلية تجمع الكثير عن التصورات، الواقعية للحياة التي رصدها من خلالهن، بتنوع بين الظل والضوء. لتتضح وسيلة العيش أو السكن مع حفظ لاتجاهات الضوء ومعانيه في هذه اللوحة تحديداً ، التي تتجذر فيها التفاصيل، لتحاكي حقيقة المكان الذي اتحد مع المرأتين من خلال الألوان أو ظلالها الحركية حيث اتجاهات الريشة المرنة واضحة أيديولوجيا . اذ يلتقط أسلوب الحياة من خلال الشكل بغض النظر عن الأحجام ومعانيها ، إلا أنها تمثل الصراعات التفضيلية للنسوة وطقوسهن في الجلسات داخل بيوتهن البسيطة، والافاق اللونية المنسجمة مع التأثر والتأثير، والخضوع للمسات الصوفية المشحونة بالرؤى الغريبة او تلك التي تجذب البصر اليها بقوة اللون وجماليته بغض النظر عن الجمال الانثوي المنفي في اللوحة . فهل امتصت ريشة "ادوارد ليغران" القبح بالجمال المعاكس لتبقى لوحته في الذاكرة الاستشراقية تحديداً؟ 

تعكس لوحة ليغران ثقافة استشراقية تؤشر إلى مرحلة وجود اسس لها تشكيليا بتعتيم الالوان المركبة وبتوافق مع الاحمر واسسه ، ليستكمل المعنى بما تبقى من مزاجية تتارجح بين الالوان الحارة والباردة دون ان تفقد الالوان قيمها الممزوجة بالمعنى الاستشراقي او الواقع الزمني التصويري دون تجاوزات متخيلة محافظا بذلك على التفاعلات الفديمة المحملة بلحظة التقطها لنساء تحمل جلستهن نوعا من الاستحداث البصري المثير، المرتكز على روحية المكان، كجزء اساسي يستكمل من خلاله قوام اللوحة او معاييرها النسبية التي حافظ عليها فنيا دون تبسيط في مقاييس الأشكال والأحجام في المساحة الواحدة. ضمن منظومة الألوان المحددة والمشدودة الى ضروريات فلكلورية تمثل فلسفة زمنية، بتوازن مع المكانية وأهميتها من حيث الرؤية التي تشير على شعبية تتجذر في أعماق الألوان الساخنة المرافقة للحركة المتعددة الاتجاهات ، وبغموض يتماشى مع تاريخية الواقع الذي التقط منه هذه التصورات الاستشراقية التي تختزن الكثير من التفاصيل الجمالية القديمة بتنوعها ، كأنه يستكمل مسيرة ريشة وضعتنا أمام الفن الاستشراقي المنبهر بألوان الشرق وقوتها في منح التعدد الجمالي قيمة أخرى تختلف عن الكلاسيكية في الفن التشكيلي، وإنما يطابع غريب وفريد ذي نشأة تتوحد معها التفاصيل وطقوس الريشة في منح الألوان الموضوعية لرسم اللحظة وأبعادها مع المرأتين في خشوع ذي اوزان بصرية او مقامات لونية او حتى موسيقية ذات منحى استشراقي هو امتداد لامتناهي مجهول بطابعه الوجودي. الا انه ايجابي من حيث الاستئناس بمخيلة استطاعت التقاط المشهد الاستشراقي بفن انساني يلتزم بتقاليد الاستشراق . 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض اربيل

مقالات ذات صلة

16-04-2024

التّجديدات مابعد الحداثيّة

لطفية الدليميأحدثت الطاقة الجديدة لرواية (الكومنولث Commonwealth) مفارقة صارخة مع ماكان يُوصف بلحظة (النضوب الأدبي)؛ ففي دول الكومنولث بدأ الكُتّاب يوظفون تجاربهم ويعتمدونها مصدراً لأشكال إبتكارية جديدة من الكتابة - الكتابة التي ستعمل في المقابل على تدعيم التغير الثقافي المطلوب في الوقت الذي واجه فيه الكُتاب خارج منطقة الكومنولث إحساساً عميقاً باللاجدوى وإستنفاد الغرض من […]
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram