الجهد المفرط أمام إيران يطيح بنقطتين أمام البحرين

الجهد المفرط أمام إيران يطيح بنقطتين أمام البحرين

"فوازير" كاتانيتش وسيناريو القلق يهدّدان آمالنا في تصفيات المونديال!

متابعة : إياد الصالحي

نقطتان في خبر كان .. وعرض فني خارج التوقّع المطلوب لضمان مقعد مبكّر بين أبطال المرحلة الحاسمة المؤهلة إلى مونديال قطر 2022 ،

ذلك ما آل اليه لقاء أسود الرافدين مع ضيفهم منتخب البحرين الذي بات العُقدة الجديدة في حبال الكرة العراقية الباحثة عن منقذ لها قارياً بصحبة لاعبين طموحين يحدوهم الأمل الكبير أن يسجّلوا مشاركة تاريخية ثانية في نهائيات كأس العالم بعد بطولة المكسيك عام 1986 في ظل الحماسة والإمكانية والدافع لتحقيق تطلّعات الجماهير الصابرة على انتكاسات ثماني محاولات سابقة.

ليس من السهل على منتخبنا الوطني أن يواصل التنافس في المجموعة الثالثة ويتصدّر بـ 11 نقطة وسط منتخبين شرسين كإيران والبحرين ، ومن الصعب أن يتعثّر بأسلوب وإرادة مدربه الذي يدّعي أنه حقق الهدف الأهم في البقاء بالصدارة! أية سذاجة هذه أن تخطط للتعادل خوفاً من ضغط المنافس لإزاحتك ، ولم تفكّر بإحراجه مبكّراً بأسلوب هجومي يُحقق مُراد المشوار قبيل ثلاث مباريات في خاتمة المرحلة . المدرب السلوفيني سريتشكو كاتانيتش يُعلل ما جرى في أمسية ملعب عمّان الدولي أن "المنتخب البحريني نجح في غلق المساحات ، وحاولنا استغلال الفرص التي سُنحت لنا ، لكن الحظ لم يُحالفنا ، وبالتالي نتيجة التعادل ليست سلبية ، بل أراها إيجابية ، فقد حافظنا على صدارتنا للمجموعة". واضاف "المنتخب العراقي تعرّض لضغط كبير، وكانت مشاعر الجميع بعد الفوز على إيران متوهّجة ، وحاولنا التخفيف على اللاعبين ونجحنا إلى حدٍ ما " وعاد ليؤكد " وسط الظروف التي عاشها الفريق أعتقد أن النقطة تعد إيجابية".

المدرب كاتانيتش يعتقد أن نقطة التعادل هذه نتيجة أسلوب اللعب الذي فرضه المدرب البرتغالي هيليو سوزا بغلق المساحات أولاً وعدم السماح لمهند علي وأمجد عطوان وهمام طارق وبشار رسن ، رباعي الخطورة العراقية في المباراة من صيد الشباك البحرينية بهدف حاسم ، أبداً ، فمع ذكاء سوزا الذي جرّ الأسود الى النتيجة الحتمية بالنسبة له للبقاء بفارق نقطتين من المتصدر ، كان على كاتانيتش أن يتحرّر من مخاوف اللعب بمهاجمين صريحين ويمنح الثقة لعلاء عباس أسير دكة الاحتياط في أجندته ، فهو لاعب الفرصة الواحدة التي لن تفلت منه ، مثلما أكد في الدقيقة 85 بتسديدة مباغتة ردّها القائم وكادت أن تحجز بطاقة التأهل بشكل كبير.

حلول كاتانيتش في كل مباراة اشبه بـ "الفوازير" حينما يعتمد لاعب ما ثم ما يلبث أن يركنه على دكة الاحتياط مثل إبراهيم بايش وبشار رسن وضرغام اسماعيل ، والأخير أملتْ ظروف حرمان علي عدنان بمشاركته الضرورية ، ومثل هذا الحذر المبالغ الذي يجبر المدرب الى التعامل بإرباك واضح في تسمية تشكيلته يقود الى عدم الاستقرار في الأداء والمستوى والنتيجة ، وهذه نكرّرها كل مرة ، الاستقرار مبدأ التطوّر للفريق إذا ما أراد الوصول الى غايته في طريق المونديال، ولا يمكن أن يتردّد ويتخذ القرار الضعيف متمسّكاً بالروحية الدفاعية والتحفّظ بالكرة من خلال تقييده اللاعب الأبرز في جميع المباريات أمجد عطوان بواجبات دفاعية تحدّ من طلعاته للأمام مثلما عطّل كاتانيتش علاء مهاوي في مساحة معينة دون أن يستثمر طاقته في تشكيل ضغط مستمر في جهته.

أما حديث كاتانيتش عن تخفيف الضغوط التي واجهها لاعبونا بعد مباراة إيران ، كنا نتمنى أن يبقى اللاعبون في وهج العامل النفسي الكبير الذي خلّفه الانتصار التاريخي والستراتيجي على إيران بخطة هجومية مبكّرة يحسم خلالها المباراة في الشوط الأول بدلاً من توجيهات التوجّس من إحداث ضغط عالٍ على المنتخب البحريني ، وكذلك الاسراع بتحضير بدني من قبل مدرب اللياقة للتخلّص من الجهد المفرط في اللقاء السابق وهو ما اخفق فيه بشكل واضح وكان سبباً في التعادل ، فقد حاصرت الكتيبة الحمراء لاعبينا في منطقتنا أغلب الاحيان مع محاولتنا المرور الصعب عبر ضرغام اسماعيل وبشار رسن دون جدوى ، فضلاً عن غياب تام للتسديد من خارج منطقة الجزاء وهو السلاح التكتيكي الأقوى الذي كنّا نرعب به الحراس ونهز ثقة المدافعين ونحسم من خلاله المواجهات.

من وجهة نظر مدرب المنتخب البحريني هيليو سوزا أن " فريق البحرين خاض مباراة صعبة جداً وقدم أداءً جيداً وأن نتيجة التعادل كانت عادلة للفريقين بعدما قدّم شوطاً أول جيداً ، لكن الشوط الثاني كانت الأفضلية للمنتخب العراقي الذي حصل على فرصة للتسجيل .. ولحسن الحظ أنقذنا القائم" . تصريح واقعي لسوزا كشف تخطيطه المسبق قبل المواجهة ، لكنه لم يستطع أن يوضح أسباب عُقم الأداء الهجومي لعبدالله يوسف المحترف في نادي سلافيا براغ التشيكي وإسماعيل عبداللطيف لاعب المحرق - أحد أهم نجوم كرة البحرين وهدافيها -  إذ لم يسجّلا في المباريات الخمس وهو ما وضع المدرب في حرج أمام الصحافة البحرينية والشارع الكروي برغم الفارق المتميّز الذي اظهره لكرتهم خلال مدة عمله.

ترى هل ستكون المباريات المتبقية مع هونغ كونغ 31 آذار وكمبوديا وإيران 4 و9 على التوالي من شهر حزيران لعام 2020 متوافقة مع حظوظنا وتبتسم نتائجها للأسود مع متغيّرات نتائج الآخرين؟ كيف السبيل للخلاص من الأسلوب الحذر لكاتانيتش ؟ هل يستفيق من غفلته ويتفق بأن نقطة البحرين خسارة كبيرة في حسابات الاطمئنان للمشوار القادم ، وانها أسدت خدمة لمنتخب لإيران لتعديل موقفه طالما بقي الفارق ضئيلاً ويمكن تعويضه في حال أخفق الأسود في أية مباراة ، خاصة أن ملعب آزادي سيشهد مباراة طاحنة قد تلقي بآمالنا وأموالنا في بحر الندم من التهليل للبقاء في قمة آيلة للسقوط في ظل سيناريوهات المواجهات القلقة التي يفكر بها كاتانيتش مخبّئاً عناصر المفاجأة  دون أدراك للانسجام والفاعلية والبناء النفسي للاعبين مؤثرين لم يأخذوا فرصهم كاملة ومطالبين بواجبات طارئة في دقائق قليلة حسب قناعته ورأيه المستبد دون اي اهتمام لرأي مساعده الكابتن رحيم حميد أو ما ينقل له عبر المدير الإداري والمترجم باسل كوركيس ، وهذه وحدها قضية ستتم مناقشتها لاحقاً لأهميتها في ظل المشاكل التي أدّت الى حرمان المنتخب من جهود لاعبين محترفين بسبب نقل المعلومات بين الطرفين!

اتحاد كرة القدم يعي جيداً أن بطولة الخليج العربي التي تحتضنها العاصمة القطرية الدوحة بعد خمسة أيام ستكون حُبلى بمشاكل فنية ودخول عناصر بديلة لمواجهة منتخبات قطر والإمارات واليمن في واحدة من أهم البطولات التي تجتمع منتخبات الدول المشاركة في أوج عطاء لاعبيها بالتزامن مع تصفيات بطولتي المونديال وآسيا ، وهذه فرصة للمناقشة مع الملاك التدريبي في جميع الملاحظات الفنية التي تتطلب المحافظة على فرصة التأهل الوحيدة وتوفير كل مسبّبات انجاح مهمة الأسود في الدقائق 270 الأكثر تشويقاً وإثارة في المجموعة الثالثة تحديداً.

اترك تعليقك

تغيير رمز التحقق

Top