حرائق مفتعلة و تكاتك حكومية  لتخويف المحتجين في بغداد والمحافظات

حرائق مفتعلة و تكاتك حكومية لتخويف المحتجين في بغداد والمحافظات

 بغداد/ المدى

دخلت خطة المراحل المتعددة التي تقوم بها السلطة لانهاء الاحتجاج مستوى جديدا بعد احتراق عدة بنايات محيطة بساحة التحرير وسط بغداد.

الملام كالعادة في تلك الحوادث، بحسب الرواية الحكومية هم "المندسون"، فيما يتهم المتظاهرون القوات الامنية بافتعال الحرائق لتخريب الاحتجاج.

بالمقابل شددت السلطة قبضتها على المدن الجنوبية والوسطى لمنع استمرار إضراب الطلبة رغم تراجع نقابة المعلمين عن موقفها السابق بشكل مفاجئ.وكانت (المدى) قد كشفت نهاية الاسبوع الماضي، عن خطة حكومية من عدة مستويات لانهاء الاحتجاجات تتضمن احداث "انشقاقات" بين المتظاهرين وتكثيف "الاعتقالات".

وحتى بعد منتصف نهار امس كانت اعمدة الدخان مازالت تتصاعد من بناية شركة التأمين الوطنية قرب ساحة الخلاني، وهي احدى البنايات الثلاثة التي احرقت ليلة الاحد/الاثنين.

وبحسب مقاطع فيديو بثها ناشطون امس، كان عدد من المتظاهرين يرددون شعارات تتهم قوات مكافحة الشغب باحراق البنايات بسبب كثافة القنابل الدخانية.

وظهرت في الفيديو مجموعة من سيارات الاطفاء وهي تقوم باخماد الحريق فيما يصرخ المتظاهرون "قوات الشغب.. حركوها".

بدوره اكد عبد الكريم خلف، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، حرق دائرة كاتب العدل في منطقة باب الشرقي وسط بغداد.

وقال خلف يوم الاحد لقناة العراقية ان "هناك محاولات من قبل بعض المجرمين لاعاقة وصول فرق الدفاع المدني لإخماد الحريق".

بالمقابل اعلن قائد عمليات بغداد الفريق الركن قيس المحمداوي، الأحد ايضا، إلقاء القبض على شخصين يحملان 50 "قنبلة مولوتوف" في إحدى العمارات بساحة الخلاني وسط العاصمة.وفي اثناء ذلك قالت مديرية الدفاع المدني، امس، ان فرقها قامت طيلة ليلة امس (الاحد على الاثنين) باخماد "اكثر من ثلاثة حوادث حريق في منطقة ساحة الخلاني".

واضافت المديرية في بيان، ان اول الحرائق كانت "داخل بناية ملاصقة لبناية كاتب العدل في الطابق الثالث والرابع"، مبينة انه بعد اخمادها اندلع حريق هائل "داخل بناية التأمين الوطنية في ذات الساحة بالطوابق العليا الخامس والسادس وكان متعمدا".وقالت المديرية ان "حريقا ثالثا اندلع بعدد من المحال التجارية القريبة من جسر السنك مخصصة لبيع المبيدات الزراعية"، مشيرة الى ان "عجلات الاطفاء تعرضت لاعتداءات متكررة".

وبدأت عمليات الحرق قرب اماكن الاحتجاجات، تظهر نهاية الاسبوع الماضي، مع بدء خطة السلطة لـ"الهجوم" على التظاهرات.

وخلال الايام القليلة الماضية، احرقت نحو 100 خيمة في كربلاء والبصرة، فيما رجح متظاهرون ان الفاعلين هم قوات الامن.

وكانت "انقسامات" ــ بحسب وصف بعض المحتجين لجماعات داخل ساحة التحرير فاوضت الحكومة باسم المتظاهرين ــ مكنت السلطة من تقليص رقعة انتشار المحتجين في بغداد.

واعتبر قائد عمليات بغداد قيس المحمداوي، ان وضع حواجز في ساحة التحرير والخلاني بأنها جاءت لطمأنة المتظاهرين الى أننا لن نستخدم القوة لتفريقهم.

واستنادا لناشطين تحدثوا لـ(المدى) فأن السلطة بدأت سلسلة الهجمات على المحتجين من عدة اتجاهات، منها التفجيرات المتكررة بالعبوات الصوتية.واعلن المتحدث العسكري للحكومة، عن قيام مجموعة وصفها بـ"المنفلتة" بتفجير احد ابراج المراقبة شرقي بغداد.

وقال عبد الكريم خلف لقناة العراقية إن "مجموعة منفلتة في منطقة البلديات فجرت احد ابراج كامرات المراقبة لاخفاء جرائمهم".

"تك تك السلطة"

لكن احمد، وهو احد المتواجدين في ساحة التحرير، يقول ان تلك التفجيرات ليست من المتظاهرين "هي من فعل الحكومة".

واضاف: "السلطة اشترت عجلات تك تك وبدأت من خلالها توزيع العبوات الصوتية. تضعها تحت النفايات القريبة من الساحة لتخيف الموجودين".

واكد الناشط ان بعض تلك العجلات التي اطلق عليها "تكاتك السلطة" والتي يعمل عليها عناصر امنية، بدأت تقوم باعمال "خطف للناشطين داخل أزقة البتاويين".

وانفجرت خلال اليومين الماضيين اكثر من 4 عبوات صوتية في محيط ساحة التحرير، فيما قال شهود عيان ان اصواتها تشبه انفجار السيارة الملغمة.ورصد ناشطون، بحسب وثائق مسربة من جهات امنية، وجود تعليمات بـ"مراقبة" الحسابات الالكترونية لاغلب الداعمين والمروجين للتظاهرات.

واظهرت احدى تلك الوثائق التي تحتفظ (المدى) بنسخة منها، عن اتهامات من جهة "امنية عليا" لعدة اشخاص في "فيسبوك" لقيامهم بما وصفوه بـ"التحريض" لخروج المتظاهرين في مناطق شرق القناة.

ويقول احمد الذي لم يفارق ساحة التحرير منذ اكثر من اسبوعين، إن هناك "معلومات عن وجود قوائم اعتقال لعدد من الشباب لتخويف البقية".واكد الناشط ان المعلومات تؤكد اعتقال "10 اشخاص" من كل منطقة في بغداد يدعون للاحتجاج، واحتجازهم "عدة ساعات" للتأثير في معنويات باقي المتظاهرين.

وكان ناشطون في البصرة اكدوا لـ(المدى) ان القوات الامنية هناك تقوم منذ ايام بحملة لتفتيش "هواتف الشباب" بحثا عن صور او مقاطع فيديو للاحتجاجات، وتقوم باعتقال من تجد في هاتفه تلك المواد.

امس، فرقت القوات الامنية تظاهرات طلابية في البصرة، فيما قال رضا العبادي، ناشط في البصرة في اتصال مع (المدى) انه "تم اعتقال 6 طلاب".

وكانت القناة العراقية قد اظهرت برنامجا امس تظهر فيه عودة الطلاب الى المدراس، بينما بث ناشطون صورا لتظاهرات طلابية كبيرة في بابل وميسان ومنطقة الزعفرانية، جنوبي بغداد.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top