اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى الأحد: الموسيقى والثورة

موسيقى الأحد: الموسيقى والثورة

نشر في: 23 نوفمبر, 2019: 08:07 م

ثائر صالح

نادراً ما تناولت في كتاباتي الأسبوعية العلاقة بين الموسيقى والثورة. ثمة تساؤلات عديدة مثل هل توجد موسيقى ثورية؟ كيف يصف الموسيقيون أحداث عصرهم مثل الثورة في أعمالهم؟

هل هناك فارق بين موسيقى الدعاية السياسية (البروباغاندا) والفن الحقيقي؟ أسئلة يصعب الجواب عليها بشكل مختصر.

ترجمت مرة كتابة لهانس آيزلر عن "موسيقى الطبقة العاملة"، وعن نضاله مع رفاقه برتولت بريخت وكورت فايل وباول ديساو في مواجهة النازية المتنامية قبل 1933. وكان آيزلر يؤمن بدور الفن والموسيقى في دعم نضال الطبقة العاملة وحركتها.

كما كتبت قبل أكثر من أربعين عاماً تعريفاً بسيمفونية شوستاكوفيتش الحادية عشرة، التي كتبها تخليداً لذكرى ثورة 1905 في روسيا القيصرية. وربما يكون قد كتبها بتأثير الثورة المجرية في 1956 الثورة التي بدأها الشيوعيون والاشتراكيون الديمقراطيون للتخلص من التركة الستالينية التي هيمنت في المجر حتى بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي. 

كانت هناك أحداث ثورية شارك فيها الموسيقيون قولاً (أقصد في موسيقاهم) وفعلاً. فقد كتب شوبان أتود (تمرين) رقم 12 من مجموعته العمل رقم 10 تحت عنوان التمرين الثوري في تصويره لانتفاضة تشرين في وارشو سنة 1830 - 1831 التي انفجرت ضد الهيمنة الروسية. فقد فقدت بولونيا استقلالها ووجودها كدولة بعد أن تقاسمت أراضيها روسيا القيصرية وبروسيا والنمسا في سنة 1793. 

لكن أشهر هذه الثورات هي ثورة 1848 التي قامت في العديد من الدول الأوروبية، وكلها سعت للتخلص من الأنظمة الرجعية الاستبدادية ومن القيود على حرية التعبير وعلى الصحافة ومن الطغم المعادية للتطور. فقد استعادت الرجعيات مواقعها بعد مؤتمر فيينا (1814- 1815) المنعقد بعد حروب نابليون، حيث لعب المستشار النمساوي متّرنيخ الدور الأساسي في إعادة رسم الخارطة الأوروبية في مواجهة رياح التغيير الليبرالية. لكن النضال من أجل الديمقراطية والتقدم وحرية الصحافة الخ استمر منذ الثلاثينات وكانت 1848 محصلة هذا التراكم.

فقد بدأت الثورات في إيطاليا ثم في باريس في شباط 1848 واطيح بالملك لويس فيليب وتم اعلان الجمهورية الثانية. سرعان ما امتد لهيب الثورة في آذار الى ألمانيا والنمسا والمجر وغيرها. اشترك ريشارد فاغنر شخصياً في ثورة دريسدن التي اندلعت في 1849، فقد تأثر بأفكار بيير-جوزيف برودون ولودفيغ فويرباخ وعقد صداقة مع الثوار ومنهم ميخائيل باكونين. كتب مقالات تحث الناس على الثورة ثم أسهم بشكل محدود في المعارك عند اندلاعها وكان يصنع القنابل اليدوية للثوار، لذلك اضطر للهرب الى سويسراً كلاجئ سياسي بعد فشلها وصدور أمر لإلقاء القبض عليه. أما روبرت شومان فقد ألف عدداً من الأغاني الثورية، حتى قبل الثورة مثل "أغنية الحرية" و"أغنية المعركة" في سنة 1847 عند توليه قيادة كورس غنائي رجالي. واستمر في تأليف هذه الأغاني الوطنية بعد الثورة فألف "الى السلاح!" و"الأسود والأحمر والذهبي" (ألوان علم الديمقراطيين) و"اغنية الحرية"، لكنه لم يشترك فعلياً في الثورة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض اربيل

مقالات ذات صلة

16-04-2024

التّجديدات مابعد الحداثيّة

لطفية الدليميأحدثت الطاقة الجديدة لرواية (الكومنولث Commonwealth) مفارقة صارخة مع ماكان يُوصف بلحظة (النضوب الأدبي)؛ ففي دول الكومنولث بدأ الكُتّاب يوظفون تجاربهم ويعتمدونها مصدراً لأشكال إبتكارية جديدة من الكتابة - الكتابة التي ستعمل في المقابل على تدعيم التغير الثقافي المطلوب في الوقت الذي واجه فيه الكُتاب خارج منطقة الكومنولث إحساساً عميقاً باللاجدوى وإستنفاد الغرض من […]
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram